اخبار الساعة
في الأشهر الأخيرة، قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن التعصب ينتشر بشكل واسع وأصبحنا في العصور المظلمة بسبب الصورة التي تصدرها المملكة العربية السعودية عن الإسلام عبر إطلاق شرارة الحركات المتطرفة في جميع أنحاء العالم, معتبرا أنه يجب إلقاء اللوم على المملكة العربية السعودية في انتشار الإرهاب العالمي، لا سيما في ظل تمديد نفوذها الديني خارج حدودها.
واستطردت صحيفة واشنطن بوست في تقرير ترجمته وطن, إلى شمال نيجيريا على سبيل المثال موطن الحركة السلفية الضخمة وتعتبر نقطة إنطلاق الجماعة المتطرفة بوكو حرام. حيث أنه ليس هناك من شك أن المملكة العربية السعودية كان لها تأثير كبير على تطور السلفية في شمال نيجيريا.
وكانت واحدة من القوى الرئيسية في وقت مبكر من النشاط، عبر قائد جماعة السلفية في شمال نيجيريا أبو بكر غومي، أحد كبار القضاة والواعظ الذي أشرف على إنشاء السلفية ذات الميول المتطرفة عام 1978. وكان غومي على علاقة دائمة مع السعودية العربية، وهو يمثل شمال نيجيريا في اجتماعات رابطة العالم المسلم التي تأسست في السعودية عام 1960 وهو ضمن العاملين في المجلس الاستشاري للجامعة العربية السعودية الإسلامية بالمدينة المنورة في 1970، وتلقى جائزة الملك فيصل في عام 1987. وغومي تلقى دعما ماليا كبيرا من المملكة العربية السعودية أيضا، مما ساعده لشن حملة جادة ضد الصوفية، وهي شكل من أشكال التصوف الإسلامي المنظم الذي كان ولا يزال ينتشر على نطاق واسع في شمال نيجيريا.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن زعيم آخر للسلفية كان مؤخرا في شمال نيجيريا يدعى جعفر محمود آدم. وبدأ مسيرته في العالم كواعظ ,الشباب تخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام 1993، وعاد إلى نيجيريا لريادة شكل أكثر استقلالية وأكثر انسجاما عالميا مع السلفية.
ومن خلال ذلك حصل على جمهور واسع وساعد على دفع دائرة الدعاة الآخرين، وكثير منهم أيضا من خريجي مدرسته الأم في السعودية وأصبحوا في مواقع مؤثرة كما الدعاة والمسؤولين الحكوميين. وتذرع آدم بانتظام تعليمه في المدينة المنورة كجزء من الأساس الذي بنى عليه سلطته الدينية. وحصل أيضا على دعم مالي من المنتدى الإسلامي وهي مؤسسة خيرية مقرها لندن التي لها علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية.
ويعتبرا غومي وآدم دمية السعودية، وكلا الرجلين تصدرا المجتمع والسياسة في شمال نيجيريا. وفكريا، ظل غومي غارقا في عالم الدراسات الإسلامية في غرب أفريقيا، ونال إعجاب المفكرين في المذهب المالكي من الشريعة حتى نهاية حياته، على الرغم من أن السلفيين يرفضون إلى حد كبير التمسك بأي مدرسة من هذا القبيل.
وعلى الرغم من أن آدم كان أكثر انسجاما مع الفكر السلفي العالمي مما كان عليه غومي، إلا أنه كان هو ورفاقه أيضا من الجهات البراغماتية التي قدمت تنازلات مع بيئتهم.
وعلى الرغم من تحفظاته حول نزاهة وسلامة الديمقراطية، إلا أنه خدم آدم لفترة وجيزة كمسؤول في حكومة البلاد. وذهب غومي إلى أبعد من ذلك في نشاطه السياسي، عندما حث النساء المسلمات على التصويت بحجة أن السياسة هي أكثر أهمية من الصلاة وهو موقف من شأنه أرهب العديد من العلماء السعوديين. وكان آدم أيضا مفتوحا في تقديم التنازلات مع الصوفية.
وأكدت واشنطن بوست أنه إذا كانت الحركة السلفية في نيجيريا لديها علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية، فإنه لا يكون من المستغرب أن بوكو حرام لديها علاقات تنظيمية مع المملكة. حيث بينما كان غومي وآدم لهما اتصالات عامة مع المملكة، كانت بوكو حرام تنتقي الشخصيات الذين يتم تدريبهم بشكل كامل تقريبا في نيجيريا.
حيث أن المجموعة لديها بعض الروابط الفكرية للمملكة. فمؤسس بوكو حرام، محمد يوسف، زار المملكة العربية السعودية للحج وقضى فترة وجيزة في منفى اختياري هناك في عام 2004، ولكن لم يظهر أي دليل على أنه التحق في مؤسسة أو كان على اتصال مع كبار العلماء والمسؤولين السعوديين.
ولكن خليفة يوسف، أبو بكر شيكاو أكثر اتصالا مع المملكة العربية السعودية برغم أنه ليس هناك أي دليل على أنه ترك أفريقيا منذ أي وقت مضى. وهناك بعض الشك في أن المنتدى الإسلامي يقدم أموالا إلى بوكو حرام منذ أوائل 2000 مما ساعدة المجموعة على الاستعداد للجهاد، ولكن الأدلة على هذا غير حاسمة. ولكنه يشير فقط إلى التعامل غير المباشر بين بوكو حرام والمملكة العربية السعودية نفسها.
المصدر : وكالات