تحركات الحوثي، لماذا لا نوفر الدماء والارواح والجروح من الآن، ونستبق الوقوع في المستنقع؟
بتاريخ 2011-11-07T14:09:57+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (2587) قراءة
اخبار الساعة - محمد العلائي
إذا كان لدى الحوثي فكرة أو مشروع سياسي او ديني، وطني او طائفي، فله كامل الحق في التبشير به وعلينا ان نحترم حقه في اعتقاد ما يطيب له، لكن اولا عليه ان يفعل ذلك بأساليب التبشير المتعارف عليها، التي تقوم على المحاججة والاقناع والاستمالة، دون ان يمنع ممارسة هذا الحق عن غيره.
اما اذا كان يريد غزو المجتمع واخضاعه بقوة السلاح، فهذا تفكير بائس ويعطي صورة عن نفسه عدوانية شمولية، وحتى لو نجح مؤقتا وجزئيا فإنه يحمل بذور فناءه في صميم هذا النوع من السياسة.
الدنيا كلها عيون، وليس سهلا ان يستفرد بضحاياه في الظلام. شرعية الصميل في طريقها إلى الزوال، إن كانت تحركه خبرة الاسلاف.
اسمع عن تحركات مريبة في حجة، المقلق فيها هو أن عناصر محسوبة على الحوثي لا تكتفي بتسجيل حضورها الثقافي في المجتمعات المحلية، بل تتعدى ذلك إلى محاولة فرض وجود عسكري لا طائل من وراءه.
المطلوب من الحوثي تعريض بضاعته للنور، والذي ما يشتري يتفرج، سيكون على الجميع تمكين الجميع من عرض منتجاتهم الفكرية والسياسية وتسويقها في الفضاء العام المفتوح، هذه هي القاعدة الأساسية التي تجنبنا الانزلاق في التذابح والقتل المجاني. حرية الاعتقاد، تحييد المساجد والمرافق العامة، التعايش، تطويق كل حالة في اطارها بدون تهويل وفبركة وتلفيق ومكائد.
عديم الحجة البلطجي المجرم هو الذي يسمح ليده بأن تمتد اما لقسر شخص على اقتناء بضاعته أو منع شخص آخر من أن يعرض بضاعته هو ايضا. لا مجال لغيتوهات ولا مجتمعات نقية، لا للتطهير الممنهج تحت أي لافتة. جنبوا المساجد في مناطق التوتر او تقاسموها او ليبن كل منكم مسجده إذا كان لا بد من ذلك، اقصد هذه اجراءات مؤقته حتى ننتقل من الوضع الاستثنائي ويتسنى لنا طرح حلول اوسع وأكثر جذرية.