لم يكتف أوباما بترك إيران تمد نفوذها، باستجاباته الضعيفة خلال فترة ولايته التي استمرت 8 سنوات، بل قام بتسريع مخططاتها النووية، إذ وافق على تسليمها، ما يقرب من 130 طنًا من اليورانيوم، سرًا.
وبحسب صحيفة “ديلي واير”، فإن الغرض من قرار إرسال اليورانيوم إلى إيران من روسيا، هو استرضاء طهران، لكي تظل ملتزمة بالاتفاق النووي، الذي تم التفاوض عليه مع الغرب.
وبحسب دبلوماسيين، من المفترض أن تستلم إيران، شحنة ضخمة من اليورانيوم الطبيعي من روسيا، لتعويض تصدير أطنان من مُبرد المفاعل، وهي خطوة وافقت عليها الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، والحكومات الأخرى التي تسعى لإبقاء طهران ملتزمة بالاتفاق النووي.
وقال اثنان من كبار الدبلوماسيين، إن الشحنة حصلت على الموافقة أخيرًا من الولايات المتحدة، و5 قوى عالمية أخرى، تفاوضت على الاتفاق النووي مع إيران، وتنتظر إيران استلام 116 طنًا متريًا، (حوالي 130 طناً) من اليورانيوم الطبيعي.
وأضافوا، أن هناك حاجة لموافقة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، ولكنها مجرد شكليات، لأن 5 من تلك القوى أعضاء دائمون في مجلس الأمن.
وبمجرد حصول إيران على اليورانيوم، يمكنها تخصيبه، ليستخدم كوقود للمفاعل، أو كقلب قنبلة ذرية، وقد تلقت إيران بالفعل، نفس الكمية تقريبًا من اليورانيوم عام 2015، كحافز للموافقة على الاتفاق النووي، وهي بدورها أرسلت اليورانيوم المُخصب إلى روسيا.
وفي الصفقة الحالية، تم تعويض روسيا بحوالي 40 طناً مترياً (44 طناً) من الماء الثقيل الذي قدمته إيران، وقد أرسلت 30 طناً مترياً أخرى، إلى الولايات المتحدة وسلطنة عمان.
الماء الثقيل يُبرد مفاعلات البلوتونيوم، بكفاءة أعلى من الماء الخفيف، ويمكن تحويله إلى قلب انشطاري، لصنع سلاح نووي.
وقد فضل الدبلوماسيون، الذين سربوا الخبر، عدم الكشف عن هويتهم، وأشاروا إلى أن أي يورانيوم طبيعي يُرسل إلى إيران، سيكون تحت رقابة صارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، لمدة 25 عامًا، بعد تنفيذ الصفقة.
واحتجوا، لأن إيران قد تحول اليورانيوم إلى يورانيوم منخفض التخصيب، ومن ثم تصدره ليستخدم كوقود مفاعل، لكن ديفيد أولبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي، قال إن شحنة اليورانيوم يمكن تخصيبها، بما يكفي لصنع 10 قنابل نووية بسيطة، وذلك حسب كفاءة عملية تخصيب اليورانيوم وتصميم السلاح النووي.
وسوف تجتمع إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في فيينا، هذا الأسبوع، لمراجعة الشكاوى الإيرانية التي تتهم الولايات المتحدة، بعدم الالتزام بتعهدات تخفيف العقوبات المُدرجة في الاتفاق النووي.
وفي الوقت نفسه، بينما يدعم الغرب إيران باليورانيوم، يزداد النظام الإيراني في العدائية بشكل علني، ففي يوم الأحد الماضي، تحركت 4 سفن هجوم سريع إيرانية بشكل تهديدي على بعد 900 ياردة من مدمرة بحرية أمريكية، بالقرب من مضيق هُرمز، وبدورها أطلقت المدمرة إشارات تحذيرية، وقامت مروحية بإلقاء قنبلة دخانية عائمة، قبل أن تطلق المدمرة 3 طلقات تحذيرية.
وفي أغسطس، أطلقت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، طلقات تحذيرية باتجاه مركبة هجوم سريع إيرانية، بعد أن اقتربت من سفن أمريكية.
ولم تنحصر عدوانية إيران في البحر فقط، فقد وافق نواب البرلمان الإيراني على خطط لتوسع الإنفاق العسكري بنسبة 5% من الميزانية يوم الاثنين، وتتضمن تلك الخطط تطوير صواريخ بعيدة المدى، وطائرات مسلحة دون طيار، فضلًا عن تطوير قدراتها الإلكترونية الحربية.
وقد قامت إيران، باختبار صواريخ باليستية في الآونة الأخيرة، على الرغم من اعتماد قرار الأمم المتحدة العام الماضي، الذي يأمر إيران بالامتناع عن تطوير الصواريخ الباليستية، المصممة للأسلحة النووية.