أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الشرق الأوسط والعالم في ظل ترامب

حفلت الأيام الماضية بتصريحات وفيرة للمسؤولين الأمريكيين حول أداء البيت الأبيض، ومستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو وبكين وطهران والرياض، في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب.
 
الرئيس باراك أوباما توجه للمرة الأخيرة في 10 يناير/كانون الثاني 2017 بخطاب عاطفي إلى الشعب الأمريكي والعالم، دعا فيه إلى التيقظ؛ محذراً من أن "الديمقراطية في الولايات المتحدة مهددة".
 
بيد أن دولا كثيرة أصبحت، عقب فوز المرشح الجمهوري بالرئاسة الأمريكية، تترقب النهج الذي سيتبعه دونالد ترامب في السياسية الخارجية، وخصوصاً دول الخليج وروسيا والصين. 
 
وعلق موقع "هيوستن كرونيكل"، على انتهاء عهد أوباما وتولي ترامب مقاليد الرئاسة، بالقول إن "إدارة أوباما أدرجت خمسة من الروس على القائمة السوداء بموجب "قانون ماغنيتسكي"، وشملت رئيس لجنة التحقيق الروسي ألكسندر باستريكين، وستانيسلاف غوردييفسكي ودميتري كوفتون وأندريه لوغوفوي وغينادي بلاكسين بسبب ما عدَّته انتهاكات لحقوق الإنسان، ناهيك عن طرد أكثر من 35 دبلوماسياً روسياً من الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الثاني 2016، ليترك لترامب تحدياً جديداً للعلاقات مع روسيا، قبل أيام من توليه منصبه".
 
وفي المقابل، حذر تقرير استخباري أمريكي صدر عن "National Intelligence Council" من مستقبل مظلم وصعب، قد يواجهه ترامب، إضافة إلى خطر حدوث نزاعات دولية غير مسبوقة في العالم لن تستطيع إدارته التعامل معها.
 
وقال التقرير إن "السنوات ما بين 2017-2022 ستشهد صعوداً لتوترات داخلية في دول الشرق الأوسط وما بين دولها". وحذر التقرير من أن المشهد الدولي الظاهر يدفع عصر الهيمنة الأمريكية بعد الحرب الباردة، إلى نهايته، مع توجه منطقة الشرق الأوسط إلى المزيد من التشظي والتقسيم بسبب الصراعات الدولية وتراجع الاقتصاد وتردي بنى الدول ومؤسساتها".  
 
وأكد التقرير أن "التنظيمات المتطرفة أصبحت تحل محل الدولة في حين أن المزيد من الدول قد تتوجه نحو التحالف مع موسكو، التي سيزداد نفوذها الشرق أوسطي، ليمتد إلى شمال إفريقيا وجنوبها ووسطها".
 
من ناحية ثانية، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن لقاء بين مقربين من ترامب مع رئيس شركة تأمين صينية لها علاقات بالحكومة الصينية، لبحث العلاقات بين واشنطن وبكين في المرحلة المقبلة.
 
وبحسب ما ذكره موقع "بوليتيكو"، فقد وجًه ترامب انتقادات واتهامات إلى دول الخليج العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية؛ مطالبا إياها بدفع تكاليف "الحماية التي توفرها لها الولايات المتحدة". كما أن ترامب كان من أشد الداعمين لقانون "جاستا" الذي يتيح لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر20011 مقاضاة السعودية.
 
وبحسب مجلة "ذا ديلي بيست"، فإن ترامب رغم تصريحاته ضد إيران واتفاق 5+1، لن يستطيع التأثير في سياسات طهران، بل سيكون عليه استيعاب الدرس من الرئيس أوباما بأن طهران دولة إقليمية لها مصالحها وعلى أي دولة التعامل معها على أساس ذلك. 
 
وقال موقع "ناشيونال ريفيو" إن أياماً معدودة تفصل العالم عن خروج أوباما من البيت الأبيض ودخول ترامب اليه، وفق مؤشرات بأن الأخير سيركز على إصلاح الداخل الأمريكي مع تركيز بسيط على السياسة الخارجية، لأن الأشهر الأولى من حكمه ستكرسلتعديل القوانين التي أصدرها الرئيس المنتهية ولايته، وخصوصاً تلك، التي اتخذها مؤخراً نهاية ديسمبر/كانون الأول 2016".
 
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن متحدث باسم ترامب أن "هذا الأخير سيوقع سلسلة من المراسيم الرئاسية لإلغاء كثير من التدابير والإجراءات، التي اتخذت خلال السنوات الثماني الأخيرة، والتي عرقلت النمو الاقتصادي وفرص العمل في الولايات المتحدة"؛ ما يعني أن ترامب سيركز على الداخل الأمريكي أكثر من الخارج مع مراعاة مصالح الولايات المتحدة الخارجية".
 
وفي المقابل، لفت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان في مقابلة مع "سي إن إن" في 10 يناير/كانون الثاني 2017 إلى أن إدارة أوباما، لم تحسب بشكل صحيح عواقب "الربيع العربي". ونقلت القناة التلفزيونية عن برينان اعتقاده بأن "أعضاء الإدارة الأمريكية كانت لديهم توقعات غير واقعية بأن الربيع العربي سيضغط على الأنظمة الاستبدادية، وأن الديمقراطية ستبدأ بالظهور، لأن هذا ما أرادته الشعوب في تلك الدول".  وأكد برينان أن " فكرة الديمقراطية لم تكن متجذرة من قبل العديد من الأشخاص والثقافات والدول في المنطقة".
 
وذكر تحليل نشره موقع (CSIS) أن الجزء الاكثر صعوبة في إرث اوباما هو ما خلفه وراءه من شرق أوسط قُتل فيه أكثر من مليون إنسان في المعارك في سوريا والعراق وتشرد الملايين في كل من منهما دون بوادر حل لمسألة الارهاب التي باتت في ازدياد.  
المصدر : وكالات

Total time: 0.0433