أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الولادة القيصرية للمبادرة الخليجية وألياتها من أجل بناء دولة النظام والقانون

- السفير / د. علي عبد القوي الغفاري

وأخيرا تم التوقيع على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء 23/نوفمبر 2011 بحضور خادم الحرمين الشريفين وممثل الأمين العام للأمم المتحدة
 يحدونا الأمل  بتوقيع الرئيس علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية وألياتها التنفيذية إثر تلقيه إتصال هاتفي من السيد/ أمين عام الأمم المتحدة ومعه أطراف المعارضة في فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن الحديث .
والمركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية وهو كغيره من مراكز الدراسات والبحوث وكافة أبناء الشعب اليمني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية يتابع مراحل التوقيع يحدوه الأمل أن الولادة العسيرة والقيصرية للمبادرة لن يكون مصيرها كوثيقة العهد والإتفاق التي وقعت في العاصمة الأردنية / عمان في يناير 1994 .
والمركز إذ يشارك الجميع فرحته في التوقيع ليأمل التزام الجميع بمحتوى المبادرة، وخاصة من بيده القوة والمال و إحترام التعهدات التي تم الإتفاق عليها بما يحفظ لليمن كرامته ووحدته وأمنه وتطلعاته لبناء دولة النظام والقانون ، وما كان يمكن  التوصل إلى ذلك لولا قيام ثورة الشباب السلمية الي إندلعت في عموم الساحات اليمنية مطالبة بالتغيير الهادف والبناء لإنهاء مرحلة من الفساد والعبث  والولوج بالشعب إلى مرحلة بناء دولة حديثة أساسها التداول السلمي للسلطة ،وأن الشعب وحده هو مالك السلطات ،.
 ودون شك وحتى توقيع المبادرة وألياتها فإن الثورة اليمنية الشبابية وهي الأطول في تاريخ الربيع العربي  تعد من أرقى الثورات التي إندلعت في مطلع هذا العام المجيد .
واليمن إذ يدخل مرحلة جديدة  هدفها الرئيسئ بناء دولة مدنية حديثة تعتمد على المواطنة المنساوية ،وأن يكون النظام والقانون سيف يسلط على الجميع دون تمييز أو إجحاف وغبن في الحقوق والواجبات ، فإن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية ليأمل  وضع النقاط على الحروف بحيث يتم وضع الرجل المناسب ذكر أو أنثى في المكان المناسب ،  بحيث تعطى الحقوق لأصحابها دون تمييز ، وأن لايكون هناك مجال للمحسوبية والمنسوبية  بعد اليوم ، وأن يكون التصالح والصالح العام هو سيد الموقف وليس الإنتقام،  بحيث نخرج مما كنا فيه ونفتح مرحلة جديدة قوامها الإصلاح المالي والإداري وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والحزبية والأسرية التي إن إستمرينا عليها فكأن شيئا لم يكن .
وإذا كان الفضل بعد الله في الخروج من عمق الزجاجة والظروف التي كانت محيطة بهذا الشعب يعود لصانعي التغيير في الساحات ولمن وقف وانضم غلى صفوف الثورة، فإن من واجبنا الإشادة بمن شارك وساهم في التوصل إلى النهاية السلمية بقيام مرحلة جديدة من البناء المؤسسي الذي لن يكون سهلا، فالشكر موصول لدول مجلس التعاون الخليجية وللأمانة العامة للأمم المتحدة ومبعوثها العروبي السيد/ جمال بن عمر الذي أدار عجلة التفاوض والحوار بحنكة واقتدار أفضى إلى توقيع الرئيس اليمني عاى المبادرة الخليجية وألياتها التنفيذية، ودون شك أن جمال بن عمر تقديرا منه لمعاناة اليمنيين صبر طويلا وأخرج اليمن من حرب أهلية كانت بعض القوى تعد لها ، إلا أن عناية الله سبحانه كانت مع السواد الأعظم من أبناء اليمن الذين صمدوا وصبروا  وعانوا الكثير من المأسي والحرمان من فقدانهم لكافة وسائل الحياة العصرية خلال  الشهور الماضية ، والأمل كبير في أن تبدأ القيادة الجديدة مهامها في إعادة الأوضاع الأساسية لوسائل الحياة المختلفة إلى أوضاعها السابقة حتى تتمكن و معهارجال المرحلة الجديدة من القيام بما هو مطلوب منهم وفقا لأهداف ثورة التغيير التي قامت بسبب الأوضاع التي كانت سائدة وأجمعت عليها كل القوى ، وهنا لابد من الترحم على شهداء الثورة وكل اليمنيين الذين فضلوا الموت على الحياة من أجل مستقبل أمن وسعيد ومزدهر لليمن من أقصاه إلى أقصاه .
صنعاء في 24/11/ 2011م
     السفير / د. علي عبد القوي الغفاري        
 
 رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية

المصدر : خاص

Total time: 0.0437