فيديو: وقائع المؤتمر الصحفي بشأن دماج بعد محاولة الحوثيين افشاله، ويؤكد بأن أبو علي الحاكم هو الحاكم الفعلي لصعدة، وجرائم ضد الانسانية ترتكب في دماج
بتاريخ 2011-11-28T14:34:43+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (5386) قراءة
اخبار الساعة - صنعاء
احتلت محافظة صعدة، خلال الأشهر الماضية، موقعا خاصا في وجدان شباب الثورة في مختلف الساحات، لكونها كانت أول محافظة تسقطها الثورة، وتعلن انتهاء نظام الرئيس علي عبد الله صالح، عقب تعيين الشيخ فارس مناع، محافظا جديدا للمحافظة، من قبل جماعة الحوثي، باعتبارها مكونا من مكونات الثورة الشبابية ضد نظام صالح.
ومنذ الإعلان عن سقوط محافظة صعدة، عملت جماعة الحوثي على استضافة وفود من شباب الثورة في مختلف ساحات الحرية والتغيير في جميع المحافظات، بشكل دوري، في بادرة كان شباب الثورة يحاولون من خلالها الاستفادة من تجربة إسقاط صعدة من سلطة صالح، فيما كان الحوثيون يحاولون من خلالها الترويج لأنفسهم في مختلف ساحات الثورة، باعتبارهم جماعة تقبل بالآخر، وبقيم الدولة المدنية، التي ينشدها شباب الثورة.
ورغم، ما اعتبره البعض، مساعي توسعية نفذها الحوثيون، خلال الأشهر الماضية، باتجاه محافظة الجوف، ولاحقا في محافظتي حجة، وعمران، ظلت جماعة الحوثي تتمتع بصورة إيجابية لدى شرائح واسعة من شباب ومكونات الثورة في مختلف الساحات، قبل أن إعلان الحوثيين حصارهم على منطقة دماج، التي تعتبر معقل السلفيين في محافظة صعدة، وواحدا من أهم مراكز السلفية في اليمن.
رحلة البحث عن الحقيقة
منذ أن بدأ حصار الحوثيون على منطقة دماج، قبل أكثر من 40 يوما، تعالت نداءات الاستغاثة التي أطلقها السلفيون المحاصرون في المنطقة، للمطالبة برفع الحصار المفروض عليهم، ولإغاثتهم بالمواد الغذائية والأدوية، التي منع الحوثيون دخولها إلى المنطقة، غير أن جماعة الحوثي كانت تنفي كل ذلك، وتؤكد بأنها لم تقم مطلقا بمنع دخول المواد الغذائية والأدوية إلى آلاف الأسر المحاصرة في دماج، وأنها لا تقوم إلا بمنع دخول السلاح، الذي اتهمت سلفيي دماج بتكديسه في المنطقة، استعدادا لشن حرب عليهم.
هذا النفي من قبل الحوثيين، وجد آذانا صاغية لدى البعض، غير أن تعالي نداءات الاستغاثة الإنسانية، أدخل القلق في نفوس الكثيرين، ونظرا لجهل حقيقة ما يجري في صعدة، لجأ عدد من شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء إلى اتخاذ قرار بتكليف فريق من الصحفيين والحقوقيين من شباب الثورة بالذهاب إلى صعدة، وتقصي حقيقة ما يجري في دماج، وتوضيح الحقيقة لشباب الثورة في مختلف الساحات، وللرأي العام المحلي والخارجي.
وأوضح وفد الصحفيين والحقوقيين من شباب الثورة، الذي زار صعدة، خلال مؤتمر صحفي له بمقر نقابة الصحفيين اليوم، للكشف عن حقيقة ما يجري في دماج، بأن زيارتهم لصعدة جاءت تلبية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها القائمون على مركز دار الحديث في منطقة دماج بمحافظة صعدة، بشأن دعاوي الحصار المفروض عليهم من قبل جماعة الحوثي، وللإطلاع على واقع الأمر، ومدى صحة ما قيل عن الضرر الذي ألحقه الحصار بآلاف الأسر والطلاب المقيمين في المركز، وأهالي المنطقة.
وقال بيان صادر عن الوفد الذي زار صعدة، بأن وفدهم ضم صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان بمبادرة ذاتية منهم، مشيرا إلى أنهم وصلوا إلى صعدة يوم الأربعاء 23 نوفمبر الجاري، وذلك بعد أن تم التنسيق مع قيادات من جماعة الحوثي في صنعاء، قامت بالتواصل مع قادة الجماعة في صعدة لتسهيل مهمة الوفد الإنسانية.
وأضاف البيان بأن الوفد وفور وصوله إلى صعدة، قام بالتواصل مع أحد شباب الثورة من جماعة الحوثي، المعروف بنشاطه في ساحة التغيير بصنعاء، حيث قام بتسهيل مقابلتهم للقائد الميداني لجماعة الحوثيين في صعدة، عبد الله الحاكم، المعروف بـ«أبو علي الحاكم».
الحاكم الفعلي لصعدة
جبل البراقة الذي يحاول الحوثيون السيطرة عليه
وأوضح الوفد خلال مؤتمره الصحفي بأن أبو علي الحاكم، يعتبر هو الحاكم الفعلي لصعدة، وإن كان فارس مناع هو من يظهر بالصورة، ونظرا للنفوذ الكبير الذي يتمتع به الحاكم، التقى به وفد شباب الثورة، لأخذ الإذن منه بدخول دماج، في إطار مهمة إنسانية بحته.
وأكد وفد شباب الثورة للحاكم بأن زيارتهم لدماج تنطلق من كون الحوثيين أحد مكونات ثورة الشباب السلمية، وأوضحوا له بأن الزيارة تهدف إلى الإطلاع على حقيقة ما قيل عن حصار مفروض من قبل جماعة الحوثي على أهالي دماج وطلاب دار الحديث، واستيضاح حقيقة منع الحوثيين لقافلة إغاثية غذائية وطبية متعثرة منذ أسابيع على مشارف المحافظة.
وسرد وفد الصحفيين والحقوقيين خلال مؤتمرهم الصحفي ما تعرضوا له من مضايقات وتهديدات وعراقيل من قبل جماعة الحوثي، حيث أشاروا إلى أن الحاكم حاول منعهم في بداية الأمر من زيارة دماج، وقال لهم بأن الحوثيين لا يمنعون دخول الغذاء والدواء، وبأن الحصار المفروض لمنع دخول السلاح فقط.
وأوضح الوفد بأن الحاكم أخبرهم بأن قضية دماج قضية شائكة وبأن أطرافا إقليمية ومحلية تشترك في إثارتها، كاشفين عن تهديده للوفد بعد أن عجز عن ثنيه عن مطلب الدخول إلى دماج، حيث أخبرهم بأنه لا يضمن حياتهم، إذا حاولوا الدخول، وبعد أخذ ورد، أخبرهم بأن هناك لجنة وساطة قبلية، وتم السماح للوفد بحضور جلسة التوقيع على الصلح الذي وقع الخميس الماضي.
وقال وفد شباب الثورة بأنه وعقب توقيع الاتفاق، سمح لهم بمرافقة لجنة الوساطة إلى دماج، لحضور تنفيذه على الأرض، ورغم فشل لجنة الوساطة في تنفيذ الاتفاق جراء الاختلاف على تنفيذ البند الخاص بتسليم جبل البراقة، حظي وفد شباب الثورة بالوصول إلى دماج لمدة تقل عن ساعة من الزمن، اطلع خلالها كارثة إنسانية في المنطقة جراء الحصار المطبق الذي يفرضه الحوثيون عليها، مانعين دخول الغذاء والدواء والبشر إليها.
التحول من طور الضحية إلى طور الجلاد
كشف الساعة التي سمح لمندوبين من وفد شباب الثورة بالدخول فيها إلى دماج، عن عدم صحة ما كان الحوثيون ينفون حدوثه، حيث تأكد بأن هناك كارثة إنسانية في المنطقة بسبب الحصار المفروض عليها، وقام الوفد بتوثيق مشاهداته بالصور، غير أن الحوثيين تنبهوا لخطأ سماحهم بدخول الوفد إلى دماج، وقاموا بمصادرة جميع الذواكر التي حفظت فيها الصور التي تم التقاطها من المنطقة المحاصرة.
وتعرض الصحفي محمد الأحمدي للاختطاف من قبل نقطة للحوثيين على مدخل دماج، في نقطة لهم تسمى نقطة الخانق، غير أن احتجاج أعضاء الوفد على اختطاف زميلهم الأحمدي، جعل الحوثيين يسلمونه إلى محافظ صعدة، ليخضع جميع أعضاء الوفد بعدها لإجراءات تعسفية من قبل الحوثيين، في محاولة منهم لمنع خروج أي معلومات عن حقيقة الأوضاع في صعدة.
وخلال الأيام التي خضع فيها وفد شباب الثورة للتوقيف من قبل جماعة الحوثي، تعرض بعضهم لأشبه ما يكون بجلسات التحقيق، وفقا لإفادة بعضهم خلال المؤتمر الصحفي، كما تعرض بعضهم للتهديد من قبل الحوثيين، وخضعوا جميعا لرقابة مشددة من قبل القائد الميداني للحوثيين، في محاولة لمنعهم من نقل ما شاهدوه في دماج إلى الرأي العام.
وطلب الحوثيون من أعضاء الوفد، إصدار بيان لصالحهم مقابل تأمين خروجهم من صعدة، وتم فرض رقابة مشددة عليهم، حيث أفاد أعضاء الوفد، بأن تلفوناتهم كانت تؤخذ منهم خلال مقابلتهم للحاكم، ويتم تفتيشها والاطلاع على الرسائل التي فيها، كما كان الحاكم يعقد معهم لقاءات وصفوها بأنها أشبه ما تكون بجلسات تحقيق معهم.
كما تم تعيين حراسة مشددة عليهم، كانت تراقبهم حتى وهم في غرف نومهم في الفندق الذي أقاموا فيه، وفقا لإفادة بعضهم خلال المؤتمر الصحفي اليوم، الذي وصفوا فيه صعدة بأنها تحولت إلى أشبه ما تكون بثكنة عسكرية يحكمها الحوثيون بقبضة أمنية شديدة، حيث يمنع الاستماع إلى الأغاني والاستماع للمقرئ السديس، والاستماع لأي محاضرات دينية سوى محاضرات الحوثي.
جرائم ضد الإنسانية
صيدلية مركز دماج خاوية وليس بها حبة دواء واحدة
وأكد الوفد بأن الحوثيين يرتكبون في دماج جرائم ضد الإنسانية، مطالبين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لفك الحصار على دماج.
وقال البيان الصادر عن الوفد بأن آلاف السكان في دماج يعيشون في مساحة جغرافية ضيقة، كنوع من العقاب الجماعي وفي محاولة من قبل الحوثيين للضغط عليهم وتهجيرهم من المنطقة قسريا، مشيرا إلى أن أتباع الحوثي يتمركزون في معظم الجبال المطلة على المركز، بأسلحة متوسطة وثقيلة، ويقومون بقصف وقنص أهالي المنطقة بشكل متواصل، حيث سقط خلال عمليات القنص والقصف العشرات من الطلاب وأبناء المنطقة وأجانب، بما فيهم امرأة قام الحوثيون بقنصها لدى خروجها من المسجد.
كما أكد البيان بأن المواد الغذائية في دماج توشك على النفاد، حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها، فيما انتهت المواد الطبية، ووجدت الصيدلية الوحيدة داخل المركز وليس فيها حتى حبة أسبرين واحدة، مشيرا إلى أن هذا الوضع تسبب في وفاة جرحى، ومواليد نظرا لانعدام حليب الأطفال وعدم سماح الحوثيين بدخوله إلى المنطقة.
التهديد والاعتذار
فور عودة وفد الصحفيين والحقوقيين من شباب الثورة إلى صنعاء، ليلة أمس، دعا لعقد مؤتمر صحفي في مقر نقابة الصحفيين، للكشف عن حقيقة ما شاهده في صعدة، وفور هذا الإعلان قام أبو علي الحاكم، بالتهديد بإحراق الوفد فيما لو عقد هذا المؤتمر، كما هدد بقطع لسان الصحفي محمد الأحمدي المشارك في الوفد.
غير أن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، سرعان ما حاول احتواء الموقف، وقام بتقديم الاعتذار لنقابة الصحفيين، وللصحفيين جراء ما تعرضوا له من مضايقات ومن تهديدات، وأعلن أعضاء الوفد خلال مؤتمرهم الصحفي صباح اليوم قبولهم للاعتذار، بالرغم من إدانتهم لما يمارسه الحوثيون في صعدة من انتهاكات.
ووصف الناطق الرسمي باسم الحوثيين ما تعرض له الصحفيون محمد الأحمدي، وحمود هزاع، ومختار الرحبي، والمصور فاروق الشعراني، في صعدة، وقال بأنها تصرفات غير مقبولة، وخطيرة، مؤكدا بأنها لا تعبر عن موقف الجماعة من الصحافة، وقال بأنها ليست معصومة من الخطأ.
وأكد عبد السلام بأن احتجاز الصحفيين ومصادرة ذواكر كاميراتهم لا يعكس سياسة حركة الحوثيين، وإنما هو خطأ لا أكثر وقع نتيجة تزامن زيارتهم لمنطقة دماج مع تجدد المواجهات بين الحركة والسلفيين، وبسبب ما وصفه بعدم خبرة بعض العناصر الميدانية للحوثيين في التعامل مع الصحافة.
ورحب أمين عام نقابة الصحفيين، مروان دماج باعتذار الناطق الرسمي باسم الحوثيين، واعتبر هذا الموقف خطوة هامة من قبل الجماعة، ودعا كافة الأطراف في اليمن إلى احترام حقوق الصحفيين وعدم الوقوف حجر عثرة أمام حقهم في الوصول إلى الحقيقة مهما كانت وأداء واجبهم تجاه الرأي العام، وقال: "على الجميع التعامل مع الصحفيين كطرف محايد يتمتع بحصانة ومهمته نقل الحقائق كما هي".
ويأتي اعتذار الناطق الرسمي للحوثيين في الوقت الذي كشف فيه وفد الصحفيين والحقوقيين الذين زاروا صعدة عن، قيام الحوثيين في صعدة بإيقاف ناشطين من شباب ساحة التغيير بصنعاء، كانا قد زارا صعدة قبل نحو شهر، مؤكدة بأنهما خاضعان حاليا لأشبه ما يكون بالإقامة الجبرية من قبل الحوثيين، كي لا يخرجوا من صعدة ويكشفوا حقيقة ما يمارسه الحوثيون هناك.
والناشطان الخاضعان للإقامة الجبرية هما، محمد عبد العزيز الحميقاني، وأدهم الصامت، اللذان وزع الحوثيون خلال المؤتمر الصحفي بنقابة الصحفيين اليوم بيان ضم اسميهما، يطالب شباب الثورة بمنع عقد أي مؤتمر صحفي حول الأوضاع في صعدة، قبل أن يكشف الصحفي محمد الأحمدي بأن المذكورين خاضعان للإقامة الجبرية.
وفي اتصال هاتفي مع «مأرب برس» نفى الحميقاني أي علاقة للبيان المنسوب إليه، الذي وزعه الحوثيون، مؤكدا صحة المعلومات التي كشفها الأحمدي حول خضوعه للإقامة الجبرية في صعدة، ومنع الحوثيين عودته إلى صنعاء، كي لا يقوم بكشف حقيقة ما اكتشفه من حقائق حول الأوضاع في صعدة.