اخبار الساعة - متابعة
شهدت مدينة جدة، واقعة مأساوية حزينة، تقشعر لها الأبدان، بعدما تجرد مجموعة من الأبناء، من المشاعر الإنسانية التي جبل عليها الإنسان الطبيعي، وقاموا باحتجاز والدهم المسن، والإغلاق عليه بسلاسل حديدية، وحرمانه من الطعام، ليتركوه فريسة سهلة للمرض والجوع والألم.
فقد حصلت "عاجل" على معلومات الواقعة، ولشدة صعوبتها قررت أن تتوجه إلى المكان للتأكد بنفسها من تفاصيلها الحزينة، وبالفعل تمكنت "عاجل" من الوصول إلى المسن المحبوس خلف سلاسل العقوق، إلا أنها لم تستطع الدخول إليه بعدما احتجزه أولاده داخل منزل مكون من غرفة وحيدة ودورة مياه، وأغلقوا الباب بسلاسل حديدية وأقفال، ولم يتركوا له إلا بعض الاحتياجات الصغيرة التي لا تساعد على العيش.
وفي ظل هذه الظروف، وجد المسن نفسه مضطرا لاستجداء الجيران وطلب الطعام والماء منهم، إلا أن الجيران أيضا عجزوا عن مساعدته وإدخال المساعدات إليه عبر النافذة التي أحكم إغلاقها بالحديد.
وقال المواطن (ن. س)، جار المسن لـ"عاجل"، إنه أبلغ عدة جهات عن طريق الهاتف بالواقعة، إلا أن الجميع طالبوه بالحضور وتقديم بلاغ رسمي، مما حدا به إلى الاستعانة بإمام جامع الحي للتدخل وإنقاذ المسن من آثار الحبس النفسية والبدنية، وحمايته من الأخطار التي تحدق به.
وبين الجار، أن أبناء المسن استأجروا له السكن منذ ما يقارب من 6 أشهر، ويحضرون بين الحين والآخر خلسة لتفقد والدهم، ولكن بعيدا عن أعين الجيران، مشيرًا إلى أن أحد الأهالي حاول إقناع الأبناء بعدم إغلاق بالباب على والدهم بهذا الشكل، إلا أنهم رفضوا ذلك بحجة خوفهم من خروجه من المنزل، مع العلم أن الرجل مسن ولا يقوى على الحركة بشكل طبيعي.
ودعت الأهالي، الجهات الرسمية بسرعة التحقق من وصع المسن صحيًا والقيام بواجبها تجاهه، مؤكدين أن ما حدث يعد صورة من صور العنف الأسري وعقوقًا يحرمه الشرع وتمقته الإنسانية.