أبدى العديد من الشبان الإيرانيين عزوفا واضحا عن تأدية الخدمة العسكرية؛ وذلك نظرا لخوفهم من أن يتم إرسالهم للقتال في سوريا.
وأعرب العديد منهم عن رفضهم لسياسات النظام الديني الحاكم في بلادهم، الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء في سوريا.
والجدير بالذكر أن الخدمة العسكرية في إيران مختلفة تماماً عن غيرها فضلاً عن أنها تدوم خمس سنوات كاملة.
ومنذ انطلاق الحرب في سوريا، عمدت طهران إلى تجنيد العديد من الميليشيات التي تتكون بالأساس من جنود ومرتزقة للقتال في سوريا، بحجة «محاربة الإرهاب» وإنقاذ نظام «بشار الأسد» من الانهيار.
ويتعامل كل من النظام السوري والإيراني مع جلّ المعارضين في سوريا على أنهم عناصر إرهابية، في الوقت نفسه، تتبنى كل من المليشيات اللبنانية والقوات الروسية المتحالفة مع «الأسد»، الموقف ذاته بغضّ النظر عن خلفية هذه الفصائل المعارضة وأهدافها.
وفي السياق نفسه، يتعمّد الإعلام الإيراني التطرق إلى المعارضة السورية بشتى أنواعها والحديث عنها بالطريقة ذاتها، إذ أن جميع من يعارض «الأسد» أو يساند الثورة، بمن في ذلك المدنيون، يتم وصفهم بأنهم إرهابيون، وأعداء وخونة يجب القضاء عليهم.
من جهة أخرى، تعتبر إيران تنظيم «الدولة الإسلامية» بمثابة تهديد وجودي بالنسبة لها، وهو ما دفع العديد من الشباب الإيرانيين للتطوع في الخدمة العسكرية للقتال بسوريا، بحسب «هافينعتون بوست».
وفي الوقت الذي لا توجد فيه إحصائيات دقيقة لعدد الجنود الإيرانيين والمرتزقة التابعين لطهران الذين يقاتلون، في الوقت الحالي، في صف «بشار الأسد»، تشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف منهم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أكدت إحدى المنظمات الإيرانية التي تعنى برعاية عائلات الجنود الذين سقطوا في سوريا، أن أكثر من 1000 جندي إيراني قتلوا خلال المعارك الدائرة هناك، فضلاً عن أن عدداً لا يحصى من الجنود قد تعرضوا لإصابات بليغة، في حين أن أغلب من عادوا من ساحات القتال يعانون من اضطرابات نفسية حادة، وقد تباينت المواقف في إيران بعد تزايد حالات القتلى والجرحى جراء الحرب طويلة الأمد في سوريا، وفق ما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط».
وفي وقت سابق تداول ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عن تظاهرات لمئات من الإيرانيين بمدينة أصفهان، تجمعوا أمام مبنى المحافظة، للتنديد بتدخل النظام الإيراني في سوريا وإنفاق المليارات، لإنقاذ نظام «الأسد» على حساب حرمان الإيرانيين، ومن ضمنهم العمال الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من 3 أشهر.
ورغم تصاعد الاحتجاجات خلال الأشهر الأخيرة، بسبب عدم دفع رواتبهم التي تصل في بعض المحافظات إلى عدم تلقي الأجور لمدة 9 أشهر، بسبب الأزمة الاقتصادية وعجز الموازنة الإيرانية، فإن هذه المرة الأولى التي يهتف فيها العمال ضد إنفاق النظام الإيراني بالمليارات على دعم الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤه بدل إنفاقه على تحسين الوضع المعيشي لمواطنيه.