قررت أن تكون فكانت وبشكل مختلف وأن تتميز فتميزت وبأسلوب رائع وأن يشار لها بالبنان فحصلت على ارفع أوسمة الشرف ورغم صغر سنينها إلا أنها سكنت في عمق القلوب وببراعة أوقعت الكثيرين في حبها واصطفوا بكامل إرادتهم في قائمة المعجبين بها لأنهم يتشوقوا لمن يدافع عن حق الإنسان في الاستماع لصوت بلبل يشدو بلحن جميل و يعبر عن الفكر النابض بالحيوية والناطق بالحقيقة والساعي للحرية فكانت المرشد للباحثين عن الصواب في صحراء المعرفة ، بالفعل هي المسئولة عن إحداث نقلة في الوعي العام وإدخال الإحباط إلى المتحف وأغلقت متاجر اليأس وأنعشت الهمة واستنهضتها وبثت روح القدرة على مقارعة أكاذيب الزمن الحديث ، في وقت تكاثرت فيه الحناجر المأجورة الهادفة لزرع الأكاذيب في عقل تربى على تصديق الكذب وتكذيب الصدق ونشر الأفكار المستوردة والمصممة لإدخال الكلمات غرفة التجميل لفصلها عن معانيها وإلباسها ثوباً غير ثوبها وتترك الناس في بحر الرذائل يغرقون.
ونعود للتي اختارت اسماً مشرفاً يعشقه ملايين البشر فاختارت الاسم لتساهم معنا في القتال فقاتلت وأبدعت ولازالت تتربع على عرش المبادئ والأصالة في قصر البقاء المجدي صامدة ومتحدية رغم الأشواك الفائقة الدقة التي زرعت بين ثنايا الوطن لتحاربها ، ولأن الهدف سامي والغاية نبيلة فقد اختارت رفقائها لتعبر معهم وبهم إلى المرافئ الجميلة وتعلم الآخرين فن الغوص في بحر الحقيقة ، لكن غربان الليالي لم يرق لهم نمو أجنحة البلابل فتحالفوا ضدها وتحلفوا واقسموا بالشيطان الرجيم ليحرضوا كل الوحوش ليأكلوا من لحمها فأمطروها بالسهام لكنها رغم الدمار بقيت واقفة.
وتأبى الحضارة الغربية إلا أن تتم مكرها بالأمم الأخرى والنظر إليها بعين واحدة حيث يطل علينا مبتكري الأزمات ويعلنوا أنها تنشر الكراهية وتحرض على الفتنة وأن الحل الأسلم للتخلص من شرها هو إغلاق عينيها حتى لا ترى،،، إنها فضائية الأقصى.
كاتب من فلسطين