نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا تحدث فيه عن إعلان محافظ عدن الذي تمت إقالته مؤخرا، عيدروس الزبيدي، تشكيل هيئة مستقلة تحكم جنوب اليمن وممثلة دوليا.
وأثار هذا الأمر حفيظة جميع الأطراف ذات الصلة في الصراع اليمني، لا سيما السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن ضد جماعة الحوثي وحلفائها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21”، إن المجلس الانتقالي الجنوبي إذا قرر الطعن في شرعية هادي، فإن التحالف العربي لا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، سيكونون من أوائل الخاسرين.
الخلاف السعودي الإماراتي
وفي هذا الإطار، كشفت كل التحركات في منطقة جنوب اليمن، أن السعوديين يفتقرون إلى خطة عسكرية واضحة تمكنهم من إنهاء حملتهم العسكرية في اليمن، وفق تقرير الصحيفة.
وأضاف أن الأهم من ذلك، أن هذه التطورات تشير إلى أن السعودية تتوخى مسارا تصادميا مع الإمارات العربية المتحدة.
وأشار الموقع إلى أن العمليات العسكرية، التي تقودها السعودية، منذ آذار/ مارس 2015، كانت تقصف المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لتمهد الطريق أمام إعادة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم.
وذكر الموقع أن تعمق الخلافات السعودية الإماراتية في اليمن، ما زال أمرا غير واضح، بسبب العديد من القضايا الإقليمية العالقة.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من كل الخلافات التي بدأت تطفو على سطح العلاقات بين السعودية والإمارات، إلا أنهما يوهمان نفسيهما بعدم وجود خلافات وبتقاسم الرؤى ذاتها، المتعلقة بمسائل عدة.
اقرأ أيضا: هل تسعى الإمارات لإزاحة السعودية عن قيادة الخليج والمنطقة؟
وأفاد الموقع بأن العديد من الأطراف يعتقدون بأن المجلس الانتقالي الجنوبي تسيطر عليه مجموعة من السياسيين اليمنيين، الذين يملكون علاقات طويلة الأمد مع الإمارات، وبعض المتطوعين المدعومين من قبلها، الذين يقاتلون في صف التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
الجدير بالذكر أن علي عبد الله صالح، الذي حكم البلاد حتى سنة 2012، يملك نفوذا وسلطة كبيرة داخل هذه المجموعة من السياسيين الجنوبيين.
وأورد الموقع أن العديد من الشائعات برزت، بعد وقت قصير من بيان الزبيدي، تفيد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة خففت القيود المفروضة على أحمد علي عبد الله صالح، الذي كان قائدا للحرس الجمهوري، قبل تعيينه مبعوثا لليمن في الإمارات خلال شهر مايو/ أيار من سنة 2013.
وفي غضون أيام من بداية الحملة السعودية في اليمن، جرّد هادي صالح من مهامه في مواقعه العسكرية والدبلوماسية، إلا أن صالح في تلك الأثناء كان قد تمكّن من تأسيس عدة شركات في الإمارات.
وأضاف الموقع أن المملكة العربية السعودية، عملت خلال تلك الفترة على تقليص الدور الذي تضطلع به الإمارات في حرب اليمن.
ونتيجة لذلك، أوضحت وسائل الإعلام الإماراتية أن قيادة البلاد تؤيد قيام دولة ذات سيادة موحدة، بالتالي، يبدو أنه مع إعلان المجلس الجنوبي، يقترب الحلفاء من مسار تصادمي في اليمن، الذي من المحتمل أن يكون له تداعيات أوسع على العديد من القضايا الإقليمية.
وأكد الموقع أن التنافس الإماراتي مع المملكة العربية السعودية لا يعتبر سرا، ولا حديث العهد، فمع تزايد نفوذها العسكري والمالي في المنطقة، تطمح الإمارات إلى أن تكون لها مكانة خاصة بها في المنطقة من خلال وضع ترتيبات ثنائية مع عدد أكبر من البلدان.
اقرأ أيضا: أبو ظبي تحرج الرياض وهادي يصف الإمارات بـ”الاستعمار الغبي”
الجدير بالذكر أن ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التقى، يوم الاثنين، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، حيث قام الزعيمان بتحديث اتفاق الدفاع الأمريكي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي سوف يحل محل اتفاقية الأمن لسنة 1994.
وخلال ذلك الاجتماع، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على صفقة بيع صواريخ باتريوت، التي تصل قيمتها إلى 2 مليار دولار.
خلاف في الإقليم
وقال الموقع إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تختلفان حول العديد من المسائل المتعلقة بليبيا.
ولعل هذا ما يفسر متابعة دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، تقديم الدعم العسكري للجنرال خليفة حفتر، في حين كان السعوديون أكثر تأييدا للحكومة التي يقودها التحالف ودعموا المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.
ومع تعمق فجوة الخلاف بين المملكة العربية السعودية ومصر، اغتنمت الإمارات الفرصة لتقديم الدعم المالي للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبين الموقع أن السعوديين فضلوا عدم خوض الحرب لوحدهم لذلك سعوا إلى تشكيل تحالف إقليمي حتى وإن كان ضعيفا وهشا.
فضلا عن ذلك، يرى السعوديون أنه من مصلحتهم أن تضطر ميليشيات الحوثيين في نهاية المطاف إلى أن تصبح جزءا من الجيش الوطني اليمني، بدلا من السماح لهم بتكوين سلطة منفردة، على غرار حزب الله اللبناني.
وفي الختام، أكد الموقع أن مؤيدي إعلان مجلس الجنوب الانتقالي سوف يواجهون العديد من التحديات، خاصة إذا كانوا ينوون استخدام هذا الإعلان للمساومة إما من أجل تأسيس ولاية جنوبية مستقلة، أو مقاطعة ذات امتيازات خاصة.