رأى مراقبون أن الإمارات تستغل تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن ضد تنظيم «القاعدة» منذ قدوم الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للسلطة، لتصفية حساباتها ضد الجهات التي تعارض توجهاتها في هذا البلد وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في البلاد.
واعتبر المراقبون أن «هناك توظيفا سياسيا واضحا من وراء التصعيد الأمريكي باليمن باتجاه الحرب على ما يسمى الإرهاب، في ظل اتساع مساحة العنف والحرب والدماء التي جاءت بفعل انقلاب جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح على السلطة الشرعية».
وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية الأمريكية ضد عناصر يشتبه ارتباطها بتنظيم «القاعدة» في اليمن منذ تولي «ترامب» مقاليد السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، سواء بالضربات الجوية بطائرات مسيرة، أو بالإنزال الجوي وبمشاركة الأباتشي، وآخرها الإنزال الأمريكي الذي استهدف الثلاثاء الماضي قرية «الخثلة» بمديرية الخوبة جنوب محافظة مأرب.
الباحث السياسي «ياسين التميمي»، قال إن «ما يحدث اليوم في اليمن أن أطرافا إقليمية تقوم باستدعاء القاعدة، كما تستدعي أمريكا لتثبيت شراكة ثنائية أساسها الحرب على الإرهاب في أرض ثالثة هي اليمن، وهذا الطرف الإقليمي تمثله حكومة أبوظبي التي جاءت في إطار التحالف العربي».
وقال «التميمي»، في تصريحات نقلتها «الجزيرة نت»، إن «أبو ظبي أخذت مسارا مختلفا مضادا للسلطة الشرعية، وهي اليوم تصفي حساباتها مع الأحزاب المحسوبة على ثورة 11 فبراير/شباط 2011، خصوصا حزب التجمع اليمني للإصلاح، وتحاول أن تغطي من خلال العمليات المشتركة التي تنفذها مع الجيش الأمريكي على مخططها الأخطر وهو تقسيم اليمن».
وأشار إلى أن »العمليات الأمريكية تحدث في مناطق نفوذ السلطة الشرعية، وتريد أن تظهرها بأنها أوكار للقاعدة وليست مناطق محررة من الحوثيين، وهذا يندرج في إطار الحرب المجنونة التي تشنها أبوظبي على السلطة الشرعية في عدن، وتحاول نقلها إلى مأرب الموالية كليا للشرعية».
من جهته رأى الباحث السياسي «توفيق السامعي»، أن «تركيز أمريكا عملياتها العسكرية ضد القاعدة، في محافظتي البيضاء ومأرب، يأتي بناء على تقارير ترفعها عناصر استخباراتية يمنية تتبع الرئيس المخلوع وموالية للحوثيين، هدفها الانحراف بمجريات الحرب ضد الانقلاب في اليمن».
وبين أن «استهداف واشنطن بعقوباتها أشخاصا من البيضاء ومأرب صنفتهم أنهم داعمون للإرهاب، وهم لا يمتون بصلة للقاعدة، ومعروفون بأنهم من قيادات المقاومة الشعبية المناهضون للمشروع الحوثي، وهذا يضع علامات استفهام كبرى حول التحركات الأمريكية».
وأشار إلى أن «مليشيا الحوثي تعد الذراع الإيرانية في اليمن والجزيرة العربية، فيما الولايات المتحدة تبقي على هذه الذراع الإيرانية فزاعة لابتزاز دول الخليج».
والدور الإماراتي في اليمن منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، واضح للجميع، حيث تدعم الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، كما أنها ترفض وجود أي دور لحزب التجمع اليمني للإصلاح في المشهد السياسي بالبلاد وربما في أي مشهد باليمن، علاوة على ذلك فإن دورها في أزمة ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» واضح للعيان، حيث تدعم الشخصيات التي أعلنت تشكيل هذا المجلس في 11 من الشهر الجاري، في خطوة تمهد لانفصال الجنوب.
الخليج الجديد