وضعت جريدة العرب التي تصدر في لندن بتمويل إماراتي مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ بنفس درجة زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي.
وجمعت الجريدة في مقال تحت عنوان “درس ديني لوسائل الإعلام” الخميني وابن لادن والقرضاوي والسيستاني والبغدادي والعريفي وآل الشيخ متهمة إياهم جميعا بالإرهاب
وطالب كرم نعمة مدير تحرير العرب اللندنية المقرب من الإمارات، جميع رجال الدين ان يقتدوا برئيس أساقفة كانتربري القس جوستن ويلبي، بتحمل المسؤولية عن الفظائع المرتبكة باسم الاسلام.
وقال نعمة المعروف بمقالاته التي تهاجم رجال الدين في السعودية بتعليمات من أبوظبي “إن عدم الاعتراف بالدور الذي يلعبه الإسلام في مثل هذه الهجمات هو أقرب إلى عدم قبول دور المسيحية في مذبحة سريبرينيتسا”. في اعتراف بوجود جانب مظلم في المسيحية كما في الإسلام.
ويكشف المقال الذي كتبه كرم نعمة المعروف بأنه أحد الأذرع الإعلامية لمحمد بن زايد في تشويه صورة الإسلام السياسي، في نفس اليوم الذي نشرت قائمة إماراتية سعودية مصرية تتهم شخصيات إسلامية عربية بالإرهاب بينهم القرضاوي، في دفع اماراتي لضم مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ والداعية محمد العريفي الى قائمة الإرهاب المزعومة.
وقال نعمة الذي يدير جريدة العرب من لندن بتعليمات من أبوظبي لا ينبغي للسياسيين ورجال الدين الاكتفاء بجملة “هذا لا علاقة له بالإسلام”، لأنه لا يمكن تجاهل الأساس الأيديولوجي في ذلك. والكتب المقدسة ملتوية لدرجة يمكن توظيفها من قبل الأشرار بيسر، ويمكن تصور ذلك عندما يتخذ داعش والميليشيات الطائفية نفس النص القرآني للتقاتل فيما بينهما!
وأكد ان رجال الدين تجار كلام لا يدفعون ضريبة غير التظاهر بأنهم صوت الله على الأرض لكسب المزيد من الأتباع والأموال، واتخاذ النص الملتوي في الكتب المقدسة وسيلة للإقناع.
وتساءل لماذا تتخذ وسائل الإعلام اليوم منصة دينية عالية لترويج مثل هذا الخطاب الملتبس، إلى درجة انتقلت وظيفة المسجد إلى صحف وفضائيات بشكل خطير.
واتهم الإعلاميين بأنهم تلبسوا بهيئة رجال الدين، بوعي أو عن جهل، وخضعوا للخطاب السائد والناقل، فيما خصصت وسائل إعلام مساحة لتحويل مشهد التخلف الديني إلى حدث إخباري دائم، الأمر الذي أنتج جيلا متطرفا يعبر عن نفسه وفق دينه أو مذهبه وليس لاعتبار وطني أو شخصي وثقافي متحضر.
وقال لم يحدث على مر القرن الماضي أن منحت وسائل الإعلام مساحة مثلما تمنح للدين ورجال الدين اليوم، والحال أن خطورة ذلك تجسدت في جيل استسهل إراقة الدماء.
وعبر عن الموقف الإماراتي المحارب لكل الدعاة في المساجد بقوله “المسجد غادر وظيفته منذ أن صار جزء مؤثرا على بناء الدولة، ولم يكن في يوم ما الدين حلا للدولة، إن لم يكن معضلتها على مر التاريخ، وصار الإعلام شريكا في صناعة التطرف والكراهية عندما انساق للخطاب الديني بوصفه جزءا من مهمته الإخبارية، وليس ناقدا له ومفند التخلف الكامن فيه”. في اشارة إلى الشعار الرسمي للإخوان المسلمين “الإسلام هو الحل”
ويكشف المقال الذي كتبه كرم نعمة المعروف بزياراته الدائمة إلى ابوظبي لاستلام التعليمات مباشرة من مكتب محمد بن زايد، موقفا إماراتيا لمحاربة كل رجال الدين في المنطقة حتى مع الدول الشريكة لها مثل السعودية، كما يظهر الخلاف العميق بين ابوظبي والرياض خصوصا، وان الاتفاق الشكلي بينهما لا يستطيع إخفاء التنافس.