بدأت السلطات السعودية، ممارسة ضغوط دبلوماسية على الصومال، للانضمام لصفها في مواجهة قطر.
ونقلت صحيفة «الصومال اليوم»، عن مصادر لم تسمها، قولها إن «هناك ضغوطا تمارسها السعودية على الحكومة الصومالية، لتغيير موقفها الحيادي حيال الحصار الذي فرضته بعض من الحكومات العربية على دولة قطر».
وأكدت المصادر أن السعودية هددت بإلغاء وعودها المالية للحكومة الصومالية ما لم تتراجع الأخيرة عن موقها الحيادي الداعي إلى إنهاء الخلاف السياسي بين الدول العربية عن طريق الحوار عبر دوائر «الجامعة العربية» ومنظمة «المؤتمر الإسلامي».
وأضافت المصادر أن «وزراء للحكومة الصومالية عادوا من السعودية خابئين، من عدم لقائهم نظرائهم كما كانوا يتوقعون سابقا».
في الوقت الذي قال كاتب صحفي يمني، أن السعودية عرضت مبلغا كبيرا على الصومال لدعم موقف الرياض، إلا أن مقديشو رفض ذلك.
وغرد «عبد الله محمد الإبي» بالقول: «هل تعلم أن مسؤول خليجي عرض 80 مليون دولار على الرئيس الصومالي مقابل قطع العلاقات مع قطر.. ولأنه نظيف اليد فقد رفضها».
وسبق لحكام الإمارات، أن سعوا لشراء «فرماجو» بعلم المملكة، بعدما نجح في اعتلاء كرسي الرئاسة في فبراير/ شباط الماضي، رغما عن إرادة أبوظبي.
المصادر المقربة من أوساط الحكم في مقديشو وأبوظبي، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الأمر، أوضحت لـ«الخليج الجديد» أن حكام الإمارات، وبصفة خاصة ولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد»، كانوا يفضلون استمرار الرئيس السابق «حسن شيخ محمود» في الحكم؛ خاصة أن الأخير منحهم، إبان حكمه، نفوذا كبيرا في البلاد تمثل بصورة أساسية في عقود لاستغلال وإدارة عدد من موانئ البلاد، التي تتمتع بموقع استراتيجي هام لحركة التجارة العالمية.
يشار أن الرئيس الصومالي السابق «حسن شيخ محمود» وحكومته عززت علاقاتها مع أبوظبي بصورة كبيرة للغاية، وفتحت الباب واسعا لنفوذ أبوظبي الأمني والعسكري في البلاد.
وزار «محمود» أبوظبي مرات عديدة في السنة الواحدة، وكان وزراء صوماليون يقومون بزيارات رسمية لأبوظبي بالجملة والتي تستمر لبضعة أيام في كل مرة.
في الوقت نفسه، وصل وفد قطري برئاسة وزير الدولة لشؤون الخارجية «سلطان بن سعد المريخي» إلى العاصمة الصومالية مقديشو، لإجراء مباحثات حول نزاع الدول الخليجية مع مسؤولي الحكومة الصومالية الفيدرالية.
وبحسب المصادر، فإن الوفد القطري التقى مع رئيس الوزراء الصومالي «حسن علي خيري» ومسؤولين من وزارة الخارجية الصومالية، كما يتوقع أن يلتقي الوفد أيضا مع رئيس الجمهورية الصومالية «محمد عبد الله فرماجو».
وأشاد الوفد القطري بموقف الحكومة الصومالية الحيادي حيال نزاع الدول الخليجية، وشجع قادة الحكومة الصومالية على البقاء في موقفهم ضد الحصار على دولة قطر الشقيقة مهما كلّف الثمن.
يشار إلى أن قطر، استخدمت المجال الجوي الصومالي، لتجاوز العقوبات التي فرضتها دول عربية على الطيران القطري.
ونقلت وكالة «أسوشيتيد برس» عن مسؤول في هيئة الطيران المدني الصومالية، الإثنين الماضي، قوله «إن 15 طائرة على الأقل من الخطوط الجوية القطرية حلقت عبر المجال الجوي الصومالي في اليوم الأول للحصار على قطر».