أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عادل الشجاع: لماذا يقلق الحوثيون من احتفاء المؤتمر ب 24 أغسطس؟

- عادل الشجاع
أعتقد الحوثيون أنهم سيستظلون تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام إلى مالا نهاية وأنهم سيظلون يقدمون أنفسهم كأغلبية أمام الداخل والخارج. لذلك تشكل لهم دعوة المؤتمر للنزول إلى ميدان السبعين فوبيا حادة ظهرت واضحة من خلال وسائل إعلامهم الذي فقد صوابه.
من المعلوم أن الحوثيين يشكلون قلة قليلة داخل الجناح الهاشمي غير الراضي على تصرفاتهم القاضية بخلق كراهية داخل المجتمع اليمني المتجانس ، خاصة وأن كبار الأسر الهاشمية كانت في مقدمة الذين ثاروا على حكم الإمام أحمد بن حميد الدين.
وقد وجد المؤتمر نفسه أمام خيار لابد منه خاصة بعد ما أدرك أن الحوثيين يرفضون تحقيق الأهداف الوطنية وأن لجانهم أصبحت تمارس دورا خارج دور الدولة ومؤسساتها بل إن بعضها أضحى يسيطر على مواقع خطيرة لا يصح عقلا أن يصل إليها إلا من يتصف بالعقل الرزين والوطنية الصادقة.
بعد تجربة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وجد المؤتمر نفسه أمام أجنحة متعددة يديرها الجناح الخميني وهو جناح لا يريد المشاركة في الحكم بل يريد حكم اليمن دون مشاركة أحد. هذا الجناح اختزل الشعب اليمني بنفسه واختزل مواجهة العدوان باتباعه ووظف كل ما تبقى من قدرات الدولة لنفسه. وصادر كل شيء وأحرم الموظفين من وظائفهم ومرتباتهم. أعادوا البلد إلى سنوات ما قبل الجمهورية. لهذه الأسباب كان على المؤتمر أن يتداعى إلى هذا المهرجان الذي يفصل بين فسطاطين: فسطاط الجمهورية وفسطاط أعداء الجمهورية لكي يتدارس الحلول الآنية والمستقبلية للحفاظ على الجمهورية والهوية الوطنية والالتقاء ببقية القوى من اليمنيين للوصول إلى تفاهمات مشتركة تكفل إعادة اليمن إلى منظومته العربية والإسلامية التي تتعالى على التجاوب مع المخططات الخارجية التي تستهدف إغلاق اليمن عن محيطها الخارجي.
ومن هذا المنطلق يتوجب على المؤتمر أن يدرك أن الهجوم على الحديدة سيشكل كارثة حقيقية سيضاعف المجاعة وسيزيد من إراقة الدماء. فطرفي الشرعية والحوثي يدركان أن السلام ينزع منهما ملايين الدولارات ويخرجهما من المشهد السياسي لذلك يريدان للحرب أن تستمر ولا يهمهما معاناة الشعب اليمني مهما كان الثمن. ومقترح الأمم المتحدة بتكليف طرف ثالث وطني بتشغيل الميناء تحت إشرافها للوصول إلى حل شامل هو مقترح يمكن البناء عليه
يمكن جعل ميناء الحديدة ومطار صنعاء تحت إدارة الأشقاء المصريين والأردنيين بوجود الفنيين اليمنيين. 
وهنا على المؤتمر أن يتحرر من الجمود الذي وضع نفسه فيه وترك الفرصة أمام طرفين ينموان في الحرب ويموتان بالسلام. عليه أن يضفي شعورا بالحاجة الماسة إلى الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب خاصة في ظل تزايد الآثار الإنسانية. فماذا يعني أن ينتصر الوطن ويموت فيه الإنسان؟ من الذي سيعيش فيه إذا قتلنا كل أبنائه.
لابد من خطوات نحو السلام حتى لا يستمر الشعب اليمني رهينة بين يدي الحوثيين والشرعية التي تآكلت حتى أضحت مجموعة أفراد يبحثون عن وظائف وهمية.
لقد آن الآوان لأن يضغط المؤتمر من أجل السلام بالحزم نفسه الذي قاوم به العدوان. ولابد من تفكيك التحالفات الداخلية والخارجية بما يخدم عودة الدولة وعودة اليمن إلى محيطها العربي والإسلامي والدولي.

Total time: 0.0316