أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

حكاية مغترب يمني قتل ونهب بصنعاء.. حين تتعثر تنفيذ أحكام القضاء "تقرير"

مازالت أسرة مغترب يمني تطالب بإنهاء قضيته منذ 5 سنوات بعد النهاية الكارثة التي ختمت بها حياته، حيث وجدته جثته هامدة في ثلاجة مشفى الكويت بالعاصمة صنعاء.. 
المواطن جميل في العشرينات من عمره من أبناء مدينة جُبّن محافظة الضالع، مغترب بالولايات المتحدة الأمريكية، تعمل اسرته جاهدة لتنفيذ الاحكام القضائية ضد الجناة دون جدوى.. 
النهاية المؤلمة.. 
الضحية لم يكن يدرك أن عمل الخير سيقوده الى النهاية المؤلمة وأن آخر خطواته ستنتهي به في فخ عصابة خطرة بالعاصمة صنعاء.. 
بعد ايام من وصوله صنعاء قادما من امريكا لزيارة زوجته واولاده، وقعت الجريمة، حيث خرج جميل في تاريخ ٢٠ يناير ٢٠١٢ بعد صلاة المغرب من المنزل الى شارع تعز في حي شميلة، ولم يعد... كانت زوجته تتصل عليه الا ان تلفونه مغلق.. واستمر البحث دون جدوى حتى ووجدت جثته في ثلاجة مستشفى الكويت، مقتول خنقاً بشال لُف على رقبته حتى الموت.. 
يقول مصدر أمني ان الجثة وصلت المستشفى عبر ادارة البحث الجنائي بمحافظة صنعاء بعد ان تم العثور عليها مرميه بجانب خط ترابي في منطقة قاع القيضي. 
طريقة الاستدراج والقتل.. 
يقول أخ المجني عليه "مسعد" انه تم استدراج الضحية عبر امرأة كانت تأتي بشكل يومي الى منزلهم لطلب المساعدة ، وكان يساعدها ولم يدر بخلده انها تعد لجريمة شنيعة . 
في احدى المرات رفضت هذه المرأة اخذ المال وطلبت من من جميل ان يأتي ليتدخل لدى صاحب المنزل الذي ادعت انها تستأجره ويسدد له بعض الايجار ويقنعه بالسماح لها واسرتها بالمكوث فترة مؤقتة.. 
حينها ركبت سيارته وذهب بها الى حزيز ليتفاجأ في الطريق بمجموعة افراد يلبسون الزي العسكري ، اعترضوا سيارته ، وصعدوا الى داخلها ، وقاموا بخنقه بدم بارد ، واخفوا جثته ، ثم نقلوها الى منطقة بعيده عن صنعاء غير أهله بالسكان ، في قاع القيضي ، وليتم رمي جثته ، هناك حتى تم ابلاغ الامن بوجود جثة قتيل. 
فِي تاريخ ٢٠ فبراير ٢٠١٢ تمكنت ادارة البحث الجنائي من ضبط 3 من افراد العصابة بعد مهاجمة منزل في منطقة حزيز، بعد ان ايام من عودتهم اليه.. 
وحسب حيثيات القضية فان المضبوطين اودعوا السجن واعترفوا بجريمتهم وانها بدافع السطو على امواله وسيارته.. 
عصابة خطيرة جدا 
مصدر أمني يقول ان العصابة التي قامت بقتل الشاب جميل تعد من أخطر العصابات في اليمن حيث أعترفت ب ١٦ جريمة اخرى تم ارتكابها خلال عامين فقط ، اخر جريمة لها كانت قبل ١٧ يوم من جريمة قتل جميل .. 
ومن فضائع هذه العصابة: جريمة اختطاف شاب من يافع اسمه عبدالله الخلاقي تم خطفه من شارع بينون وخنقه ورمي جثته في خارج صنعاء ونهب سيارته "هيلوكس موديل ٢٠٠٧" وقبلها جريمة اختطاف رجل مُسن من تعز اسمه عبدالله العواضي وتم نهب جنبيته، وقبلها جريمة تهجَّم على رجل مسن تاجر من تعز اسمه عبدالرحمن القباطي تم التهجم عليه في شقته ونهب جنبيته ومبلغ مالي كبير، وجريمة اختطاف رجل من المحويت في منطقة شملان ونهب جنبيته وتلفونه، وجرائم اخرى كثيرة وكلها جرائم خطيره اعترفوا بأكثر جرائمهم بالتفاصيل، كانت هذه الجرائم أكثرها تم البلاغ عنها من قبل المجني عليهم وموجوده في ملفات وزارة الداخلية ومقيده ضد مجهول. 
حرابة وإعدام.. 
بعد 9 جلسات قضائية اصدرت المحكمة الابتدائية بالجزائية المتخصصة حكمها على ٤ من افراد العصابة فقط وتجاهلت ال٣ الاخرين كونهم مجهولين الاسم والهوية، كان حكم المحكمة يقضي بإعدام ٢ والتعزير والصلب لمدة ثلاثة ايام في ميدان عام ليكونوا عبره للاخرين وحكمت على الاثنين الاخرين بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى لكلاً منهما باعتبارهما مدانين بقضية حرابة.. 
وأيدت المحكمة العليا حكم الاستئناف الذي ايد بدوره الحكم الابتدائي ،ولم يتبقى حينها الا توقيع رئيس الجمهورية أنداك عبدربه منصور هادي من اجل تنفيذ الحكم الصادر من المحكمة العلياء وكان صعب جداً الوصول اليه كون الأوضاع باليمن غير مستقرة حتى بدأت اعتصامات سبتمبر ٢٠١٤ ودخلت اليمن مرحلة جديدة من الحروب ، حيث هرب هادي ، وتعقدت الامور أكثر وظلت اليمن بلا رئيس الامر الذي لن يتم تنفيذ حكم الاعدام الا بتوقيعه . 
تنفيذ احكام القضاء.. 
وبعد أن تم تشكيل اللجان الثورية برئاسة محمد علي الحوثي، تم التواصل معه والتقاء به " مسعد" أخ الضحية وبعض المشايخ والوجهاء من المناطق الوسطى ووعدهم بانه سيدرس القضية ويراجع الملف ليتأكد ان كل الإجراءات كانت قانونية والاحكام سليمه وانه سيلتقي بهم مره اخرى للرد او توقيع تنفيذ حكم الاعدام، بيد أنه وبعد أيام تم الغاء اللجنة الثورية وتشكيل المجلس الانتقالي برئاسة صالح الصماد وتم إفادتنا بأنه يجب ان يوقع الصماد على الملف لكي يتم التنفيذ. 
ولازال أخ المجني عليه في تواصل مع مكتب الصماد لمحاولة لتوقيع تنفيذ الحكم ومنذ ذلك اليوم لن يتم الرد أو اهتمام بالقضية وتنفيذ الأحكام. 
ويبقى السؤال مفتوحا.. 
اسرة المجني عليه تطالب تطبيق شرع الله والقانون بحق العصابة التي تعد من أخطر العصابات في اليمن ، بحسب الاحكام الصادرة من المحاكم بحق العصابة ، ودون أي مماطلة . 
كما يتخوف المجتمع اليمني من التهاون بمثل هكذا قضية اذ تشكل العصابات المسلحة تهديدا للأمن الاجتماعي .. 
ويبقى السؤال مفتوحا: هل ستنتصر السلطات في صنعاء للضحية والمجتمع وتنفذ احكام القضاء بحق عصابة خطرة.. 

Total time: 0.071