أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

لماذا لا يستفيد اليمنيون من تجربة 13 يناير؟

- خير الله خير الله

في هذه الايام العصيبة التي يمرّ فيها اليمن، من المفيد العودة بالذاكرة الى أحداث الثالث عشر من يناير 1986؟ لم تكن تلك الاحداث التي أنهت ما كان يسمّى «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» عادية. لا بدّ من العودة اليها بعد ستة وعشرين عاما من حصولها لسببين على الأقلّ. أولهما انها كانت في اساس الوحدة اليمنية التي صارت مهددة في هذه الأيام والآخر انها كان الاشارة الاولى الى بداية انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع العام 1992.

من الزاوية القانونية، انتهت «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» في الثاني والعشرين من مايو 1990 يوم اعلان الوحدة اليمنية من عدن. وقتذاك هرب حكّام اليمن الجنوبي الى الوحدة بعدما تبيّن ان البقاء في السلطة سيعني تكرار المواجهات في ما بينهم. كانوا حكماء في ذلك. لكن الاهمّ من ذلك كله ان الجنوبيين الذين في السلطة ادركوا انه لم يعد من وجود لدولة عظمى، اسمها الاتحاد السوفياتي، على استعداد للاستثمار في بلدهم كي يكون لها موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية. كان الاستثمار السوفياتي شريان الحياة شبه الوحيد للنظام في اليمن الجنوبية طوال نحو عقدين من الزمن، أي منذ بدء التحوّل نحو دولة اشتراكية يحكمها حزب «طليعي».
من الزاوية العملية، انتهت الوحدة في العام 1986 عندما وقعت حرب اهلية اثر صدام بين اهل النظام الذين تبيّن انهم ليسوا سوى قبائل «ماركسية» لا تستطيع حل المشاكل في ما بينها الاّ عن طريق السلاح لا اكثر ولا اقلّ...أي عن طريق الغاء الآخر. لم تنته الحرب في الجنوب الاّ بمصالحة بين الجميع وذلك بعد تعرض اليمن، كل اليمن، لهزّات عنيفة في السنتين 2010 و 2011.

ربما للمرة الاولى منذ الاستقلال في العام 1967، وجد حكّام اليمن الجنوبي في العامين 1989 و 1990 ان لا مفرّ من كسر حلقة العنف المتبادل الذي اتى على خيرة اليمنيين في الجنوب وهجّر معظم من يمتلكون عقولا او مالا او مهارات معيّنة.

كان الهرب الى الوحدة في العام 1990 أكثر من ضروري لكل اليمنيين ان في الشمال او في الجنوب. من دون الوحدة كانت المزايدات ستستمر. لم يكن ممكنا، على سبيل المثال ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية نظرا الى ان كل كيان من الكيانين اليمنيين سيعطل أي خطوة ايجابية في هذا الاتجاه يقدم عليها الطرف الآخر.
ليس صحيحا انه لم تكن للوحدة إلا سيئات. الصحيح انّه حصلت أخطاء كبيرة من الجانبين، بما في ذلك النظرة الفوقية للجنوبيين بعد حرب 1994 ومصادرة اراض ذات مساحات شاسعة في المحافظات الجنوبية. الاّ ان ما لا يمكن تجاهله ان علي عبدالله صالح لعب دورا محوريا في التوصل الى الوحدة عندما رفض في العام 1986 كل نوع من أنواع الضغوط التي مورست عليه من اجل التدخل عسكريا في الجنوب. اعتقد كثيرون وقتذاك ان الجنوب صار لقمة سائغة يسهل ابتلاعها. لكنّ الرئيس اليمني فضّل الحذر والتعاطي الهادئ مع الاحداث...

بعد أحداث 1986، اكتفى علي عبدالله صالح باستضافة علي ناصر محمّد، الذي كان رئيسا للدولة والامين العام للحزب الحاكم في الجنوب. واستقبل ايضا ستة الوية جنوبية موالية لعلي ناصر وابرز الضباط المؤيدين له من بينهم اللواء عبدربه منصور هادي نائب الرئيس الحالي المتوقع ان يكون رئيسا توافقيا لمدة سنتين ابتداء من الواحد والعشرين من فبراير المقبل.

من الضروري في هذه الايام العودة الى احداث الثالث عشر من يناير المأسوية كي لا تتكرر التجربة لا في الشمال ولا في الجنوب. لقد احسن القياديون الجنوبيون، الذين دخلوا الوحدة في العام 1990 وخسروا حرب الانفصال في العام 1994، عندما تصالحوا في ما بينهم ومع علي ناصر محمد ومع القيادات التقليدية في الجنوب والوسط وحضرموت.

ينتظر منهم في مرحلة ما بعد خروج علي عبدالله صالح من السلطة قريبا لعب دور اساسي على صعيد احياء الوحدة اليمنية وان بصيغة جديدة تقوم على اللامركزية الموسعة من جهة وعلى فكرة ان لا احد يلغي احدا في اليمن من جهة اخرى. فعلي سالم البيض، الذي لعب دورا مهمّا على صعيد تحقيق الوحدة والذي ينادي حاليا بالانفصال، لم يستطع الغاء علي ناصر محمّد بل تبادل معه الحديث في نهاية المطاف على الرغم من آلاف القتلى الذين سقطوا في العام 1986. وهذا الدرس المهم، يفترض ان يستفيد منه الذين تقاتلوا وما زالوا يتقاتلون في صنعاء اخيرا.
سيأتي يوم يكتشف فيه الجميع ان علي عبدالله صالح تفادى الذهاب الى النهاية في استخدام القوة من جهة وان على خصومه التعايش معه كرئيس سابق يقف على رأس حزب سياسي معارض لديه حيثية ما من جهة اخرى.

من يتمعن في تجربة الثالث عشر من يناير 1986 يجد ان في الامكان تعلّم الكثير منها. لعل الدرس الاوّل الذي يمكن تعلمه ان الوحدة التي نتجت عن احداث تلك السنة لا تزال ضرورية لليمن وان في شكل يأخذ في الاعتبار تطلعات كل اليمنيين. ما قد يكون اهمّ من الوحدة مصالحة على الصعيد الوطني لا تستثني احدا توفّر على اليمن متاهات التفتت وما يسمّى «الصوملة».

امتلكت القيادات الجنوبية ما يكفي من الشجاعة للتصالح في ما بينها بعد سنوات طويلة من الصدامات وشلالات الدم التي غرق فيها الجميع. يفترض في اليمن كلّه الاستفادة من تلك التجربة والاستفادة خصوصا انّ لا مفرّ، في نهاية المطاف، من مصالحة اليوم قبل غد...

المصدر : نقلا عن (الرأي العام) الكويتية
تعليقات الزوار
1)
عبدالاله العدني -   بتاريخ: 20-01-2012    
بس الكاتب انت كما سمعناك تتشدق بعلي صالح وتسبح بحمده وتقدس له.نحن نتذكرك عندما كنت تمجد الماركسيين لانهم يدفعون لك وبعدها صرت قلم ماجور عند صالح وكم تشدقت له ورضيت ان تكون في صف الظالم ضد المظلوم .ثم تاتي اليوم وتكتب عن 13 يناير التي صنعه صالح ونظامه وتحلل , ان الشعب الجنوبي يعرف عنك كل شي وبكتاباتك الماجوره التي لم تسمن ولاتغني من جوع ولا تعد ثار فيهم شي لان الشعب قد قال كلمته,نحن ننتصر او نموت
2)
سام العالي -   بتاريخ: 20-01-2012    
ابناء الجنوب قد تجاوزوا احداث يناير وتصالحوا وتسامحوافي سنة 2007م واجمعوا جميعا على استعادة دولة الجنوب والشعب الجنوبي مصمم ع تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني الشمالي الذي احتل الجنوب ف 94م وابناء الجنوب لن يلدغوا من جحر مرتين ابدا ف 13 يناير كانت نتيجة لفتنة الشمالي عبدالفتاح اسماعيل الذي فتن ونحن الان اكثر تلاحما وتسامحا وعزيمة لتحرير جنوبنا وبناء دولتنا المدنية الجنوبية
3)
محسن الشعيبي -   بتاريخ: 20-01-2012    
الحنوبين طووا صفحة الماضي واعلنوا التصالح قبل ست سنوات وهولاء الكتاب هم سبب الحرب في 86 ومازالوا واهمين في كتاباتهم وماهي الا ذر الرمل على العيون الآن الجنوبين اصبحوا قوة لا يستهان بها والايام حبلى بالمفاجئات وشعارنا الشعب يريد تحرير الجنوب
4)
الجنوب بدمي -   بتاريخ: 20-01-2012    
عبدا مأجور لطاغية فااااسد ، وماهو الاتحليل وعرض مقالي مبرمج ... ولم تكن الوحدة بارادة الشعب بل بارادة شخص اراد التسلط
5)
التصالح والتسامح جمعيه ردفان -   بتاريخ: 20-01-2012    
استطاع الجنوبيون تجاوز 13 يناير بتعالي عن الذكرى الاليمه وتسامحوا وتصالحو ولملموا جراحهم في 2007 وها هم اليوم يقفون صفا واحدا خلف هدف وحيد وهو طرد المحتل الشمالي لارضهم المغتصبه
الحرب الضالمه على الجنوب عام 1994 قد ذبحت الوحدة المزعومه من الوريد الى الوريد واعلن الجنوب فك الارتباط عن الشمال واستعادة الدوله المحتله جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه
6)
حسين بن جبر اليافعي -   بتاريخ: 20-01-2012    
اصططعنا نحن الجيل الجديد لابنا الجنوب العربي جمهورية اليمن الدمقراطيه الشعبيه بجعل يوم13ياناير من يوم اسود وكايب الا يوم تصالح وتسامح بين ابنا الجنوب ليوم الحب الخوي وتوحيد الصف الجنوبي لاكن المحتل اليمن الشمالي لايريد ان نتصالح فجعل فحاول التخريب وقتل وجرح وعتقل الكثير في عدن في 13ياناير قبل اقل من20 يوم وأكيد كل العالم عرف بس ساكتين الله على الضالم ونحن ابنا الجنوب لن نرضا الا بلحريه
7)
علي اليافعي -   بتاريخ: 20-01-2012    
لازال قلم شر وليس خير يمجد طاقيه واكبر الضلمه والمجرمين والارهابين في اليمن وذكر حرب 94 وكانه احد ابطالها ولم يقل انها احتلال لجمهورية البمن الجنوبي ودفن مشروع الوحده الله واكبر عليك الجنوبين مرو بتجارب كثيره والان تصالحو وانشا الله مشروعهم السامي استعادة دولتهم وبنائها وبنا نظام عادل وديمقراطي يحفظ كل حقوق ابنا الجنوب وكرامتهم والاستفاده من اخطاء الماضي وتجاربه المريره
8)
وضاح بن سلام -   بتاريخ: 20-01-2012    
باختصار !! اليمن الجنوبي على حد قولك سترجع .. لانها مازالت عضو بالجامعه العربيه ولها مقعدها في الامم المتحده .. بل الوحده التي انتهت في 94 .. فمن الافضل لك ان تدرس التاريخ وتراجع الاراشيف وقوانين وقرارات المجتمع الدولي حول الوحده .. الاحتلال والاجيتياح ونقض العهود .. الخ .. فلن تمحي دوله انت وامثالك لان ذاركتك وناصيتك لم تعد تعي ماتقول
9)
فراشة المكلا -   بتاريخ: 20-01-2012    
وفي الناس من قد نال صيحتُ وهو كالطبل يدوي صوت وهو فارغُ....لماذا ايها الكاتب الماجور لم تذكر مجازر الاحتلال اليمني في الجنوب العربي ولم تذكر ان اسباب حرب 13 يناير هي من صنع ابناء الاستعمار اليمني اذكر الحائق ولا هناك رب سيحاسبك يوم القيامه
10)
الفضلي الجنوب -   بتاريخ: 20-01-2012    
جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه موجودة ولم تنتهي وسنبنيها من جديد الوحدة هي من ماتت وشبعت موت حرب 94 لم تبقي شي اسمه وحدة لم نسمع عن وطن انتها نسمع عن شباب قتلو فداء عن وطنهم الجنوب العربي وسنسير قوافل من الشهداء لاسترجاع وطننا المحتل الم تسمع يكاتب اعترافات الوبي اليمني انهم احتلو الجنوب في 94 الجنوب العربي الا توجد وحدة بلقوة يوجد شعب متعطش لوطنه متعطش للحريه هو شعب الجنوب العربي
11)
ام مرام -   بتاريخ: 20-01-2012    
الحمدلله ع ان الجنوبيين استطاعوا تجاوز ماحصل ب13يناير وهاهم الان يتوحدون ع مطلب واحد وهو فك الارتباط عن الشمال اليمني الذي لم يجلب لنا غير العنف والفقر والخراب ونحن ابناء الجيل الجديد سنهتم اكثر بعدم تكرار ماحصل ويحصل وشكرا
12)
ياسين شرحي -   بتاريخ: 20-01-2012    
التصالح والتسامح مبدائنا وغايتنا نحن الجنوبيين وقد سعينا اليه رغم معارظة الاحتلال الغاشم ولله الحمد تم ذالك في عام 2007منذ بداية ظهور الحراك الجنوبي ويتم احياهذه الذكرى كل سنه في مثل هذا اليوم يوم ال13من ينايرفي كل سنه فيما بيننا نحن الجنوبيين نحن قد عاهدناوالقينا القسم فيما بيننا نحن الجنوبيين وسوف نناظل جميع من اجل استعادة دولتنا طال الزمن اوقصر
13)
الجنوبي بلا وطن -   بتاريخ: 21-01-2012    
الجنوبين يطالبون بدولتهم الذي احتلت بااسم الوحدة الكاذبة الذي اساسن قتلت في حرب صيف 94

Total time: 0.0593