شهدت مدينة رداع اليمنية، الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم القاعدة، أجواء متوترة بعد مواجهات بين مسلحي التنظيم ورجال القبائل أوقعت قتلى وجرحى من الجانبين فيما شهدت كتيبة قوات الأمن المركزي المرابطة في المدينة اضطرابات بعد طرد جنودها قائد الكتبية وتعيين نائبه في منصبه .

وشهدت مدينة رداع أمس سلسلة انفجارات عنيفة سمع دويها في أرجاء المدينة، وقال سكان محليون إن مسلحي القاعدة هاجموا بقذائف ال”آر بي جي” منزلاً يقطنه شخص يدعى العوبلي ينشط في معالجة السحر بوسائل تقليدية ويتهمه هؤلاء بممارسة الشعوذة، مؤكدين سقوط عدد من القتلى والجرحى .

وأشار هؤلاء إلى أن المطلوب تمكن من الفرار بعدما اقتحم المسلحون منزله، وأكد أمير التنظيم في رداع طارق الذهب أن ظلم الجيش والمسؤولين الأمنيين والمدنيين والتعسفات بحق المواطنين كانت أسباباً في سيطرته ومسلحيه على المدينة، وأكد أنه يسعى إلى دفع الظلم عن الناس، ودعا سكان المدينة وقادة الأحزاب السياسية إلى تحكيم الشريعة الإسلامية؛ فيما وزع مسلحوه منشورات تحوي أرقاماً هاتفية لعناصر القاعدة وتحض المواطنين على الاتصال بهم في حال الطوارئ .

وتشهد أكثر أحياء المدينة ما يشبه حظراً للتجوال نتيجة انتشار الأهالي بالقرب من منازلهم وإقفالهم بعض الشوارع لحمايتها من المسلحين، خصوصاً بعد انسحاب قوات الجيش والأجهزة الأمن من المدينة كلياً .

وقال مسؤولون محليون إن أحياء المدينة كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة بين مسلحي “القاعدة” ورجال قبائل بعد سيطرة عناصر “القاعدة” على مدرسة أهلية وتمركز رجال القبائل في مدرسة حكومية ما أدى إلى مقتل شخصين من الجانبين .

وحاول مسلحو القاعدة فرض السيطرة على مقر المجمع الحكومي قبل أن يتصدى لهم رجال القبائل، وقال وجهاء ل”الخليج” إن رجال القبائل يحاصرون المدينة وتمكنوا من استعادة مبنى مستشفى المدينة ومبنى السجن المركزي من أيدي مسلحي القاعدة كما تمركزوا في مقرات مصرف التسليف الزراعي والبنك التجاري والمواصلات والمجمع الحكومي الذي يضم عدداً من المكاتب الحكومية . لكن مسؤولين محليين أكدوا أن مسلحي “القاعدة” يسيطرون على منطقة الميدان التي يوجد فيها البنك اليمني للإنشاء والتعمير وإدارة الأمن وجامعي البغدادية والعامرية ومنزل وكيل المحافظة الشيخ عبدالله ناشر الأحمر إلى قلعة العامرية .