أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » حوارات ولقائات

لقبوها بفتاة المسيرات..مصورة تجتاز عوائق الأنوثة وتصور كل مسيرات الثورة بكاميراء صغيرة

نادية عبد الله
- رضوان ناصر الشريف

لٌقبت بمصورة الثورة وفتاة المسيرات نادية عبد الله التي ليس لها أي علاقة بالإعلام أو بالتصوير ، درست تقنية معلومات وعلوم حاسوب لكن الثورة غيرت ما كانت علية حيث قالت أن أول نزول لها للساحة كان كثائرة فقط وذكرت أنها لم تصور من قبل ولا تحب التصوير أو حتى العمل في مجال الإعلام  وتحكي لنا أول نزول لها حيث قالت نزلت للساحة و كنت أبحث عن خيام النساء ولا أجدها بسبب الزحمة والارتباك أني في مكان مليئ بالرجال ولكن بعد عدة أيام عرفت أين خيمة النساء وأول ما دخلتها وجدت نساء يقمن بتنظيف الخيمة  وقمت بمساعدتهن وبعدها شاركت مع مجموعة من الشباب في تحديد جميع أهداف الثورة بشكل واضح ومفصل ومن ثم التحقت بالمركز الإعلامي لساحة التغيير وبدأت فيه العمل بطباعة المقالات والإخبار وبالتدريج بدأت بالتصوير بعد أن أعطاني والدي كاميراء صغيرة و قال لي صوري أي انتهاكات تحدث للشباب ومنذ ذلك اليوم بدأت أصور أي شيء يقع أمامي وبالتدريج بدأت أحب التصوير واشعر انه بالصورة استطيع  أن انقل صوت ثورتي للعالم كله .

 

وأضافت نشاهد مشاهد ثورية حولنا كثيرة ورائعة أتمنى أن العالم يشاهدها فبالتصوير يمكن أن ننقلها للعالم  ومع الأيام عشقت التصوير ورغم الإمكانيات البسيطة إلا أني مستمرة بالتصوير  إلى ألان .. سأستمر إلى أن تتحقق جميع أهداف ثورتي وسأصور كل ما يخدم ثورتنا وكل ما يخدم اليمن الحبيب ولا ادري إلى ألان هل سأواصل التصوير بعد الثورة أم لا ولكن الذي أنا متأكدة منه أني سأستمر حتى النصر وفاءً لشهدائنا ووطننا الغالي.

وقالت نادية أنها لا تنتمي لأي حزب سياسي وأن ثورة التغيير  - هي  البحث عن الحرية - الرغبة بالعيش بكرامة وعزة - الثورة من اجل دولة مدنية حديثة- من أجل سيادة القانون على الجميع - من اجل قضاء عادل - من اجل وطن  - الثورة ضد الفساد والظلم والاستبداد والدكتاتورية – ثورة من اجل الإنسان.

واجهت نادية عدة عراقيل حيث قالت : كوني أنثى وجدت أكيد صعوبات في البداية وخاصة التصوير في المسيرات حيث بعض الثوار لا يتقبلون المرأة تمشي معهم في المسيرة بسبب بعض العادات والتقاليد المغلقة

ولكن في النهاية الرغبة في التصوير ونقل ثورتنا إلى العالم  يعطيني القوة للاستمرار كما أن دماء شهدائنا تدفعني أكثر للاستمرار من اجلهم ومن اجل اليمن .

وأكثر ما يرفع معنوياتي في المسيرات كبار السن الذين يعاملوني كابنتهم ويدعون لي دائما بالتوفيق أثناء مروري بجوارهم فذالك يسعدني ويحفزني أكثر .

واشعر ألان أن كثير من الثوار يحترمون عملي ويتقبلون ذالك.. بل الكثير منهم بدأ يساعدني في أداءه على أكمل وجه وأنا شاكره لهم .

وذكرت أن من أهم ألعراقيل التي تعاني منها فعلا صغر كاميرتها التي لا تخدمها في بعض المواقف الحرجة خاصة وقت الاعتداءات على المسيرات  بسبب أن الكاميرا عادية ولا تستطيع بحسب مواصفاتها أن تستخدم الزوم أو التقاط صور سريعة .

تصوير _ نادية
تصوير _ نادية

وقد وجهت بعض الأسئلة للمصورة نادية عبد الله منها :

 

ما المواقف المحرجة التي تعرضت لها ؟

كنت اصور في مسيرة مرت من أمام وزارة الإعلام حيث اعتليت أحد المتارس الخاصة بالفرقة بجوار الوزارة فأثناء التصوير وقع المترس وسقطت على ألأرض أنا وكاميرتي فكان موقف محرج جدا أمام الثوار.

ما هي المضايقات التي واجهتك أثناء التغطيات الميدانية ؟

طبعا الكثير من المضايقات تعرضت لها وخاصة من الامن المركزي أثناء تصوير المسيرات بالزبيري أو اللقاع يصيحون عليا ممنوع التصوير وأحدهم حاول اخذ الكاميراء مني في اللقاع ولكن مع تواجد الثوار حولي استطعت سحبها من يده.

وفي دار سالم بمسيرة الحياة أكثر من مرة صاح عليا جنود من الامن المركزي يمنعوني من التصوير وسائق شاحنة خراطيم المياه كان يحاول رشني بالماء اكثر من مرة كي يحرق الكاميراء لأنه شاهدني أصور و لاحظ الثوار ذلك فحذروني من الاقتراب.

بشكل عام هناك مفهوم خاطئ لدي الشعب اليمني عن التصوير فأين ما ذهب المصور بكاميرته لا يجد الا كلمة ممنوع التصوير حتى تستطيع إقناعه بغير ذلك فالمصور يخاف أن يمشي بالشارع وكاميرته بيده حتى لا تتعرض للكسر فلا اعرف لماذا الشعب اليمني يخشى الوسيلة الوحيدة التي تنقل الحقيقة وتوثق الأحداث

لقبوها بفتاة المسيرات..مصورة تجتاز عوائق الأنوثة وتصور كل مسيرات الثورة بكاميراء صغيرة
وأتمنى أن يتغير هذا المفهوم .. والمكان الوحيد الذي تستطيع أن تمشي بكاميرتك وأنت رافع راسك هو ساحة التغيير فقط .

كيف تري الأعلام وهل تجدين ذاتك فيه؟

الإعلام اليمني  وخاصة التلفزيونية الرسمية  اعتبرها فاشلة وعملت بشكل سلبي في الثورة  ومن قبل لم أكن اهتم فيه أبدا ولكن مع الثورة أصبح الإعلام هو ألأساس وله دور كبير في إيصال صوت الثورة لذلك أنا مستمتعة بعملي كإعلاميه  فأصبحت اعشق الكاميرا لأنها تنقل ما لم استطيع التعبير عنه بلساني ، فبعملي خلف الكاميرا التقطت صور لأشخاص عظماء في نظري ونظر العالم لأنهم قدموا حياتهم من اجل نقل الحقيقة من اجل اليمن مثل الأخ والزميل الشهيد حسن الوظاف مصور الوكالة العربية الذي قدم حياته وهو يصور الاعتداءات على الشباب في جولة كنتاكي وجوار الجامعة القديمة فقد كنت التقطت له صور في معظم أيام الجمع فوق مستشفى العلوم والتكنولوجيا ويوم أصيب كان من أبشع الأيام التي مرت علينا بساحة التغيير في ذالك اليوم وبعده استشهد ما يقارب 120 شهيد من اعز الناس لنا ،، فعلا لم نكن نعرف هل نصور أم نمسح دموعنا كما قال الأستاذ احمد الشلفي .

تشتكي كثيرا من القرصنة على صورك ؟

بعض الصحف الالكترونية للأسف تحتاج إلى دورات في الحقوق ، واعبر عن استيائي الشديد من تصرفاتهم ألا مسئوله فنحن نعرض حياتنا كمصورين للخطر في المسيرات التي تواجه بعنف شديد من النظام وبلاطجته وأقل واجب من تلك الصحف أن تحتفظ بحقنا الفكري في أحقية تلك الصور كحقوق أخلاقية قبل أن تكون مهنية وعلى الأقل كرد للجهود الطوعية التي نقدمها من وطننا جميعا.

أهم الانتقادات التي وجهت لك ؟

كبداية أنا لست احترافية في التصوير وأنا فقط  ثائرة وهاوية تصوير من أجل ثورتي فلم تكن صوري في بداية الثورة بالشكل المطلوب وخاصة تصوير الفيديو حيث كان يظهر عليه الكثير من الاهتزاز لكن مع الأيام تعلمت الكثير في التصوير، تعرضت إلى انتقادات كثيرة وحادة عندما عرضت صور في حسابي على الفيس بوك لجثث قمت بتصويرها بالحصبة بعد الحرب الأولى حيث كانت الجثث متعفنة ومتحللة  فانتقدني الكثير وقالوا انه ليس من المهنية نشر مثل تلك الصور ولكني نظرت لها بزاوية اخرى وهي أن يرى العالم بشاعة ما يرتكب ضد المواطن اليمني من قبل نظام صالح الظالم  ومن العار علينا كمسلمين ويمنيين أن تعفن جثث إخوان لنا بالشوارع ولا ترفع وتدفن كحق من حقوق الإنسان على وجه الأرض

لقبوها بفتاة المسيرات..مصورة تجتاز عوائق الأنوثة وتصور كل مسيرات الثورة بكاميراء صغيرة
وأنزلت فيديو أيضا لتلك الجثث في قناتي على اليوتيوب ولكنه تم حذفه من قبل إدارة اليوتيوب لبشاعة المنظر ، وإدارة الفيس بوك أكثر من مرة يتم حظر حسابي بسبب عرض صور للمجازر البشعة التي تعرض لها شباب الثورة السلمية وخاصة أحداث كنتاكي .

 

هل لديك أي مردود مالي من عملك في مجال التصوير ؟

لا ، فانا ثائرة بالساحة قبل ان اكون مصورة واعمل بشكل طوعي  من اجل الثورة لأني اعتبر الثورة هي ثورتي . وما اقدمه اتمنى ان التمس به العذر أمام الله عزوجل يوم العرض عليه

ما المواقف المحزنة والمرعبة التي تعرضت لها ؟

مع كل قطرة دم شهيد تسقط  هي بالنسبة لي موقف محزن ، فأكثر الأيام عشتها حزناً هي يوم جمعة الكرامة كنت أمام التلفاز أشاهد مجازر على صالح وأنا ابكي ولم استطيع يومها النزول للساحة ...وأيام جولة كنتاكي  حيث سقط العشرات من الشهداء فكانت ثلاثة أيام وأنا أصور وابكي فيها والله لن أنساها ما حييت وخاصة أن فيها استشهد  ناس غاليين جدا كحسن الوظاف ورجائي واشرف وانس...الخ

واذكر يوم دار سلم حيث سقط شهيد أمام عيني فكانت الرصاصة في رأسه  فكان موقف رعب ومحزن في نفس الوقت ، وفي ثاني مسيرة تدخل الزبيري و جسر كنتاكي حيث أطلق الرصاص على المسيرة عند المستشفى الجمهوري وأنا كنت على بداية الجسر ففكرت بالهروب ولكن اللتفت حولي ولم أجد مكان إلا أن ارفع راسي إلى السماء وانطق الشهادتان حيث كان الحرس والأمن المركزي والبلاطجة يحاصرون المسيرة من كل مكان  وظليت هناك حتى استطاعت المسيرة العبور .

من مواقف الرعب كنت  أصور اثار الدمار في الحصبة بعد مرور حاولي أسبوعين من الحرب الأولى على الحصبة حيث كنت أصور انا وزميل لي اسماعيل شماخ نصور اثار الدمار  بعد الحرب وأثناء التصوير كان هناك ترحيب من مرافقيي الشيخ ولكن عندما وصلنا إلى جوار مدرسة الرماح فوجئنا بالنجدة تلقي القبض علينا  وتم تحويلنا إلى مدير العمليات  وتم التحقيق معنا ومصادرة ذواكر الكاميرات فكانت لحظة رعب حقيقية لأنه بصراحة الموت ولا مذلة الاعتقال و البهذله والحمد لله خرجنا بسلام .

تعليقات الزوار
1)
أبو أنس -   بتاريخ: 24-01-2012    
فعلاً أخت رجال .. اللهم أحفظ حرائر اليمن
2)
سام -   بتاريخ: 24-01-2012    
لو اعتقلها عصابة الاحمر كانت ستعرف الهيانه بجد الله يوفقها للخير
3)
وجدي -   بتاريخ: 24-01-2012    
من اراد العمل فالنجاح حليفه ومن اراد الشهرة فلن يحصل عليها دمتم ذخرا لليمن ايها الشباب والشابات

Total time: 0.1278