أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » حوارات ولقائات

قحطان:اجتثاث المؤتمر غير وارد ونحتاج لتحالف وطني واسع شارك29

- صنعاء

قال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان أن الإصلاح لا يفكر بالتفرد بالسلطة بعيداً عن شركاءه في اللقاء المشترك، وأضاف في حوار مطول مع صحيفة الغد الأسبوعية في عددها الصادر مؤخراً إلى أن هناك ضرورة إلى أن يستمر المشترك على الأقل لدورتين أو ثلاث دورات انتخابية قادمة.

وأوضح قحطان إلى أنه لم يطرح أحد فكرة اجتثاث المؤتمر لا الإصلاح ولا أي طرف آخر في المشترك ، واستطرد قائلاً " لا يمكن أن تقوم لليمن قائمة إلا على ثلاثة أعمدة ، العمود الأول وهو الأساس تحالف وطني واسع ، أو كتلة تاريخية تحمل على عاتقها السير باليمن نحو تحول ديمقراطي حقيقي ، والعمود الثاني وهو العون للعمود الأول يتمثل بالعون الإقليمي من الأشقاء، والعمود الثالث العون الدولي من الأصدقاء.

وعن رده على سؤال حول ضرورة بقاء تحالف المشترك لعشر سنوات قادمة، أوضح قحطان بأن الحاجة للمشترك ما بعد علي عبد الله صالح أكثر من الحاجة له في عهد علي عبد الله صالح ، مبيناً بان تأسيس الدولة المدنية والممارسة الديمقراطية لا يمكن أن تنهض على قدميها إلا عبر تحالف وطني واسع .

وعن سؤاله حول رؤيته للمستقبل خصوصاً وأنه تم استبدال صالح بنائبه ، أجاب قحطان بأن هناك فرق كبير بينهما ، لأن عبد ربه كان مع عملية الإصلاح بالإضافة إلى الإرياني ، وبين بأنه عندما اتفقت اللجنة الرباعية برئاسة هادي وعضوية الإرياني ونعمان والآنسي على برنامج الإصلاح السياسي والوطني قبل أن تنطلق شرارة الثورة كان الرئيس من رفضها ولو تم الأخذ بها لما احتجنا لهذا كله.

وعن ثورات الربيع العربي أوضح قحطان بأن الإرادة الشعبية الجماهيرية هي من فجرتها للتخلص من فساد الأنظمة واستبداد الحكام ، وبالتالي فهي نتاج نضوج جماهيري أكثر من كونها محصلة صراعات سياسية.

وعن تصريحات بعض قيادات المشترك حول أن هناك من يقوم بالإقصاء داخل المشترك استغرب قحطان أقوال حسن زيد مؤكداً أن حسن زيد كان موجود في كل جلسات المجلس الأعلى للقاء المشترك والمحاضر موجوده ، وأضاف بأن حسن زيد هو من بدأ يمارس الإقصاء ، وحاول من وراء تصريحاته أن يسوق الإدانة لطرف معين في المشترك وهو الإصلاح وهذا ما تم رفضه .

وأكد قحطان في الحوار على أن الإصلاح لا يسيطر على ساحات الثورة ومنصاتها مفتوحة لكل المعتصمين .

وعن علاقة الإصلاح بالحوثيين، قال بأنهم طرف وطني أمامهم فرصة كبيرة للانخراط في العمل السياسي وأن يمارسوا أدواراً وطنية ، وبين بأن القرار الوطني أصبح بين يدي دوائر ومؤسسات اللقاء المشترك ، وان هناك حوار بين المشترك والحوثيين، معتبرا أنه من الأفضل للحوثيين أن يأخذوا وضعاً سياسياً وتسمية حزبية.

من جانب آخر أكد قحطان بأن المشترك في التشكيلة الأخيرة للحكومة اتجه للبحث عن الأكفأ أين ما كان ، حتى لو كان من حزب واحد ، وأنه لم يكن هناك محاصصة، وبين بأن الأخوة الذين كانوا خارج المشترك كان لهم حضور وشراكة فاعلة ، وقال " أعتقد بأن المستقبل سيمضي في اتجاه أنضج كل يوم ، ونحن بفضل الله غدنا أفضل من أمسنا".

وعن دور القبيلة قال قحطان بأن القبيلة كإنتماء وطني ليست مشكلة ، وليست مشكلة أن أكون منتمياً إلى قبيلة ، بل إن المشكلة هي طريقة التعامل ، وأضاف بأن هناك دائرة وطنية تعبر عنها الدولة وهي التي تضبط الحقوق والواجبات داخل هذا الإطار ، فالمشكلة تكمن في قبيَلة الدولة ، لكن أن توجد القبيلة كرابطة انتماء فهذا شيء طبيعي.

وعن دور الشباب والمرأة في تنظيم الإصلاح أوضح قحطان بأن الثورة قد خلقت مفاهيم جديدة وأوجدت أوضاع جديدة ، والمرأة اليمنية ومشاركتها في الثورة فاقت مشاركة المرأة حتى في تونس ، وبالتالي فالشباب والمرأة يجب أن يأخذوا دوراً أوسع.

 وبشأن عدم ترشيح الإصلاح لامرأة لشغل إحدى الوزارات التي منحت للمرأة في حكومة الوفاق، أوضح قحطان بأنه ليس هناك نساء يمكن تقديمهن على الأستاذة حورية مشهور لأن المعيار هو الكفاءة.

وشدد قحطان على أن الإصلاح حزب سياسي مدني ، يرفض وبشدة استخدام الوسائل العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية ، وبشأن الأحداث في تعز وأرحب، قال عضو الهيئه العليا للإصلاح بأن هناك تجمعات قبلية وجدت نفسها في مرحلة ما لا بد أن تدافع عن نفسها وعن شباب الثورة السلميين ، وتساءل ، هل رفع أحد السلاح قبل اجتثاث ساحة الحرية بتعز ؟ وأضاف بأن أبناء أرحب خرجوا أمام الدبابات إلى الشارع وقالوا لهم أرجوكم عودوا إلى معسكراتكم ،رافضين ذهابهم إلى ساحة التغيير لقتل أبناءهم هناك.

ولفت بأن هذه هي أول شرارة حصلت في أرحب ، وقال بأن كثير من الضباط في الحرس الجمهوري الوطنيين عادوا أدراجهم ، لكن بعض من ركبوا رؤوسهم ممن نشأت بينهم علاقة خاصة وارتباط خاص بالعائلة المسيطرة التي هي عائلة صالح ، وأرادوا أن يمشوا بمجنزراتهم على المعتصمين الذين تمددوا وسط الشارع لمنعهم من التوجه إلى ساحة التغيير صنعاء.

وأضاف بأن هذه الأحداث كلها موثقة ،مبيناً بان أبناء أرحب إنما قاموا بإنذار قوات الحرس من ارتكاب حماقات بحق أبناءهم في الساحات  ،إلا أن بعض القادة ركبوا رؤوسهم وزجوا بأبناء الحرس الجمهوري وهم من أبناء الشعب المغلوب على أمرة ، فكانت معركة أبناء أرحب معركة دفاعية بكل معنى الكلمة. وأن كل ما حدث بعد ذلك إنما هو رد فعل على قصف المزارع والبيوت والآبار ، وأضاف بأن هناك أكثر من 70 شهيد من أرحب ، ومثلهم من القبائل المجاورة ، وما يقرب من ألف جريح ومعاق ، واصفاً جرائم الحرس في أرحب بالفضيعة ، وأكد قحطان أن على أي حكومة قادمة أن تتعامل مع مشكلة السلاح في اليمن وأن أبناء القبائل سيلقون أسلحتهم لان الجميع يريد العيش بهدوء وسلام.

وفيما يتعلق بخطر القاعدة اوضح قحطان بأن القاعدة ليس تنظيماً له رؤية وطنية ، وليس له برنامج سياسي خاص أو رؤية خاصة باليمن ، وأضاف قوله " وبالتالي فإننا نعتبرهم – أي القاعدة – خارج إطار العملية السياسية ، وبالتالي فإنه ينبغي معالجة قضية الإرهاب كآفة وطنية وتحدٍ وطني يجب أن يعالج معالجة شاملة.

نص الحوار

س/ هل جاء الربيع بما كانت تحلم به حركة الإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية (السياسية) في العالم العربي؟

ج/ من الصعب جداً أن يتحدث شخص عن حركة إسلامية في الوطن العربي، لا أعتقد أن هناك تنظيماً يأخذ بعداً "عالمياً" باستثناء تنظيم "القاعدة" الإرهابي.. وإذا كنت تقصد حركة الإخوان المسلمين فهي كمدرسة فكرية مؤثرة على أوساط متعددة، حتى أولئك الذين لم يرتبطوا بأي شكل من أشكال العلاقات مع الإخوان، نحن في اليمن اسمنا التجمع اليمني للإصلاح، ونحن نعتقد أننا مزيج لروافد ثلاثة، الرافد الأول وهو الأساسي الأم، هو امتداد حركة الإصلاح والتجديد التي نشأت في اليمن متزامنة مع الحركة الوهابية، وقادها الإمام المقبلي، ومن بعده الشوكاني، وبدأت حركة إصلاح وتجديد داخل الفكر الإسلامي في الإطار اليمني.. والرافد الثاني تلاقحت في مرحلة تاريخية مع التجديدات الحديثة لحركة الإخوان المسلمين.. ثم الرافد الثالث تأثرت بشكل أو بآخر بخريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في مرحلة من مراحلها.. فنحن طبعة يمنية خاصة ومزيدة ومنقحة..

 

س/ ثلاثية اللقاح؟

ج/ يعني ستجد لها خصوصيتها..

 

س/ المعروف أن التجمع اليمني للإصلاح انبثق أو خرج من عباءة حركة الإخوان المسلمين.. ما حصل الآن في العالم العربي في تونس، ومصر، وليبيا.. وحتى في المغرب، وأيضاً ما يحدث في سوريا، وهناك دول أخرى مرشحة لمثل هذا الربيع.. هل هذا الربيع الذي كانت تخطط له الحركة الإسلامية –دعني أقول "المستنيرة"- في صراعها السياسي مع الأنظمة؟

ج/ أنا لا أعتقد أن هناك خطة موحدة لحركة إسلامية بعينها، لا إخوان مسلمين ولا غير الإخوان المسلمين، كل قطر من الأقطار أو دولة من الدول، لها ظروفها الخاصة، ولها تراكماتها التي أنضجت الربيع العربي بشكل مختلف يتناسب مع تاريخها السياسي ومعطياتها المحلية.. وهنا لا بد من التأكيد بأن "ثورات" الربيع العربي فجرتها إرادة شعبية (جماهيرية) للتخلص من فساد الأنظمة واستبداد الحكام، وبالتالي هي نتاج نضوج جماهيري أكثر من كونها محصلة صراعات سياسية.

 

س/ هناك من يقول بأن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، ربما فتحت الباب على مصراعيه منذ سنوات لحوارات مع الحركات الإسلامية، لأنها ملّت التعامل مع الأنظمة القائمة في العالم العربي.. فنريد أن نعرف إن كان تمت بينكم وبين الأميركان اتصالات في هذا الاتجاه؟

ج/ بالنسبة لنا نحن في اليمن كتجمع يمني للإصلاح، وكحركة إصلاحية، نحن كما تعلم نتحاشى التوصيف الإسلامي باعتبار المجتمع اليمني كله مسلم، وثانياً نحن كنا على تواصل وحوارات مع الغرب، سواء الولايات المتحدة، أو دول الاتحاد الأوروبي، من أول يوم أعلنا فيه أنفسنا كتنظيم سياسي عام 1990.. وأعتقد أنه في احتفال الإشهار حضر سفير الولايات المتحدة، وسفراء أوربيون، وسفراء الدول دائمة العضوية، وكثير من السفراء الأشقاء..

 

س/ أنا معك في هذا.. لكن إلى وقت قريب كان هناك مخاوف أميركية من الإسلاميين، فكيف تبددت؟

ج/ أعتقد أننا كإصلاح لم نأخذ هذا الطابع، طابع التحفظ الغربي تجاه الإسلاميين إلى حد كبير، فنحن كنا على تواصل مستمر..

 

س/ تقصد تحفظ الأميركان؟

ج/ الأميركان كان لهم تحفظ تجاه الإسلاميين، ونحن لم نكن نأخذ هذا التوصيف، على الأقل كان ينظر إلينا من وقت مبكر كاتجاه إصلاحي معتدل.

 

س/ هذا عندما كنتم مرتبطين بالنظام ومتحالفين معه؟

ج/ حتى عندما كنا على علاقة مع النظام..

 

س/ ولكن يقال أن الرئيس علي عبدالله صالح كان يُسَوّق حلفاءه في الإصلاح للغرب والأميركان بشكل أفضل؟

ج/ لم يكن الرئيس صالح بهذا المستوى، مستوى من يُسوّق، أعتقد أن هذا الحديث فيه نوع من المجازفة، ولكن مشاركتنا في العملية الانتخابية في عام 93 ودخولنا المعترك السياسي والائتلاف الحكومي عبر صندوق الاقتراع، ثم التزامنا بنتائج الانتخابات في 97 وخروجنا من السلطة طبقاً لنتائج الانتخابات.. هذه المواقف العملية برهنت على أننا نخدم المسار الديمقراطي، وبالتالي بعثت على اطمئنان الغرب.

 

س/ طيب التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، هل له دور فيما حدث ويحدث في الوطن العربي.. (أقصد الربيع العربي)؟

ج/ هناك لافتة اسمها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لكن أعتقد أنها لافتة أكثر منها حقيقة، اليوم الأوضاع القطرية متجذرة، والحديث عن تنظيم دولي عالمي حديث ليس له أساس في الواقع، في النهاية هي لافتة لتنظيم الإخوان المسلمين في مصر، وأنت تعرف نتيجة الصدام مع جمال عبد الناصر توزع الإخوان المسلمون المصريون في أكثر من بلد.. وعموماً علينا أن نفرق في الحديث عن نشأة (الحركات الإسلامية) بين حركات نشأت بقرار لتنظيم الإخوان أيام الإمام حسن البناء، فهم قرروا أن ينشئوا لهم فرعاً في الأردن، وفي سوريا، وبين ما هو في اليمن، لأن الوضع هنا مختلف، حيث كان مجرد تلاقح عبر الدارسين الذين درسوا في مصر وفي الأزهر، تعرفوا على فكر الإخوان، وكانوا أصلاً هم منتمين للمدرسة "الإصلاحية" في اليمن التي بدأها الشوكاني، فعادوا يريدون إنتاج الرسالة بالطريقة اليمنية، لم يكن هناك قرار من المركز بإنشاء فرع للإخوان في اليمن.

 

س/ أنت قلت في تصريحات سابقة، أن شعار "الإسلام هو الحل" ليس مطروحاً من قبل الإصلاح في اليمن؟

ج/ الإسلام في اليمن أمر محسوم، كلنا متفقون عليه، وليس محل خلاف، وبالتالي ليس محلاً لتنافس برامجي.

 

س/ طيب التيارات "الليبرالية"، وطبقات المثقفين، واليساريين، والانفتاحيين ما هو موقف الإصلاح منها؟

ج/ أعتقد الكل مع الإسلام، لكن فهم الإسلام الناس يختلفون فيه، أما الإسلام فكلنا معه ولا نختلف فيه، وهذه هي هوية المجتمع اليمني، لكن هناك مفاهيم للإسلام، وهذه مسائل اجتهادية يختلف الناس فيها.

 

س/ ولكن هناك من عبّر عن مخاوفه من وصول "الإسلاميين" للسلطة كبديل غير مطمئن في ضوء الحضور العربي لرموز من المتشددين في الإصلاح يديرون أو سيطروا على ساحة التغيير خلال الثورة مثل الشيخ عبد المجيد الزنداني ودعوته إلى الجهاد وإقامة الخلافة الإسلامية، والخطب التي يلقيها متشددون في الإصلاح مثل الشيخ عبدالله صعتر.. هذه الخطب القوية والحادة، ألا تعتقد بأنها تثير مخاوف وقلق الأطراف الأخرى في الداخل، والخارج أيضاً؟

ج/ أولاً ساحات التغيير هي ساحات شعبية، لا يستطيع أي طرف أن يقول بأنه كان هو الممثل أو المسيطر.. كان الشعب كله موجوداً وبكل اتجاهاته،.. وأنا على سبيل المثال سمعت خطبة للأستاذ الشيخ عبدالله صعتر حفظه الله وهو يطالب بالدولة المدنية، ويرد بقوة على من يرفضها، أو من يتهم دعاتها بتهم تحمل طابع التطرف، فلماذا أوصف الشيخ عبدالله صعتر هذا التوصيف وهو يعلن صوتاً عالياً للمطالبة بالدولة المدنية، دولة الحقوق والحريات..

 

س/ (مقاطعاً).. الشيخ الزنداني طالب من ساحة التغيير في صنعاء بإقامة دولة الخلافة الإسلامية وقال مخاطباً شباب الساحة بأنها قادمة، وأبشركم، وعليكم أن تجاهدوا في سبيل تحقيقها.. اعتبر الجهاد موجباً لتحقيق هذا الهدف؟

ج/ أنا أعتقد بالنسبة للشيخ عبد المجيد سمعت بأنه معترض على الدولة المدينة، يمكن عنده لبس لمفهوم الدولة المدنية.. لكن في الإسلام لا يوجد إلا دولة مدنية، لأن عكسها هي الدولة التي تأتي باسم الله، ولا يجوز أن ينتقد القائمون عليها ولا يُخطؤوا ولا يُحاسبوا ولا يُساءلوا، وإنما هم ممثلو الله.. هذه الدولة "الكهنوتية" التي كانت موجودة في الغرب، نشأ كنقيض لها فكرة الدولة المدنية في الغرب، وكانت بداية عصر النهضة، لكن علينا أن ندرك بأن الإصلاح الديني كان هو المقدمة الأولى للدولة المدنية في الغرب.. والإصلاح الديني كان من أهم شعاراته "ليس هناك من مقدس، إلا الكتاب المقدس"، في الإسلام نحن ندرك أنه ليس هناك مقدس أي شخص كان، المقدس هو "نصوص الوحي الثابتة"..

 

س/ تقصد القرآن الكريم؟

ج/ نعم.. وهو المعنى الذي قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أولى خطبه "أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم".. فهذا أهم مفاهيم الدولة المدنية أرساها أبو بكر الصديق رضي الله عنه..

 

س/ إذن لا يوجد هناك تنافر بين الجناح السلفي المتشدد وجناح الإخوان المعتدل في الإصلاح حول مفهوم الدولة المدنية؟

ج/ أنا أقول لدينا نحن تنوع في الرؤى والأفكار، وهو تنوع محمود وإيجابي، لكن في النهاية لدينا قرار المؤسسات، فالاتجاه الغالب في الإصلاح هو الذي يعبر عنه قرار المؤسسات، وتستطيع أن تلمسه من خلال مقررات المؤتمرات العامة، (مجلس الشورى)، المقررات المؤسسية.

 

س/ يقال بأن هناك اتفاقاً بين أطراف "المشترك" على استمرار التحالف لعشر سنوات.. هل هذا صحيح؟

ج/ نعم.. نحن على يقين أن الحاجة لـ"المشترك" ما بعد علي عبدالله صالح أكثر من الحاجة له في عهد علي عبدالله صالح.. لا شك أن تأسيس الدولة المدنية، والممارسة الديمقراطية على أسس راسخة، وفي ظل ما أصاب اليمن من نكبات خلال الفترة الماضية، لا يمكن أن تنهض على قدميها إلا عبر تحالف وطني واسع، وهو الذي يطلق عليه البعض الكتلة التاريخية، نحن نعتقد أن وجود "المشترك" ضرورة لذلك، نرى أن التيار الوطني داخل المؤتمر الشعبي يجب أن يكون أيضاً جزءاً من هذا التحالف التاريخي الذي يثبت أركان الدولة المدنية..

 

س/ (مقاطعاً).. طيب إذا انهار المؤتمر الشعبي العام كيف ستتوازن الأمور؟

ج/ بعيداً عن مسميات.. هناك أطراف وطنية، وهناك ناس ناضلوا ولهم تاريخ وطني، وسأتجاوز ذكر الأسماء حتى لا أعمل إثارة.. المهم شخصيات يجب أن تكون جزءاً أساسياً وحيوياً من تحالف وطني، وهو تحالف يتمحور حول برنامج وطني أنا أسميه برنامج ما قبل التنافس الانتخابي.

 

س/ إذن أنتم ضد فكرة اجتثاث المؤتمر؟

ج/ لم يطرح أحد فكرة اجتثاث المؤتمر..

 

س/ أنا أتكلم عن رأي الإصلاح وليس رأيك أنت؟

ج/ لا الإصلاح ولا أحد في "المشترك" يطرح موضوع اجتثاث المؤتمر، لا يمكن أن تقوم لليمن قائمة إلا على ثلاثة أعمدة.. العمود الأول وهو الأساس، تحالف وطني واسع، أو كتلة تاريخية تحمل على عاتقها السير باليمن نحو تحول ديمقراطي حقيقي، هذه الكتلة تحتاج إلى أن تستند إلى العمود الثاني، وهو العون الإقليمي من الأشقاء، والعمود الثالث العون الدولي من الأصدقاء.

 

س/ ولكن فيما لو انهار "المؤتمر" بعد تنحي الرئيس صالح كيف ستملؤون الفراغ السياسي؟

ج/ أنا أقول هناك قيادات وطنية هي التي أنشأت المؤتمر الشعبي، وتستطيع أن تمارس العمل السياسي ودورها الوطني، سواء تحت مسمى المؤتمر أو غير المؤتمر، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، لكن أقول أن هناك شيئاً موضوعياً يجعلنا نؤكد على ضرورة وجود تحالف وطني واسع، يأخذ على عاتقه عملية التحول الديمقراطي.

 

س/ هناك من يقول بأن أحزاب "المشترك" وفي مقدمتها الإصلاح، أداروا ببراعة العملية السياسية في مواجهة النظام خلال حركة الاحتجاجات.. هل تعتقد بأن "المشترك" والإصلاح سيكونان بنفس البراعة في إدارة شؤون البلاد حين يصبحون في الحكومة؟

ج/ هذا تحدٍ أمامنا، وعلينا أن ننطلق إلى هذا التحدي ونحن موقنون تماماً بأن إرث التخلف الموجود في الأمة، ونحن جزء منها، يحتاج منا إلى يقظة وانتباه، لأن كل النخب التي سبق وأن حكمت، يسارية، قومية، إسلامية، وطنية.. كلها وقعت في الاتجاه غير الديمقراطي، وبالتالي ليس هناك فصيل أو جهة مبرأة من العيوب، علينا أن نعيد بناء السلطة في المستقبل ونحن ننطلق من مفهوم أن هذه السلطة قد تجنح بأصدق الناس وأفضلهم وأتقاهم نحو الفساد والطغيان.. ولذلك نحتاج إلى أن نمشي بشكل متواكب بقدر ما نرسي دعائم المؤسساتية وبناء الدولة، أيضاً نرسي معها كوابح الاستبداد وموانع الطغيان بشكل متزامن، بمعنى أن نقود تحولاً ديمقراطياً حقيقياً من خلال إجراءات توقيت السلطة..

 

س/ تعني تثبيت أو تكريس مبدأ التداول للسلطة؟

ج/ نعم.. وأيضاً لن يتحقق تكريس مبدأ التداول عملياً إلا إذا جزأنا القرار، فإذا اجتمع في يد أي إنسان كان، إصلاحياً أو غير إصلاحي.. إذا اجتمعت كل مصادر القوة وشرعية السلطة، الجيش، القوة المالية، الإعلام، نكون قد وضعنا البلاد على حافة الطغيان.

 

س/ هناك من يتهم "المشترك" بأنه يمارس الإقصاء من داخله، حتى في إطار الحلفاء.. حسن زيد كان في حوار مع "الغد" الأسبوع الماضي، قال بأننا كنا نطالب بالشراكة، فلما جاءت الشراكة صرنا نقصي بعضنا؟

ج/ يصعب عليّ فهم هذه الكلمة.. حسن زيد موجود، ومحاضر الاجتماعات في المجلس الأعلى موجودة.. هو من بدأ يمارس الإقصاء.. هو من صرح تصريحات تبدو كمن يريد أن يسوق الإدانة لطرف من أطراف "المشترك" وهو الإصلاح.. نحن مع ذلك تجاهلنا هذا، وشكونا هذا الأمر إلى أعضاء المجلس الأعلى، وأعتقد أن "المشترك" يقوم على لوائح ونظم، وإذا لإنسان أي اقتراح هناك آليات يستطيع أن يطرحها.. ومع ذلك بالعكس هناك من يطرح أنه ربما الشراكة زادت عن حدها بحيث يصبح حزب، أو شخص مثل الأستاذ حسن زيد، يأخذ حجماً ودوراً يتجاوز الواقع، لكن نحن نرفض مثل هذا الكلام، لاعتبار أن العملية شراكة وطنية، وليست ميزان نزن به الأشخاص ولا القوى، نحن جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات.

 

س/ المسألة الحوثية داخلة في الموضوع، وعلى ما يبدو هناك تقاطع في الرؤية ما بين ما يعتقده الحوثيون بأن الإصلاح يمارس عليهم نوعاً من التسلط والطغيان، ومحاولة النسف، وهم قالوا ذلك.. وبين ما يراه حسن زيد في نظرته المؤيدة لرؤية الحوثيين، لأن نفوذ الحوثيين في بعض المحافظات مثل تعز، وعدن، وشبوة، ومحافظات أخرى أغضبت الإصلاح.. فهل أغضبكم نفوذ "الحوثيين" في محافظات كهذه؟

ج/ نحن نعتقد أن الحوثيين طرف وطني أمامهم فرصة كبيرة في أن ينخرطوا في العمل السياسي وأن يمارسوا أدواراً وطنية، وبالنسبة لنا كإصلاح قرارنا الوطني انتقل من دوائر ومؤسسات الإصلاح إلى دوائر ومؤسسات "المشترك"، فإذا اتخذت دوائر الإصلاح أي قرار أو توجهات في الشأن الوطني العام، إنما هي توصيات نتقدم بها إلى "اللقاء المشترك" ومؤسسات "اللقاء المشترك"، والآن هناك حوار بين "المشترك" والأخوة الحوثيين، ونحن نعتقد بأن أمام الأخوة الحوثيين فرصة كبيرة بأن يتحولوا إلى طرف أو "فصيل سياسي" ينخرط في الحوار الوطني، وفي العمل السياسي الوطني ونحن نشجعهم على ذلك؟

 

س/ إذن ماذا تصف "الحوثيين" الآن.. أليسوا طرفاً؟

ج/ أنت ترى بأننا نستخدم كلمة "حوثيين"، أعتقد بأنه بالإمكان أن يأخذوا وضعاً سياسياً وتسمية حزبية..

 

س/ يعني هذه التسمية "حوثيين" صفة لجماعة مسلحة؟

ج/ أنا لا أريد أن أخوض في هذا، كان هناك ظروف في الماضي، لكن الآن انفتحت آفاق جديدة، ومجلس النواب اليوم صوّت لترشيح الفريق عبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد، وستدخل اليمن في مرحلة جديدة وفي عهد جديد يبشر بالأمل والخير، وهناك حوار وطني سيجلس فيه جميع اليمنيين على طاولة واحدة ويقررون مصير اليمن ومستقبله؟

 

س/ طيب كيف تفسرون الحروب المتقطعة بين الإصلاح والحوثيين في محافظات مثل الجوف، وحجة.. وما تفسيرك لدعم إعلام الإصلاح للسلفيين في "دماج" بينما كان موقف السلفيين معارضاً للثورة وضد الخروج على ولي الأمر؟

ج/ أولاً أؤكد بأنه حصلت احتكاكات بين الإصلاح والحوثيين في بعض الأماكن، ولكن نحن كإصلاح و"مشترك" أيضاً، تمكنا من تجاوز هذا الإشكال بحمد الله، وهناك بعض إشكالات قبلية تحصل، وأنا على يقين بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة نضج سياسي، وستتيح فرصة للجميع أن يشاركوا في البناء الوطني وفي رسم معالم مستقبل البلاد بما فيهم الأخوة الحوثيون، وأنا على ثقة من أنهم متجهون الآن ليأخذوا وضعاً سياسياً يعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم السياسية وهذا حق مشروع لهم، ونحن سنشد على أيديهم بهذا الاتجاه..

ما يتعلق بالصراع مع السلفيين في صعدة هو أمر لم يكن مرغوباً لأحد، وأعتقد بأنه حتى الحوثيون حريصون أن يخرجوا من هذا الإشكال، ونأمل من الأخوة السلفيين أيضاً أن يكون لديهم هذا الاتجاه، وكما بلغني أنهم يحبذون الصلح والانتهاء من الصراع.. بالنسبة للإعلام فإن طبيعة الإعلام يتعاطى مع الأخبار، وما أظن أنه كان تعبيراً عن موقف ما أو رأي ما للإصلاح.

 

س/ عادة في التحالفات السياسية يجب أن تغلب عليها ثقافة المحاصصة السياسية.. هل هناك فعلاً محاصصة سياسية في إطار "المشترك" تتناسب مع حجم كل حزب أو كل طرف في التحالف؟

ج/ نحن في التشكيلة الأخيرة للحكومة اتجهنا للبحث عن الأكفأ أين ما كان، حتى لو كانوا من حزب واحد، فلم يكن هناك محاصصة.. والأخوة الذين هم خارج "المشترك" كان لهم حضور وشراكة فاعلة، وأعتقد أن المستقبل سيمضي في اتجاه أنضج كل يوم، ونحن بفضل الله غدنا أفضل من أمسنا.

 

س/ لماذا لا يكون الخطاب الإعلامي للإصلاح ولـ"المشترك" هادئاً في هذه الفترة، بحيث يواكب مرحلة الوفاق السياسي، لماذا لا ينحاز للتهدئة عوضاً عن التصعيد؟

ج/ أوافقك الرأي بأن المرحلة تحتاج إلى خطاب إعلامي توافقي يعبر عن روح التوافق، وإذا حصلت من جانب خطاب المعارضة ما يفهم بأنه خروج عن هذا الخط، قد يكون أحياناً إما بفعل الحماس عند بعض الشباب، أو يكون ردة فعل على خطاب الطرف الآخر، فأحياناً ردود الأفعال تتحكم أكثر من الرؤى المقرة، فأحياناً يأتي الخطاب ليستفز الطرف الآخر أكثر.. مثلاً عندما يتحدث عبده الجندي ويمارس القذف بالمفهوم الشرعي ضد حزب الإصلاح بالكامل، أعتقد بأنه خطاب لن يصل إليه أي خطاب لأي طرف آخر من الإسفاف، وهذا شيء مؤسف.. ولذلك نحن سعداء بأنه لم تدخل ممارسات القذف ضمن "الحصانة"، ونحن نعد العدة لتقديم دعاوى قضائية في القريب العاجل على مثل هذا القذف الممجوج والمسف والخطير.

 

س/ هناك من يعتقد بأن القبيلة التي استند عليها الإصلاح في نفوذه السياسي والقبلي والاجتماعي في البلد ستشكل عبءاً على مشروع الدولة المدنية، الذي قلنا بأنه مشروع التيار الإسلامي للإصلاح وتيار الإخوان.. فكيف ستتعاملون مع القبيلة؟.. وهل يشكل الشيخ صادق الأحمر مثلاً هو ومشائخ القبائل المنضوون في "الإصلاح" عبءاً على مشروعكم لجهة تحقيق الدولة المدنية في المستقبل؟

ج/ أعتقد بأن الشيخ صادق وإخوانه ومشائخ القبائل قيادات وطنية سواء داخل المؤتمر أو داخل الإصلاح.

 

س/ أنا لا أشكك في هذا.. أنا أقصد هل يمكن تحرير الدولة من سطوة القبيلة مستقبلاً؟

ج/ القبيلة كانتماء وطني ليست مشكلة، وليست مشكلة أن أكون منتمياً إلى قبيلة.. المشكلة هي طريقة التعامل، هناك دائرة وطنية تعبر عنها الدولة، وهي التي تضبط الحقوق والواجبات داخل هذا الإطار، فالمشكلة تكمن في قَبْيَلَةْ الدولة، لكن أن توجد القبيلة كرابطة انتماء فهذا شيء طبيعي.

ونحن نعتقد بأن على الدولة أن لا تحول نفسها إلى رابطة قبلية، بمعنى أن لا تكون القبيلة هي مصدر الحقوق، إنما هي الرابطة الوطنية، فعندما أنت تأخذ حقك نتيجة انتمائك القبلي، معناه أن هذا الانتماء القبلي أصبح هو مصدر الحقوق، فتأخذ أولوية لأنك منتم إلى القبيلة "الفلانية"، وترسو عليك المناقصة لأنك تنمني إلى قبيلة ما، تأخذ حظك في القبول بكلية الشرطة، أو الحربية، أو الجامعة لأنك تنتمي إلى قبيلة ما.. هناك نكون أمام قَبْيَلَةْ الدولة، وأمام حالة خطرة.. فالدولة يجب أن تظل رابطة وطنية هي مصدر للحقوق والواجبات، وبالتالي لن يكون هناك تعارض بين الدولة المدنية والانتماء القبلي.. فمن منّا كان يعلم أن الرئيس السابق عبدالله السلال رحمه الله كان ينتمي إلى قبيلة سنحان؟! لا أحد!! لأنه لم يتعامل مع الدولة بانتمائه القبلي، ولم تتحول قبيلته إلى صيغة حاكمة أو تتحول إلى مصدر للحقوق والواجبات، لكن المشكلة أول ما وصل علي عبدالله صالح للحكم، حول الطريق التي كانت مقررة أيام الرئيس الحمدي من مفرق (قحازة إلى جحانة)، حولها إلى قريته في سنحان، فبدأت الدولة تأخذ الطابع القبلي، وهو الذي دمر روح الولاء الوطني، وهذا مجرد مثال بسيط، وطلع أول زامل من خولان المجاورة يتحدث عن أنهم سيصبرون على سنحان، وانظر هنا صار يأخذ الأمر وكأن الحكم حكم سنحان، لكن عندما كان السلال في الحكم وهو من سنحان، لم يقل أحد بأنه حكم سنحان.. فالموضوع هو سلوك دولة.

 

س/ أنت قلت السنة الماضية أن المؤتمر العام القادم للإصلاح سيدفع بالشباب إلى القيادة.. فمتى سيعقد المؤتمر العام القادم؟

ج/ سيكون عقب الانتخابات الرئاسية المبكرة إن شاء الله.

 

س/ ألا زلتم عند كلامكم من أنكم ستدفعون الشباب إلى مواقع القيادة في الإصلاح؟

ج/ بل إلى أكثر من ذلك..

 

س/ كيف؟.. وهل ستستوعبون شباب الثورة؟

ج/ هذه الثورة خلقت مفاهيم جديدة، وأوجدت أوضاعاً جديدة، المرأة اليمنية ومشاركتها في الثورة أعتقد أنها كانت تفوق مشاركة المرأة حتى في تونس، رغم ما نشهد من تقدم في المجتمع التونسي في مجال تعليم المرأة وفي الحقوق، لكن المرأة اليمنية كان دورها أوسع وأعمق، وبالتالي فالشباب والمرأة يجب أن يأخذوا دوراً أوسع.

 

س/ إلى أي مدى (في المؤتمر العام) ستسمحون للشباب بالوصول إلى القيادة؟

ج/ ليست مسألة تسمحون.. كأن هناك شرطي مرور يسمح أو لا يسمح.. لكن أنا أعتقد أن الشباب سيأخذون حقهم بشكل طبيعي، والمرأة ستأخذ حقها بشكل طبيعي أيضاً داخل الإصلاح وداخل الأحزاب وفي المجتمع.

 

س/ هل ستعطى المرأة في الإصلاح حقوقاً سياسية أفضل مما كانت عليه في المؤتمر العام السابق؟

ج/ أنا أعترض على كلمة "ستعطى"،، لكن أقول المرأة "ستأخذ" مكانتها ودورها داخل الإصلاح وفي المجتمع بعد الثورة بشكل أكبر، وسيكون كل يوم يمر أفضل من اليوم الذي قبله.

 

س/ لماذا لم ترشحوا المرأة في حكومة الوفاق؟

ج/ هناك حقيبتان وزاريتان من حقائب المعارضة للمرأة اليمنية..

 

س/ أقصد لماذا لم ترشحوا إحدى نساء الإصلاح لتولي حقيبة حكومية؟

ج/ لا أعتقد أن لدينا نساء يمكن تقديمهن على الأستاذة حورية مشهور.. لأن الموضوع هو موضوع كفاءة.

 

س/ فيما يتعلق بالمشاركة؟

ج/ الأكفأ، من يمكن أن أقدمها على حورية مشهور.

 

س/ "المشترك" وصل نهاية المطاف إلى ما يشبه الشراكة مع النظام، بمبادرة خليجية، بآلية تنفيذية، بقرار أممي.. لماذا لم تلتقطوا مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح التي أطلقها في ملعب مدينة الثورة بداية الأزمة عندما دعاكم للشراكة وللتغيير، وعندما دعا "المشترك" أيضاً أن يتولى إدارة الحكومة وإدارة شؤون البلاد.. هل كان الهدف هو إزاحة علي عبدالله صالح ومن ثم تقبلون بأي شيء حتى الشراكة؟

ج/ أولاً الشراكة داخل "المشترك" تقوم على مائدة مستديرة، وتدوير المناصب، فليس هناك حزب قائد أو حزب مقود، فهي شراكة مستديرة.. ثانياً دعني أنقل السؤال إليك: هل تعتقد أنه بدون الضغط الدولي والإقليمي الذي اصطف خلف المبادرة الخليجية كان علي عبدالله صالح سيقبل بنقل السلطة والتخلي عنها؟.. نحن نعرفه من سنوات، وندرك مغزى أحاديثه عن مبادرته، وأنا أقول لك لو لا الضغط الدولي والإقليمي والذي لا يزال مطلوباً حتى الآن، لأن علي صالح لازال يحاول التخلص من هذه المبادرة، فبدون ضغط دولي وإقليمي لن يترك السلطة.

 

س/ هذه قناعة كاملة؟

ج/ قناعة راسخة، وهي مبنية على خبرة سنين طوال.. وحقائق الواقع تؤكدها.

 

س/ كيف ترى المستقبل؟.. أنتم استبدلتم الرئيس بنائبه.. ما هو الفرق؟

ج/ فرق كبير.. عبد ربه منصور كان مع الإصلاح، لا أعني التجمع اليمني للإصلاح، لكن أعني أنه مع العملية الإصلاحية.. الإرياني أيضاً هو من مشجعي الإصلاح.. وعندما اتفقت اللجنة الرباعية برئاسة عبد ربه منصور وعضوية الإرياني، والدكتور ياسين سعيد نعمان، وعبد الوهاب الآنسي، على برنامج للإصلاح السياسي والوطني، قبل أن تنطلق شرارة الثورة، اعترض عليها الرئيس ورفضها، ولو كان تم الأخذ بها، لم احتجنا إلى هذا كله.. فأنا أمام شخص مثل هادي كان مقتنعاً بالعملية الإصلاحية، فلم يكن من معيقي الإصلاح، بل كان من دعاة الإصلاح.. الإرياني كان أيضاً من دعاة الإصلاح، أمامي حقيقة واقعة، فهذا موقفهم وتوقيعهم شاهد على ذلك، فليست مسألة مزاجية، لكن الرئيس رفض العملية الإصلاحية.

 

س/ رفضها رسمياً؟

ج/ رفضها رسمياً وعلناً وأعاق العملية..

 

س/ على ماذا كان يرتكز برنامج الرباعية؟

ج/ برنامج اللجنة الرباعية كان يأخذ النصف الثاني من برنامج المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. فالمبادرة الخليجية هي ذات قسمين، القسم الأول هو نقل السلطة من علي عبدالله صالح، والقسم الثاني يتكلم عن مرحلة انتقالية برئاسة عبد ربه منصور يتم فيها حوار وطني وإصلاحات دستورية وإصلاحات قانونية، فكان برنامج الرباعية أن هذا الذي عُمل في الفترة الانتقالية برئاسة عبد ربه منصور، كنا قابلين فيه، وهو أن تدخل البلد بفترة انتقالية وحوار وطني وإصلاحات دستورية وبرئاسة علي عبدالله صالح، لكنه هو من رفض هذا.

 

س/ هناك من يطرح بأن الإصلاح ليس حزباً سياسياً فقط، وإنما هو حزب مسلح، ولديه من المليشيا ومن الأسلحة ما يجعله قادراً على السيطرة على البلاد، بدليل ما حدث في أرحب وما حدث في تعز وما حدث في نهم؟

ج/ الإصلاح حزب سياسي مدني، ويرفض وبشدة استخدام الوسائل العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية..

 

س/ ما الذي حدث في تعز؟

ج/ هناك تجمعات قبلية وجدت نفسها في مرحلة لا بد أن تدافع عن نفسها وعن شباب الثورة السلميين.. هل رفع أحد السلاح قبل اجتثاث ساحة الحرية؟.. أبداً..

أبناء أرحب عندما تحركت قطع عسكرية أرادت التوجه إلى ساحة التغيير بصنعاء، قطعوا عليها الطريق بشكل سلمي..

 

س/ المعلومات التي لدينا تقول بأنه كانت هناك محاولات للاستيلاء على المعسكرات؟

ج/ خرجوا أمام الدبابات إلى الشارع، وقالوا لهم أرجوكم عودوا إلى معسكراتكم، لن نسمح لكم أن تذهبوا إلى الساحة لقتل أبنائنا هناك.. هذه أول شرارة حصلت، فكثير من الضباط في الحرس الجمهوري الوطنيين عادوا أدراجهم، لكن بعض من ركبوا رؤوسهم ممن نشأت بينهم علاقة خاصة وارتباط خاص بالعائلة المسيطرة عائلة صالح، لوا بالمدفع وأراد أن يمشي ويطأ بمجنزراته الذين تمددوا وسط الشارع لمنعهم..

 

س/ هذه معلومة لأول مرة أسمعها منك!!

ج/ هذه معلومة حقيقية حصلت وموثقة.. فأول شيء أطلق أحد أبناء أرحب قذيفة بازوكا غير مفعّلة على الدبابة ولم تنفجر، بمعنى أنه لم ينزع الأمان منها، وإنما وصلت أشبه بقذيفة حجر كإنذار، فصمم بعض القادة على أن يركبوا رؤوسهم وزجوا بأبناء الحرس الجمهوري وهم من أبناء هذا الشعب اليمني المغلوب على أمره، فكانت معركة أبناء أرحب معركة دفاعية بكل معنى الكلمة.

 

س/ والذين هاجموا المعسكرات وحدثت مجازر بداخلها؟

ج/ كل ذلك كان ردود أفعال على قصف البيوت، والمزارع، والآبار.. اليوم لدينا حوالي 70 شهيداً من أرحب، ومثلهم من القبائل المجاورة، وما يقرب من ألف جريح ومعاق.. جرائم فظيعة حصلت، ومع ذلك أستطيع أن أقول أن أي حكومة قادمة يجب أن تتعامل مع مشكلة السلاح في اليمن، وأنا على يقين من أنه إذا نشأت دولة مدنية ودولة نظام وقانون سيلقي أبناء القبائل –أياً كان انتماؤهم- أسلحتهم، على الأقل الأسلحة الثقيلة، والجميع اليوم يطمح إلى أن يعيش بهدوء وسلام.

 

س/ كيف تطمئنون التيارات الأخرى، سواء الاستثمار، القطاع الخاص، أصحاب رؤوس الأموال، كيف تطمئنونهم بالمستقبل إذا ما وصلتم أنتم إلى السلطة؟

ج/ كإصلاح؟

 

س/ كإصلاح و"مشترك"؟

ج/ إذا قلت كإصلاح فأنا أقول لك ليس هناك مشروع لتفرد الإصلاح بعيداً عن المشترك في السلطة على الإطلاق.. نحن ندرك أن الحاجة ماسة إلى أن يستمر المشترك على الأقل لدورتين أو ثلاث دورات انتخابية قادمة.

"كمشترك" نحن نسعى جاهدين وسنستمر لتبيين وجهة نظرنا وطمأنة مختلف أطراف المجتمع على سلامة وجهة نظرنا وأنها ليست ضد أحد..

 

س/ هناك مخاوف من عمليات تصفية حسابات أو إجراءات انتقامية ستأتي فيما بعد.. فأنت تعرف بأن النظام عمل منظومات تحالفات كبيرة، قبلية، وتجارية، واجتماعية.. هل هذه المنظومة ستتعرض لاستهداف؟

ج/ "ثورة" التغيير كان في طليعة أهدافها التخلص من الحكم، وسيطرة عائلة علي عبدالله صالح السيطرة الهمجية على السلطة، وعلى هذا النظام الجمهوري.. أما نحن فليس لنا موقف من المؤتمر الشعبي ولا من أي تجمعات ولا من أي قطاعات تجارية ولا سياسية، بالعكس نحن نعتقد كما قلت لك سابقاً اليمن لن تبنى إلا بتحالف واسع يشمل جميع أبنائه، وبالتالي نحن خطتنا في الحوار الوطني أن يجلس جميع اليمنيين جهات واتجاهات على طاولة حوار وطني يرسمون فيه معالم المستقبل.

 

س/ كيف ستتعاملون مستقبلاً مع ملفات شائكة مثل (تنظيم القاعدة، الحوثيين، دعاة دولة الخلافة الدولة الإسلامية في اليمن)؟

ج/ أولاً ما يتعلق بتنظيم "القاعدة" هو ليس تنظيماً له رؤية وطنية، هو تنظيم يعلن عن نفسه كتنظيم دولي يريد أن يحرر الكرة الأرضية، فمكانهم سطح القمر، يذهبون إليه ومن هناك يناضلون لتحرير الكرة الأرضية.. يعني ليس للقاعدة برنامج سياسي خاص أو رؤية خاصة باليمن، فنحن نعتبرهم خارج إطار العملية السياسية، وبالتالي لا بد من معالجة قضية "الإرهاب" كآفة وطنية، وتحد وطني يجب أن يعالج معالجة شاملة وكاملة، ويجب أن لا يسمح اليمنيون بأن تصبح اليمن مأوى للمتطرفين والإرهابيين والقتلة..

 

س/ معالجتها حتى بالسلاح؟

ج/ يجب أن تكون معالجتها متكاملة، المعالجة السياسية، والأمنية، والعسكرية، والاقتصادية، معالجة متكاملة، لكن لا يستخدم السلاح إلا عندما تفشل وسائل المعالجات الأخرى.

وبالنسبة للحوثيين كطرف وطني يجب أن يكونوا على طاولة الحوار الوطني.

دعاة الخلافة الإسلامية إذا كنت تقصد حزب التحرير...

 

س/ (مقاطعاً).. أنا لا أقصد حزب التحرير.. أقصد عندكم في الإصلاح هناك من يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في اليمن؟

ج/ نحن نعتقد أن شكل الدولة الإسلامية التي أعقبت وفاة النبي عليه الصلاة والسلام كانت عملية وضعية، بنت ظرفها الزماني والمكاني، نحن اليوم نطمح إلى وحدة الأمة الإسلامية، لكن ليس عبر ذلك الشكل من الدعوات، نحن نطمح أن تتوحد الأمة أن يكون لها سوق إسلامي مشترك، سوق عربي مشترك.. ونعتقد أن تجربة دول الخليج (مجلس التعاون الخليجي) تجربة رائدة في هذا المجال، يمكن أن تصبح تجربة يحتذى بها في هذا الجانب.

 

س/ ما هو موقف الإصلاح من بعض التهم الغربية ضد شخصيات ورموز في قيادته مثل الشيخ الزنداني مثلاً.. كيف ستتعاملون مع قضيته وهو مطلوب أمريكياً بتهمة "الإرهاب؟

ج/ الأستاذ الشيخ عبد المجيد الزنداني هو قيادي في الإصلاح، وأيضاً قدم نفسه كداعية وعالم في المجتمع، وأعتقد أنه من حق أي إنسان أن يقول أي رأيي، لكن لا يحمل السلاح ضد أحد، هذه هي النقطة الفاصلة بين من يطرح آراء سواء قبلها الناس أم لم يقبلوها هذا من حقه، حرية فكر.. ما يتعلق بدعوة الأميركان، هم تحدثوا عن تجميد أرصدة.. والشيخ عبد المجيد ليس لديه أرصده كما تحدث هو وأعلن، ولا هو من رجال المال والأعمال.

 

س/ الأميركان هم طالبوا الرئيس علي عبدالله صالح بتسليم الزنداني؟

ج/ هذا ليس صحيحاً.. ما نعلمه أن قرار وزارة الخزينة الأميركية بحق الشيخ الزنداني قرار في إطار تجميد أرصدته المحلية، ونحن نعتقد أنه يمكن بالحوار المفتوح مع الولايات المتحدة ستتضح الحقائق.

 

س/ لم تتحاوروا معهم حول هذه المسألة حتى الآن؟

ج/ يمكن حصل حوار في مرحلة سابقة، كان حواراً محدوداً في عهد السفير السابق.

 

س/ ولم تصلوا إلى نتائج؟

ج/ ربما كان النظام يحب يستخدم ورقة الشيخ عبد المجيد كورقة ابتزاز.. لكن نحن أيضاً نعتقد أنه من المهم كإصلاح، والشيخ عبد المجيد كشخص، أن نبادر لطمأنة المجتمع الأميركي والحوار معه في نفس الوقت.

 

س/ ألا تعتقد بأنكم تبالغون في إلصاق التهم بهذا النظام.. أليس لعلي عبدالله صالح أي حسنات حتى في فترات تحالفكم معه؟

ج/ نحن لسنا في مقام الحديث عن الحسنات والسيئات.. لكن هذا النظام فقد صلاحيته وعليه أن يرحل.. فالدواء الذي يستخدم لمعالجة المرض عندما يفقد صلاحيته يتحول إلى داء، فليس هناك حل إلا التخلص منه.

المصدر : صحيفة الغد
تعليقات الزوار
1)
اليمن الحبيب -   بتاريخ: 26-01-2012    
ان كذب هذا الدجال قد تجاوز كل حدود اللياقة والاخلاق وعملية اجتثاث المؤتمر قد بدأت في الوظائف الرسمية التي اصبح المتنفذين عليها اصحاب الحزب الاشتراكي وعليك ان تعرف ان ابن دغر دشن عملية الإقصاء والاجتثاث والجميع يعرف ان ابن دغر مؤتمري في الظاهر واشتراكي من الباطن ولهذا باع الاتصالات ورجالها لكي يحتلوها الاشتراكيين وعليكم ان تعرفوا هذا ان ماعمر ذيل الكلب ينعدل
2)
د - ابوبكر محسن الحامد -   بتاريخ: 27-01-2012    

نزع السلاح

اجمل مافي هذا الحوار الاتجاه الى قيام دولة مدنية واجمل ما في هذا الاتجاه نفسه رفض حمل السلاح وتوزيعه وبالتالي - ضمنيا - عقوبة من يخالف ذلك ---

ان نزع السلاح من الافراد والجماعات امر في غاية الاهمية وهو من اولويات الاستقرار الذي يطمح اليه كل فرد عاقل-- فلنبدا بنزع السلاح اولا فهل من مستمع -- والله من وراءالقصد

Total time: 0.0784