أكد الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد أن اليمن يشهد تحولا "فرضته إرادة الشعب والشباب خاصة ،في التغيير الذي قال أنه - وفق رؤية الكثيرين- لم يكتمل بعد، لعدم قناعة قوى رئيسية في اليمن كالحراك الجنوبي والحوثيين وقطاع من شباب التغيير، بما يجري من إجراءات متسقة مع المبادرة الخليجية.
وقال في حوار مع مجلة روز اليوسف المصرية الاسبوعية إنه كان يأمل مشاركة الحراك الجنوبي والحوثيين كقوى أساسية في الإنتخابات الرئاسية وشريكة في صناعة التحول الحاصل في اليمن. معتبرا بالمناسبة "أن المشاركة أو عدم المشاركة في تلك الانتخابات الرئاسية ينصب في إطار الحرية".
وبينما أكد ناصر على أن من حق أي حزب أو مكون أو مواطن التصويت في الانتخابات من عدمه،فقد رفض مبدأ اللجوء إلى العنف في فرض المقاطعة وقال: "لا ينبغي أن يلجأ أي طرف إلى العنف في فرض إرادته".
ووصف الرئيس ناصر الحصانة القضائية الممنوحة للرئيس السابق على عبدالله صالح بالـ"بالونة" التي قال أنها "ستنفجر يوماً ما"، مؤكدا بالمناسبة استمرار الثورة اليمنية في حال بقاء الوضع على ما هو عليه ، لحين إحداث التغير المنشود.
وأدان علي ناصر محمد المجازر التي ارتكبت بحق أبناء الشعب اليمني في الجنوب والشمال، وأكد أن هذه الجرائم "لا تسقط بالتقادم ولا بالاتفاق سواء تحدث عنها المجتمع الدولي أم ظل صامتاً أو شارك في تسويات لإسقاطها".
وقال: "من المعلوم أن الحق العام قد يتم تجاوزه في إطار تسوية معينة لكن الحقوق الخاصة لاتسقط إلا بإقرار ورضا أصحاب الشأن أنفسهم كما أن المصالحة لا تتم إلا وطنياً وبإسناد شعبي".
ودعا الرئيس ناصر ، حكومة محمد سالم باسندوة ، إلى "القيام بدورها في معالجة القضايا الساخنة في هذه المرحلة التاريخية كقضية الجنوب وصعدة والاستجابة لمطالب الشباب والبدء في عملية محاربة الفساد وتنمية اقتصاد الوطن وتوفير فرص العمل وإيجاد مناخ يسمح بالمقاضاة العادلة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ليلمس المواطنون التغيير واقعاً معاشاً ينعكس على مختلف مستويات معيشتهم"
وفي حين طالب ناصر بحوار مع قوى الحراك والحوثيين وشباب التغيير من جانب، وأن تبقى ساحات التغيير والحرية ضامناً لاستكمال أهداف الثورة من جانب آخر. فقد تمنى ان يتحول حديث النخب السياسية في الشمال حول "القضية الجنوبية" خلال الأشهر الماضية الى افعال ونتائج ملموسة. محذرا في ذات الوقت من تجاهل القضية الجنوبية التي قال أنها:" أصبحت تحتل المرتبة الأولى"، معتبرا تجاهلها وعدم تحول حديث السياسيين في الشمال حولها إلى واقع ملموس ، يعني إن القضية الجنوبية ستكون هي الأولى في الضمير الجمعي"- وفق تعبيره.
وأدن الرئيس علي ناصر "العنف الذي حدث في عدن ولحج وغيرها أياً كان مصدره"، وقال: "كلنا نعلم بأن شعبنا لا ينجر لمواجهات وإنما يتعرض للعنف على الدوام ويتم استثمار التوتر لتصفية حسابات من لا يهمهم أمن المواطنين وسلامتهم".
واعتبر علي ناصر أن "تسنم هادي هرم السلطة تم بالتوافق"، داعيا رئيس الجمهوري عبدربه منصور هادي إلى القيام بواجبه التاريخي وأن يحقق الآمال المعقودة على تسنمه رأس السلطة. داعيا اياه الى اجراء حوار هادئ مع القوى السياسية لحل الازمات التى تواجه اليمن.
وأبدى علي ناصر محمد تأييدا غير مباشر للمبادرة الخليجية، حيث قال: لست طرفا في المبادرة لكننا نبارك أي جهد يفرز حلولاً عادلة لقضايا اليمن الرئيسية وينعكس إيجاباً على المصلحة العامة ولا يتعارض مع أهداف الثورة التي خرج الشباب من اجلها بصدور عارية وقدموا في سبيلها لغالي والنفيس".