أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

بينما شيشاني يؤكد أن القاعدة تستفيد من غياب السلطة وهشاشة الأمن.. د. العزاني: أي ضغط لإزاحة أقارب صالح سيوازيه تسليم لبعض مقرات الجيش للقاعدة

- سامي الصوفي

ي الوقت الذي وسع فيه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، نشاطه وعملياته الهجومية في اليمن مستهدفاً قوات الجيش والأمن، مثلت العملية الهجومية التي استهدفت قوات الجيش اليمني المرابط في محافظة أبين يوم الأحد المنصرم مادة إعلامية خصبة، أظهرت بأن هذا التنظيم بات يمتلك من القوة ما تجعله يهاجم معسكرات جيش نظامي. 
الهجوم الأخير على قوات الجيش في أبين الذي أسفر عن مقتل مائتي جندي، وأسر 56 آخرين وجرح العشرات.. بحسب ما تناقلته وسائل إعلامية متعددة ـ كانت محوراً لإحدى فقرات نشرات قناة "بي بي سي" عربي مساء أمس واستضافت كلاً من والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في القناة/ مراد شيشاني، والكاتبة الصحفية اليمنية/ ميساء شجاع الدين.. حيث أشار الدكتور/ العزاني إلى أن الوضع الانتقالي في اليمن يحصل فيه نوع من الفراغ في السلطة سواء كان أمنياً أو عسكرياً أو سياسياً.. وأن هناك تحولات مهمة وهو إعلان الرئيس اليمني الجديد/ عبدربه منصور هادي عن مواجهته للقاعدة بكل حزم وقوة.. موضحاً أن العلاقة مع القاعدة ما قبل هذه المرحلة قوية جداً وأن القاعدة تستخدم أو أن السلطة والقاعدة تستفيد من بعضهما بطريقة مباشرة وغير مباشرة.. ولإبقاء معركة القاعدة قائمة من أجل بقاء النظام نفسه في السابق. 
وأضاف "أعتقد أن التحول الأساسي الذي طرح مسألة مواجهة القاعدة كتحول الرئيس دفع القاعدة على أنها تتحرك بمثابة إعلان حرب مفتوحة على كل شيء في البلد إلى جانب آخر هو أن التغيرات المزمعة التي يفترض أن تحصل بشكل سريع في توحيد القوات المسلحة والأمن والتي سوف تضع الكثير من أقرباء صالح خارج قيادة المؤسسة العسكرية. 
وأشار إلى أن المعركة الأخيرة في أبين كانت بوجود تراخٍ وتواطئ، معزياً ذلك إلى أن هذه رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي بأنه أي ضغط باتجاه إزاحة هؤلاء من السلطة "أقارب صالح" سوف يوازيه تسليم لبعض مقرات الجيش للقاعدة. 
وفي ذات السياق قال الدكتور العزاني إن تنظيم القاعدة جزء من نسيج المجتمع ولكنهم ليسوا تنظيماً محلياً بدرجة رئيسية، معللاً بقوله القاعدة تنظيم عالمي له أجندة، له امتدادات عالمية ويمتلك بعض الأدوات المحلية ويستفيد من الثغرات والاختلالات القائمة في الداخل.. 
ومتابع بقوله: القاعدة كحالة ليس كتنظيم فقط هي مشكلة مركبة في اليمن وفي غير اليمن، وقد تبدو في اليمن أكثر تجلياً نتيجة أن اليمن يعتبر ضعف حلقات المعادلة العربية في الوقت الراهن.. ولكن حالة التركيب لا تتجلى فقط في العامل المسلح الذي يجري على الأرض، لأن العامل المسلح هي آخر حلقات عبر القاعدة ولكن المسألة أكثر تعقيداً لأنها تجد نفسها في البعد الاقتصادي بدرجة رئيسية والاستفادة من حالة الفقر والمعاناة التي يمر بها المواطنون في مناطق معينة وبهذا نلاحظ أن القاعدة تتحول من العمل من تحت الأرض إلى فوق الأرض وتستفيد من هذه الحالة وتقدم خدمات أيضاً إذا استطاعت. 
وأضاف العزاني هناك البعد الفكري أيضاً وهو مهم جداً والقاعدة ليست الوحيدة التي تنفرد بمسألة التفكير وإباحة الدماء.. لكن هناك جذور فكرية،لا استطيع أن أشير إلى فتوى صدرت عن 70 رجل دين يكفر فيها إحدى الثائرات الموجودات في الساحات لأنها ربما خانها التعبير في هذه المسألة أو تلك، لكن لا أحد منهم الآن يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة تجاه مذبحة ذهب ضحيتها أكثر من 200 جندي يمني، هذه المفارقات.. متابع حديثه أيضاً تمتد المسألة إلى ما هو أعمق إلى التوظيف السياسي لهذه المسألة وللاعبين الذين يقفون خلف الستار في هذه المسألة.. منوهاً إلى أن المشكلة تقف في التفرد بالنسبة للمعالجة الدولية لهذه المسألة.. أي التفرد بالحل الأمني دون النظر إلى المسألة كمشكلة معقدة وكبيرة وبحاجة إلى معالجات آنية وحالات متوسطة الأجل إلى بعيد الأجل. 
من جانبه نفى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مراد شيشاني أن يكون تنظيم القاعدة متواطئاً مع النظام السابق، حيث قال إن من الواضح أن أنصار الشريعة هي ذراع جديدة خلفتها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كما تصف نفسها ومن التعسف الحديث على أنها في يد النظام، حيث أن القاعدة من المعروف أنها تواجه السلطات اليمنية وفي الجوار السلطات السعودية منذ أعوام.. 
وأضاف الشيشاني أن تصاعد العمليات التي تنفيذها أنصار الشريعة والتي تأسست منذ عام إلى الآن ـ لا يمكن ربطها مباشرة بضعف السلطة باعتبار أن هناك نوعاً من المؤامرة. 
وأشار مراد إلى أن حقيقة الأمر والواضح جداً أن التنظيم يستفيد من غياب السلطة المركزية والهشاشة الأمنية في بعض المناطق باليمن وبالتالي يستعيد نشاطه وقد استعاده منذ منتصف العام الماضي وهذا ليس جديداً، عندما نتحدث عن أنصار الشريعة "كانت ردة فعل على قضية ما يعرف بالربيع العربي"، وكان هناك نوع من الحركة والتحرك نحو استقطاب القبائل في اليمن في العديد من المناطق وقد تم مؤخراً استقطاب مثل طارق الذهب شيخ من قبائل قيفة كان من المنضمين أو المتحالفين مع تنظيم القاعدة ورأينا أيضاً أن هناك تغلغلاً في تنفيذ الخدمات اليومية وتقديم بعض الخدمات العامة التي لم تستطع السلطات أن تقدمها.. لكن من الضروري الإشارة إلى أن الحركات الشبابية في اليمن كانت قد همشت تنظيم القاعدة والتيار السلفي الجهادي ليس فقط في اليمن بل في الربيع العربي. 
وفي رد على سؤال هل نستطيع القول إن القاعدة تحاول تقديم نفسها بشكل جديد لاستقطاب مزيد من الأنصار ومن جهة تحاول القيام بضغط ما على السلطات من أجل احتلال حيز أكبر من المشهد السياسي؟! 
قال المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية إن تنظيم القاعدة عموماً ينظر لمسألة اليمن ووجوده في اليمن أنه صراع قائم مع السلطات، لكن في المقابل هناك كسب المحليين على الأرض والقبائل تحديداً والانخراط في المجتمع اليمني يعد نوعاً من الإستراتيجية الأساسية التي بدأوا فيها منذ اندماج العناصر السعودية مع العناصر اليمنية في عام 2009م وتم تأسيسه في جنوب الجزيرة العربية، لكن الآن هم يتحدثون عن الانخراط في المجتمع بتقديم أنفسهم كبديل للسلطات القائمة في اليمن. 
إلى ذلك قالت الكاتبة والصحيفة ميساء شجاع الدين خلال حديثها مع القناة إن هناك ثلاثة حوارات فكرية مع تنظيم القاعدة الذي أدارها القاضي/ حمود الهتار من سابق وقد نجحت نسبياً ليس بشكل كبير وأنه يمكن تقييم هذه العملية والاستفادة منها.. معتبرة أن عملية تنظيم القاعدة ليست حواراً فقط.. مضيفة نحن نريد تغيير المنظور الأمني لهذه العملية، منوهة إلى الضربات الجوية التي يقوم بها الطيران الأميركي بدون طيار وما تعكسه من تأثير نفسي عند الناس.. وذلك بوجود عدد كبير من النازحين الذين يصلون إلى أكثر من ستين ألف من أبين وأن الأوضاع والأحداث التي حدثت في صنعاء وتعز وغيرها من المناطق اليمنية غطت بشكل كبير ما يحدث في أبين من وضع مأساوي. 
وتطرقت الصحيفة اليمنية ميساء إلى أسباب استثناء القاعدة من دعوتهم للحوار على الساحة اليمنية من بين الفئات، بقولها القاعدة هي تنظيم فكري دولي بمعنى فكر مستورد وليس يمنياً، ومع ذلك لا نستطيع التعامل مع القاعدة بشكل مباشر لأنه لا يوجد لها ممثلون يعبرون عن مشاكلهم وقضاياهم كي يتم الحوار معها. 

المصدر : متابعات

Total time: 0.0408