اخبار الساعة
معالي رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
معالي الأمين العام للأمم المتحدة
أصحاب الفخامة والسمو أصحاب المعالي والسعادة
باسم حكومة وشعب الجمهورية اليمنية أتقدم لكم السيدة الرئيسة ولجمهورية الإكوادور الصديقة بخالص التهنئة على توليكم رئاسة الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة متمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح كما أشكر سلفكم على الجهود المتميزة التي بذلها في إدارة الدورة السابقة .
وأتقدم بالشكر الجزيل لمعالي السيّد الأمين العام للأمم المتحدة على كافة الجهود المخلصة والمتميزة التي يبذلها ومن ذلك جهوده للدفع بعجلة السلام في بلادي اليمن ، والشكر موصول لمبعوثه الخاص السيد مارتن غريفيثس على جهوده المتواصلة التي نباركها .
السيد الرئيس، الحضور الكرام.
أقف أمامكم من على هذا المنبر للمرة الرابعة منذ العام 2015 و نحن مازلنا نخوض حرباً فرضت على شعبنا اليمني العريق من قبل ميليشيات مسلحة مدعومة من قبل ايران وحزب الله، دعماً مالياً واعلامياً وعسكرياً ولوجستياً ، مليشيات متطرفة تستخدم كل اساليب العصابات من تفجير المنازل ودور العبادة وزراعة الالغام بعبثية غير مسبوقة وتجنيد للأطفال بالقوة ، وجمع للاموال والإتاوات بالإكراه ، ومصادرة للحريات والحقوق، وعبث بالمؤسسات والهيئات ، ولكني كذلك أخاطبكم والحكومة اليمنية وكافة السلطات المحلية والهيئات الحكومية تعمل جاهدة من العاصمة المؤقتة عدن وفي كل المحافظات المحررة على استعادة الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات وبناء دولة ديمقراطية مدنية اتحادية ، تحترم فيها حقوق الإنسان وتصان فيها كرامة المرأة والشباب وحقوق الطفل وكافة الشرائح المهمشة في المجتمع، وتحقق مبادئ العدل والمساواة والاستدامة وذلك وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنبثق عن المبادرة الخليجية واليتها التنفيدية وقرارات مجلس الامن ذات الصِّلة.
السيد الرئيس، الحضور الكرام
لقد أكدت لكم سابقاً ومن على هذا المنبر أن المعضلة اليمنية ليست خلافاً سياسياً يمكن احتواءه بالحوارات وقلت إنه حتى ليس انقلاباً بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل أنه تعدى ذلك كله من خلال محاولات ضرب أسس التعايش بين اليمنين ومعتقداتهم الوسطية وثوابتهم الوطنية التي أرستهما ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.
إننا نتصارع مع جماعة دينية معقدة ، فهي سياسياً تؤمن بحقها الحصري في الحكم باعتباره حقاً إلهياً وترمي بكل القيم العصرية من الديموقراطية وحقوق الانسان عرض الحائط ، وهي اجتماعياً ترى نفسها عرقاً مميزاً يطالب الشعب بالتبجيل والتقديس ، وهي جماعة تستخدم كل اساليب العنف الذي مزق المجتمع وخلق الكراهية في الشعب ، وهي وطنياً جماعة باعت ولاءها الوطني وتعمل كوكيل حرب لصالح إيران وحزب الله.
ومن هنا تفشل كل محاولات السلام المتعددة مع هذه الجماعة بالرغم من محاولاتنا وتنازلاتنا الكبيرة من اجل احلال السلام في اليمن .
ومن هذا المنطلق أدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في الضغط على إيران لإيقاف تدخلها في اليمن ودعمها للمليشيات الحوثية التابعة لها لكي تنصاع للقرارات الدولية ولجهود السلام، فلقد أخبرتكم مراراً من على هذه المنصة بما تقوم به إيران من تدخلات سافرة في اليمن ابتداءً بتمويلها للمليشيا الحوثية بالسلاح والصواريخ والمعدات والخبراء ، مروراً باستهداف المياه الإقليمية والدولية وتعريض الملاحة الدولية للخطر وانتهاء بسياسة اغراق البلدان بالمخدرات وتجارتها ودعم الإرهاب بشقيه الحوثي والقاعدة وداعش.
السيد الرئيس، الحضور الكرام.
لقد ظلت الحكومة اليمنية تمد يدها للسلام في كل جولة من جولات المشاورات ابتداءً من بييل وجنيف ومروراً بمشاورات الكويت وحتى عودة وفد الحكومة التشاوري من جنيف مطلع الشهر الجاري. لقد ذهب وفد الحكومة اليمنية رفيع المستوى الى جنيف وهو حريص على استغلال هذه الفرصة لتحقيق مكاسب تخفف من معاناة أبناء شعبنا وتلمس أي فرصة للسلام الا أن تعنت وصلف مليشيات الحوثي الانقلابية خيب رجاء اليمنيين في تحقيق أي تقدم يذكر حتى على المستوى الانساني وهو ماعهدناه من هذه الجماعة الارهابية .
إنني أؤكد من هذا المكان مجدداً استعدادنا للسلام ، فنحن لسنا دعاة حرب وانتقام، بل دعاة سلام ووئام، لأننا نشعر بمسؤوليتينا الكاملة عن كل ابناء شعبنا اليمني الصابر، لكنه السلام المستدام القائم على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية ، فاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب بكل مظاهره واشكاله وسيادة الدولة على كامل التراب الوطني واحتكارها لامتلاك السلاح المتوسط والثقيل هو المدخل الوحيد لاستقرار اليمن وما دون ذلك ليس سوى تأجيل وتحضير لجولات وجولات من الحرب والصراع.
غير اننا نعلم أن السلام لا يأتي بالدلال والمجاملات للعصابات من قبل بعض الدول الاعضاء ، بل يأتي بتطبيق القرارات الدولية والحزم في تنفيذها .
إن الطريق الى السلام يبدأ في جدية الدول الأعضاء في تنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها القرار ٢٢١٦ الذي يدعوا الى انسحاب الحوثيين من المدن والمؤسسات وتسليم الحوثيين للسلاح دون قيد او شرط ، ومن هنا انني اطلب من مجلس الأمن بالحزم في تنفيذ قرارته و ان يكون كما عهدناه في رعايته وإشرافه على التحول السياسي في آليمن ومشوار الحوار الوطني الذي استمر اكثر من عام ، وفيما يخص جهود الحكومة اليمنية في حماية المدنيين لاسيما النساء والأطفال، فأنني أود التأكيد على التزام الحكومة اليمنية بحماية المدنيين والعمل على عدم استهداف أية مواقع للمتمردين يتواجد فيها المدنيون سواءً كانت مدارس أو مستشفيات أو مناطق سكنية، كما أن اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان، وهي لجنة وطنية مستقلة، تحقق في كل الاداعاءات المتعلقة بأية انتهاكات حاصلة من أي جهة كانت ، كما تم توجيه كافة الوحدات العسكرية التابعة للجيش اليمني بمنع تجنيد الأطفال والعمل على حمايتهم واعادة تأهيل أولئك الذين تم القاء القبض عليهم وهم يقاتلون في صفوف المتمردين واعادتهم الى المدارس.
السيد الرئيس، الحضور الكرام.
لا يخفى على أحد الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه بلادنا جراء الحرب حيث عبثت المليشيات الانقلابية بموارد البلاد واحتياطاتها الداخلية والخارجية، والذي كان له بالغ الاثر على المواطنين. ولمواجهة ذلك ولوقف التدهور المستمر قمنا بحزمة من الاجراءات كان آخرها في الشهر الماضي بتشكيل اللجنة الاقتصادية وخولناها الى جانب الحكومة باتخاذ كل الاجراءات الضرورية اللازمة لوقف التدهور في سعر العملة الوطنية ولبلورة رؤى اقتصادية شاملة يمكنها التكيف مع الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا. وقد اتخذت الحكومة واللجنة الاقتصادية والبنك المركزي جملة من المعالجات واصدرت العديد من التوجيهات الفورية لتوفير الظروف المناسبة لمواجهة هذا الوضع الاقتصادي الصعب ،ومن ذلك تهيئة الظروف لتصدير النفط والغاز ومنع خروج العملة الأجنبية ووقف استيراد السلع الكمالية ورفع معدل الفائدة وغير ذلك ، كما ساهمت الوديعة السعودية - التي لم تكون الأولى - في الحد من تدهور سعر العملة وتخفيف الأزمة الاقتصادية ، ولازالت بلادي اليمن تحتاج دعم الجميع اكثر من اَي وقت مضى.
السيد الرئيس،،، السيدات و السادة،
إن الجمهورية اليمنية، رغم محدودية الامكانات والظروف الراهنة التي تمر بها، تشارك وبصورة صادقة وفاعلة في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والذي يمثل تهديداً لم يسبق له مثيل على السلم والأمن والتنمية، وفي إطار التوجه الوطني الشامل لمكافحة آفة الإرهاب فأننا في الحكومة لم ولن نتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمحاربة تمويل الارهاب وغسيل الاموال فنحن حريصون كل الحرص على الاستمرار في تنفيذ قانون مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب. كما دأبت الحكومة على تشديد الرقابة على التعاملات المالية المشبوهة وتعزيز التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات مع كل الجهات الدولية والإقليمية ذات العلاقة، كما ان الحكومة اليمنية لا تألوا جهدا في محاربة المخدرات والإتجار بها واستخدامها لدعم وتمويل الاٍرهاب المتمثل في المليشيات الحوثية والقاعدة وداعش ، وادعو دول العالم الى التعاون والتنسيق لمكافحة جريمة تهريب الآثار واستغلالها لتمويل المليشيات والجماعات الإرهابية.
السيد الرئيس، الحاضرون جميعاً.
إنه لمن حسن الطالع أن يصادف اليوم احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالذكرى السادسة والخمسون للثورة اليمنية الخالدة ثورة الـ 26 من سبتمبر التي أعلنت النظام الجمهوري الديمقراطي في اليمن منذ أكثر من نصف قرن و نتذكر بفخرٍ و اعتزاز أمجاد اليمن و نضالات أبطالها الأحرار و نؤكد لأبناء شعبنا أن مشوار التضحيات الذي بدأه اليمنيون ضد التخلف و الإمامة والظلم والاستبداد السلالي الكهنوتي يكتمل اليوم بتضحيات الأبطال المدافعين عن الثورة والجمهورية والوحدة وأنه لا يمكن ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين القبول بعودة الإمامة الكهنوتية بنسختها الجديدة التي تمثلها ميليشيات الحوثي والعودة باليمن الى عصور الظلام والاستبداد. اليمن أصل العروبة ومنبعها وستبقى اليمن شامخة عزيزة موحدة في ظل نظام اتحادي عادل يلبي طموحات وتطلعات هذا الشعب العظيم. تحزنني كل قطرة دم تسفك في كل شبر من أراضي اليمن وأشعر بمسئوليتي امام الله والشعب في وقف نزيف الدم الذي يسيل بفعل هذه الحرب المفروضة على شعبنا ، ومن هنا سنواصل العمل بإيجابية وصبر مع كل الجهود الأممية وسنقدم الغالي والنفيس من أجل استعادة السلام والأمن والاستقرار والتقدم من واقع مسؤوليتنا تجاه معاناة وتضحيات شعبنا في كل أجزاء الوطن الغالي والذي يناضل اليوم من اجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمع عليها اليمنيون من كل الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية بما فيها الحوثيون أنفسهم وتم صياغتها في مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أود هنا باسمي ونيابة عن الشعب اليمني أن أشكر المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً صاحبة الدور الريادي في التخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن عبر ما تقدمه من دعم مستمر في كافة أعمال الإغاثة الإنسانية وإعادة الاعمار، وخصوصاً البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي يعد تجربة تنموية متميزة في مجال تنمية المناطق المضطربة ولقد بدأت أثارها الإيجابية تتضح على الاقتصاد و المواطن اليمني في مختلف المناطق المحررة.وكذا الشكر الجزيل للمؤسسات الانسانية لدول التحالف العربي والدول المانحة الشقيقة والصديقة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة على الجهود الإنسانية الاستثنائية التي تبذلها. كما أجدها فرصة سانحة لأجدد دعوتي إلى جميع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها نحو خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وبذل المزيد للتخفيف من معاناة اليمنيين.
السيد الرئيس، الحاضرون الكرام.
تزداد معاناة الشعب الفلسطيني يوماً عن سابقه بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية و التي تشكل أبرز أسباب التوتر في منطقة الشرق الأوسط، لقد طال انتظار الشعب الفلسطيني لحل عادل يضمن إقامة دولته المستقلة و إنهاء معاناته. و في هذا الاطار، نناشد المجتمع الدولي الاستمرار في تقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتتمكن من ممارسة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.
السيد الرئيس،،، السيدات و السادة،
أتمنى أن تكلل أعمال الجمعية العامة بدورتها الحالية بالنجاح و التوفيق، وأن تعود دورتنا القادمة وقد حل السلام في ارض اليمن وفي كل ربوع الأرض .
ودعوني في ختام كلمتي هذه ومن على منصة الامم المتحدة أن احيي كافة ابناء شعبنا اليمني العظيم في مختلف الجبهات والميادين الذين يناضلون من اجل بناء اليمن الاتحادي الجديد ، يمن العدالة والمساواة والحكم والرشيد. واهنئ كافة ابناء شعبنا اليمني العظيم في كل مكان بمناسبة الذكرى السادسة والخمسون لثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة والذكرى الخامسة والخمسون لثورة ال 14 من اكتوبر الخالدة ، ولكل الشرفاء والأحرار والمناضلين اقول لهم بأن الانتصار لاهداف سبتمبر وأكتوبر هو في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء اليمن الاتحادي الجديد بأقاليمه السته.
الرحمة لشهداء اليمن الأحرار. والعافية لجرحاها الميامين والحريّة للمختطفين .
أشكركم مجدداً، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.