زيارة ميدانية وفعاليات لمركز عاد ومؤسسة وعي ومبادرة تنمية قادة المستقبل بالتعاون مع مؤسسة بيت النور في مدارس نازحي أبين
بتاريخ 2012-03-16T10:22:20+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (2575) قراءة
اخبار الساعة - صنعاء
قام مركز "عاد" للطفولة والشباب ومؤسسة "وعي" لحقوق الإنسان ومبادرة "تنمية قادة المستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "بيت النور" بزيارة ميدانية مساء يوم الجمعة الفائت إلى مدرسة "ابن خلدون" الحكومية التي تحوي العشرات من أسر نازحي محافظة أبين في مديرية التواهي بمحافظة عدن، للجلوس معهم وتفقد أحوالهم ومشاركتهم فعاليات وأنشطة متنوعة.
نظم مركز "عاد" للطفولة والشباب معرض رسم حر للأطفال في ساحة المدرسة، ورسم ما يقارب 40 طفلًا من أطفال النازحين بمخيلتهم البريئة وألوانهم التي تداخلت بشكل جميل رسومات تعبيرية عن رغبتهم بالعودة إلى ديارهم في محافظة أبين، تنوعت رسومات المشاركين من رسم لمنازل سليمة وأخرى طالتها الخراب والتدمير، نتيجة المواجهات المسلحة، ورجال ونساء في المزارع مع الثور والمحراث، وآخرين رسموا المدارس والمساجد والطبيعة بمختلف عناصرها، وأشار الناشط/عاد نعمان إلى ضرورة ممارسة الأطفال للرسم والتعبير الحر، كوسيلة للتعبير عن أنفسهم وعما يفكرون به، وهو نوع من الإبداع والتهذيب، وبعد الإنتهاء من الرسم على الورق قام بعض الناشطين الشباب بالرسم على وجوه الأطفال النازحين بالألوان المختلفة.
وفي سياق الزيارة، قامت مؤسسة "وعي" لحقوق الإنسان بإقامة حلقة توعية بعنوان (حقوق النازحين والعودة الآمنة)، استهدفت حوالي 30 امرأة من النازحات في أحد صفوف المدرسة، حيث تم توعيتهن بحقوقهن وفقاً لمواثيق الشرعة الدولية، وقد تطرقت الناشطة حنان محمد فارع رئيسة المؤسسة إلى سرد عدد من حقوق النازحين منذ لحظة نزوحهم مكرهين من مناطقهم وصولاً إلى ملجأ أمن، يؤمن لهم الاستقرار وتوفير متطلباتهم الأساسية.
وقد تضمنت هذه الحقوق، حق الحماية وشمل نواحي عديدة، وحق النازحين بالاعتراف بهم أمام القانون، اعتراف يؤمن الحماية لهم من الإساءات والتمييز، ويضمن صرف الحكومة لهم وثائق رسمية جديدة عوضاً عن الوثائق الضائعة، وحق الحصول على الرعاية الطبية والصحية المطلوبة بشكل دوري ومجاني تجنباً لانتشار الأمراض المعدية، والعلاج النفسي الخاص بحالات أصيبت بصدمات نفسية بفعل القتال المسلح في أبين، والحق العيش بكرامة وحرية تامة، وتشجيع الفرص الاقتصادية لهم، عبر تصميم وتنفيذ برامج تمكن النازحين (رجالاً ونساءً) من الحصول على دخل، وإنتاج غذائهم وملبسهم، وضرورة حصولهم على مستوى معيشي ملائم يجعلهم على قيد الحياة ويشعرهم بالكرامة.
كما شارك أعضاء مبادرة "تنمية قادة المستقبل" الأطفال النازحين بعض ألعاب التسلية والمرح، عملت على إدخال السرور إلى نفوس الأطفال الذين كانوا بحاجة لمثل تلك الألعاب، وأشار صفوان السيد أحد أعضاء المبادرة إلى أن بصمات الأطفال على القماش الأبيض كانت أغلبها باللون الأحمر، بما يعكس نفسيتهم التي لا تزال متأثرة بلون الدم، إثر ما عاشوه في محافظة أبين، وأنهم بحاجة ماسة للعب، وتجديد نفسيتهم وجعلهم يعيشون في عالم الطفولة.
وفي تصريح خاص لخديجة بن بريك/ نائب المشرف على النازحين في مدارس مديرية التواهي، قالت أن النازحين يمرون بظروف نفسية أفضل بكثير من بداية تواجدهم في المدارس، حيث يحاول النازحون أن يتكيفوا مع الوضع الحالي ومعيشتهم الموفرة لهم، إلا أن هناك بعض الأمور التي تقلقهم وتضيق عليهم، مثل خبر طردهم من المدارس، وأن عليهم إيجاد منازل ودفع الإيجار الذي لا يقدرون على توفيره، فهم بدون أعمال، بل أنهم لا يقدرون على توفير ابسط المواد الغذائية، وكذلك توقف المعونات الغذائية والصحية من المانحين.
وتضيف بن بريك أن المشرفين من الناشطين يقومون بما في وسعهم لترتيب أوضاع النازحين في المدارس مؤقتًا، والوقوف أمام انتقالهم إلى مكان آخر، فهم يعلمون أن الحكومة لن تقوم بشيء تجاههم، والأماكن التي سينقلون لها سيئة وغير صالحة للعيش، مشيرة إلى أن مشروع الحكومة في بداية أزمة النازحين وعدت بإقامة مخيمات مغلقة، لم ينفذ وكان مجرد كلام، وأن الكثير من المساعدات الخارجية التي يسمع عنها النازحين لا تصل لهم ولا يستفيد منها أغلب النازحين، والكثير من المواد الغذائية التي تم توزيعها لم يتقبلها النازحين من رداءتها، ولا توجد معلومات وإحصائيات صحيحة عن عدد النازحين في محافظة عدن لتوزيع الغذاء بشكل صحيح، مما يسبب عدم توازن ومراعاة عدد أفراد الأسرة، وكذلك بعض الصفوف والحمامات مغلقة من قبل مدراء المدارس، الذين يرفضون فتح أبوابها، وهناك من يقوم بتهديد النازحين بإخراجهم من المدارس عن طريق افتعال المشاكل معهم.
وتعتزم المكونات الشبابية السابقة القيام بتنظيم مثل تلك الفعاليات والأنشطة المتنوعة في عدد من المدارس التي تحوي أسر نازحي أبين، من إقامة معارض للرسم والتعبير وحلقات التوعية والنزول الميداني, ضمن ذات الفكرة التي تسعى إلى الاهتمام أكثر بالنازحين، والتأكيد على حقهم بالعودة وإعادة توطينهم في مناطقهم، وأن على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية القيام بحملة إزالة الألغام وجمع آثار ومخلفات الحرب وإخماد الصراعات وتحديد الآليات الملائمة لحماية عودة النازحين، وصرف التعويضات العادلة والمستحقة لهم وإعادة بناء البينة التحتية للمناطق المدمرة.