اخبار الساعة - سامي الصوفي
وأوضح تقرير نيويورك تايمز الأميركية بأن إيران نجحت على مدار الأشهر الماضية في توسيع تواصلها السياسي وكذلك شحناتها من الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين وغيرهم من الشخصيات السياسية في اليمن، الأمر الذي يعد - حسب مسؤولي المخابرات وعسكريين أمريكيين - محاولة مكثفة من قبل إيران لتوسيع نطاق نفوذها في جميع أنحاء المنطقة الكبيرة في الشرق الأوسط.
ويقول مسؤول أمريكي كبير إن مهربين إيرانيين مدعومين من قوة القدس (وحدة عمليات دولية تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني) يستعينون بقوارب صغيرة لشحن بنادق من طراز AK-74 وقذائف صاروخية وأسلحة أخرى لاستبدالها بالأسلحة القديمة التي يستخدمها المتمردون.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي وآخر هندي رفيع قولهما: إنه وباستخدام خدمة اعتراض المحادثات الهاتفية التي كانت تجرى بين المهربين وبين عناصر من قوة القدس أتاحها الأمريكيون فقد تمكنت السلطات اليمنية والهندية الساحلية من ضبط بعض الشحنات.
التقرير الأميركي أضاف: "إن نطاق التدخل الإيراني لا يزال غير واضح وكذلك لا يزال بعض المحللين السياسيين والمسؤولين اليمنيين مشككين بشأن التأثيرات التي تحظى بها شحنات الأسلحة.
وقال مسؤول أمني يمني رفيع المستوى إن إيران سعت مطلع العام الجاري، إلى إرسال مواد إلى اليمن تستخدم في صنع أجهزة متفجرة تعرف (بمتفجرات خارقة الدروع) أو (E.F.P) ، واتضح فيما بعد أن المواد شُحنت في سفن من تركيا ومصر ومن ثم استقرت في عدن ـ حسب الصحيفة الأميركية، ولفت إلى أن البضائع كانت في طريقها إلى رجال أعمال يمنيين تربطهم علاقة بالمتمردين المعروفين بجماعة الحوثي ، إلا أن الحكومة نجحت في اعتراضها.
وفيما يقول مسؤول في صنعاء إن إيران حقيقة تسعى إلى لعب دور كبير في اليمن حالياً، يؤكد مسؤولون أميركيون أن المساعدات الإيرانية لليمن، رغم صغر حجمها نسبياً، إلا أنها عبارة عن تدفق ثابت من البنادق الآلية وقاذفات القنابل والمواد التي تستخدم في تصنيع القنابل وملايين الدولارات التي يتم تسليمها بصورة نقدية، والتي تعكس نوعية الأسلحة والتدريبات التي توفرها قوة القدس لحكومة الرئيس بشار الأسد المحاصرة في سوريا.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنها أيضاً تعكس حملة واسعة النطاق تشمل المؤامرة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وما يبدو أنها محاولة مرتبة من جانب إيران لمهاجمة دبلوماسيين إسرائيليين في الهند وجورجيا مطلع العام الجاري.
وفي مقابلة أجريت معه مؤخراً، قال جون برينان ـ مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب :" ما نراه مجهود مكثف بشكل واضح من جانب إيران من أجل الحصول على الفرصة التي تمكنها من التواجد في عدد من المناطق والنشاطات".
ووفقاً لوكالة رويترز، نقلاً عن وزارة الدولة لشؤون الأمن القومي، فقد أعلنت السلطات في أذربيجان الأربعاء عن إلقائها القبض على 22 مواطناً أذربيجياً بتهمة التجسس لحساب الحرس الثوري الإيراني والتخطيط لمهاجمة الولايات المتحدة وسفارات إسرائيلية وكذلك شركة النفط البريطانية "بي بي".
ويقول محللون إن اليمن قد تصبح مفيدة للغاية في أي محاولات قد تقوم بها إيران للرد على احتمالية تعرض منشآتها النووية لهجوم من جانب إسرائيل ـ حسب التقرير.
وعلقت نيويورك تايمز: "لا يزال المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة مستمرين في محاربة الجيش اليمني في الجنوب , وجزء كبير في الشمال تحت سيطرة المتمردين الحوثيين".
ويتمدد المتمردون الحوثيون مباشرة عبر الحدود مع المملكة العربية السعودية، ويمارسون شكلاً من الأشكال المشابهة للمذهب الشيعي، ما يجعلهم حلفاء طبيعيين لإيران وقد خاضت تلك العصابة في حرب العصابات حرباً قصيرة مع المملكة العربية السعودية في العام 2009، ومن المحتمل أن يتم استخدامها كقوة حرب بالوكالة.
ويقول يحيى الجفري ـ القيادي في الرابطة، إحدى الأحزاب السياسية المستقلة في اليمن ـ إن "ايران تأمل في استخدام اليمن كنقطة ضغط على المملكة العربية السعودية وكل الدول في الخليج العربي".
وأشار تقرير التايمز إلى ما قاله مسؤول يمني وصفوه برفيع المستوى، بأنه أُبلغ بالمساعدات العسكرية الإيرانية من قبل جون بيرنان.
ويوضح أشخاص قبليون ودبلوماسيون وقادة سياسيون يمنيون أنه وبعيداً عن الأسلحة، فإن إيران تقدم المساعدة المالية والتدريب والتشجيع لعدد من الجماعات التي كانت تبدي احتجاجها على حكم صالح خلال العام الماضي.
وأضافت الصحيفة الأميركية بأن سلطان السامعي ـ الذي وصفته بزعيم ميليشيا وسط مدينة تعز ـ في مقابلة عبر الهاتف اعترف بالقول: "لقد ظلت المملكة العربية السعودية تتعامل معنا بشكل ظالم ونحن لا نمانع من أخذ مساعدات من إيران والتي كانت متعاطفة مع قضيتنا".
المصدر : متابعات