أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

إيران خدعت العالم.. "النووي" شبه جاهز

نشر معهد العلوم والأمن الدولي، والذي يتخذ من العاصمة الأمريكية، واشنطن، مقراً له، تقريراً مفصلاً عن اتخاذ الجمهورية الإيرانية قرارات حول كيفية تنفيذ "اللامركزية"، وتفريق عناصر برنامجها للتسلح النووي، المعروف باسم "AMAD".
 
وبحسب التقرير شمل المشروع النووي"AMAD"، تطوير الرؤوس الحربية، وبناء خمسة أنظمة رؤوس حربية نووية، وإمكانية استخدام الصواريخ في التحضير لاختبارات نووية تحت الأرض.
تقسيم البرنامج
البرنامج صمم جزئياً ليكون له موارده الخاصة في استخراج اليورانيوم وتحويله وتخصيبه، وتشير الوثائق إلى أن جهود التسلح النووي الإيراني لم تتوقف بعد 2003، "كما يقال"، في أعقاب ما عرف بـ"أمر التوقف"، بل سعت الجمهورية الإيرانية إلى تقسيم برامجها النووية إلى أجزاء مترابطة يسهل تفكيكها وتجميعها عندما تقتضي الحاجة إلى ذلك.


معهد العلوم والأمن الدولي، نشر على موقعه وثائق ومحفوظات من وسائل الإعلام ومقابلات مع مسؤولين كبار في الاستخبارات الإسرائيلية على اطلاع دقيق بتفاصيل الأرشيف النووي الذي حصل عليه الموساد الإسرائيلي أخيراً.
وقام المعهد بتقييم ومقارنة المعلومات الجديدة مع الوثائق والمعلومات العامة الأخرى، الأمر الذي أثبت أنه بدلاً من إيقاف أعمال التسلح النووي كانت إيران تقوم بجهد متقن لكسر برنامج AMAD إلى أجزاء سرية وصريحة، حيث تتركز الأجزاء العلنية والنظرية في معاهد البحوث والجامعات الإيرانية، لتنكر "بصورة معقولة" أن الجامعة والمعاهد أنشطة مدنية بطبيعته لكنها في الوقت ذاته نشاط خفي لأكبر برنامج تسلح نووي إيراني.
برنامجنا النووي سلمي!
وأشار التقرير إلى أن البرنامج استمر كبرنامج للتسلح بعد 2003، بهدف القضاء على الاختناقات العلمية والهندسية في تطوير الأسلحة النووية، ومن المعايير الرئيسية لمعرفة ما إذا كان يمكن اعتبار البرنامج سرياً أم صريحاً هو ما إذا كان ينطوي على معالجة المواد النووية التي تترك آثاراً للتلوث الإشعاعي، ويفترض أن ذلك يمكن أن يكتشفه المفتشون النوويون الدوليون أو أجهزة الاستخبارات الأجنبية، إلا أن إيران سعت لطمس آثار جريمتها بالقول إن "برنامجها النووي لغايات سلمية".
وبحسب التقرير توجهت الجمهورية الإيرانية إلى تقسيم البرنامج بما يظهر الطبيعة السلمية لها، لكنها كانت تتحكم بإخفاء جهد الأسلحة النووية كنشاط نووي عسكري تحت غطاء مدني، كما ركزت إيران على قابلية العمل وسهولة نقله بسرعة إذا لزم الأمر.


تقديرات خاطئة
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة، قيمت بشكل غير صحيح، و"بثقة عالية" تقرير الاستخبارات القومية في 2007 والذي قال: إن "طهران توقفت في خريف 2003 عن برنامجها للأسلحة النووية" استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية الواردة، في حين استمر برنامج الأسلحة النووية الإيراني بعد 2003 ولكن بشكل محدود.
وأكدت التقديرات للوكالة أن البرنامج النووي الإيراني المعروف باسم "NIE 2007" لم تُعد إيران إطلاقهُ ضمن برامج أسلحتها النووية حتى منتصف 2007، فيما لم تثبت المعلومات الاستخبارية أي دليل قاطع على توقف البرنامج بشكل كامل، حتى اليوم.
التقرير تساءل عن ما هو الوضع الحالي لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني؟ وهو ما لا يمكن الإجابة عنه بشكل دقيق إلا أن المؤكد بشكل قاطع أن إيران مستعدة وأقرب من أي وقت مضى لتجميع وبناء أسلحة نووية.
التقييم النهائي
وتناول التقرير ما نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر في ديسمبر(كانون الأول) 2015، والذي عرف بـ"التقييم النهائي بشأن القضايا القديمة والحالية المتعلقة ببرنامج إيران النووي"، إلى أن "بعض العمل استمر بعد 2004، لكن الوكالة لم تجد معلومات حول العمل الذي حدث بعد 2009، وما زالت حتى الوكالة الدولية تجهل إلى أي مرحلة وصل برنامج التسلح الإيراني فيما توضح المعلومات ووثائق الأرشيف الذي حصلت عليه إسرائيل أن الأوروبيين كانوا على حق بالقول إن البرنامج استمر بعد 2003 وبشكل حيوي في إطار خطط عرفت بخطط الأمداد منذ 2002 و 2003 حتى الآن.


وأشار التقرير إلى أن هناك معلومات جديدة حول إعادة هيكلة برنامج "AMAD" بما في ذلك مشروع 110، الذي طور تصميمات الرؤوس الحربية النووية، وكان يعمل بنشاط على تطوير تصميمات مختلفة للرؤوس الحربية. وأظهر التقرير أنه على الرغم من التوقف الواضح، استمر البرنامج "AMAD"، من خلال ما عرف بـ"المشروع 110" أو الأنشطة المتعلقة بتطوير الرؤوس النووية، وينقسم عمل المشروع 110 إلى جزأين، جزء سري بهيكلة وأهداف سرية لا تنطوي أنشطتهما على قصة تغطية مدنية ظاهرية، والآخر برنامج مرئي موجّه نحو البحث يركز على الجامعات التي لديها أنشطة لها تطبيقات مدنية معقولة في مجال العلوم النووية.
تجارب نووية
وأشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إلى أن الصور والبيانات الجديدة التي نشرها معهد العلوم والأمن الدولي، تظهر إقامة إيران مختبرات وغرف ضغط في قاعدة عسكرية في بارشين بالقرب من طهران، وأجرت تجارب على سلسلة الانفجار النووي، وهي مرحلة ضرورية في عملية تجميع الأسلحة النووية.
وقالت الصحيفة إن "موقع بارشين كان عنصراً حاسماً في البرنامج النووي الإيراني"، وهو ما أكدته الصور التي نشرها المعهد وتشير إلى أن الموقع يحتوي على مختبر، حيث طور العلماء الإيرانيون مسرع نيوتروني واختبروه.
وكشفت الصحيفة أن موقع بارشين يحتوي على مخبأ تحت الأرض مصمم لتخزين قنبلة نووية، ويشدد التقرير على أن هذه النتائج الجديدة تتعارض بوضوح مع إنكار طهران لوجود مثل هذا البرنامج وتظهر أن إيران انتهكت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية "CTBT"، الموقعة مع المجتمع الدولي.

Total time: 0.0452