عنادا لعلي محسن .. قد يعود علي عبدالله صالح من الباب الرسمي!
بتاريخ 2012-03-22T03:23:06+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (3382) قراءة
اخبار الساعة - محمد صالح البخيتي
ساحات التغيير والحرية لا تزال تعج بخليط من أبناء اليمن المرابطين في جميع محافظات الجمهورية؛ فمنذ ثلاثة عشر شهرا وهي لا تزال تغلي وإن كانت درجة الغليان قد خبت بعض الشيء.. لكن من هم الذين لا زالوا في الساحات؟ هل لا زالوا هم أولئك الثوار الذين هبوا يوم سقط حسني مبارك؟ أم أنهم غيرهم؟ الحقيقة التي لا ينكرها متابع هي أن معظم أولئك الثوار الحقيقيين قد انسحبوا مهزومين.. أما مسبب انسحابهم فليس لأنهم قد حققوا حلمهم بإسقاط لوبي النظام الحاكم الفاسد وحققوا حريتهم، بل لأسباب أخرى منها أن الحرية التي بحثوا عنها ونالوها في أيام الثورة الأولى قد فقدوها منذ تطويقهم بجيش هرب من صفوف المفسدين مدعيا بأنه جاء مناصرا للثوار والثورة، فقد كان أول نشاط له هو إزالة اسم قائده من قائمة المطلوبين للمحاكمة. ومنذ ذلك الحين ظهرت حقيقته وهبطت الروح المعنوية للثوار الحقيقيين حينما وجدوا أن معظم الذين انضموا إليهم كانوا إلى قبل قيام الثورة في الصف المضاد لثورتهم التي تنادي بإسقاط علي محسن كما تنادي بإسقاط علي عبدالله صالح، لا فرق بين علي وعلي أمام الثوار الحقيقيين. ففي الوقت الذي كان فيه الثوار الشرعيين يقودون أنفسهم وينادون بسقوط منظومة الحكم كاملة جاء هؤلاء الأدعياء المنظمين ينادون بسقوط علي عبدالله صالح بمفرده.. هؤلاء المنظمون أصلا لم يكن رأيهم في رأسهم، بل في رأس قائد مجهول يحركهم من خارج الساحات؛ فإن قال لهم جمعة الصيام صاموا، وإن قال لهم جمعة التبرع جمعوا المال المتبرع به، وإن قال لهم جمعة الدعاء لنصرة سوريا لبوا الأمر، وإن قال لهم جمعة الأقصى أقصوا غيرهم، وإن قيل لهم جمعة طرد الثوار الفعليين من الساحة لم يعترضوا.. عبارة عن أتباع لا رأي لهم ولا فكر، وهم في الأصل منقادون من خارج صفوف الثوار الفعليين. هؤلاء لو سلمهم الثوار الأحرار لكانت الثورة قد حققت أهدافها كاملة لكن هذا هو الواقع الذي وصل فيه الوضع اليمني إلى أن يصبح الثائر التقليدي ينادي ببقاء المثور ضده!! ففي الوقت الذي كان الثوار يواجهون بلاطجة مأجورين كانت الثورة تنخر من داخلها وتحولت إلى الاقتناع بإسقاط علي عبدالله بمفرده دون منظومة حكمه وهذا ما هيج الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجعله يخرج غاضبا مطلقا على الثوار ’’بلاطجة’’ وهي نفس الصفة التي أطلقها الثوار على فريق مقاومة الثورة. ولو رجعنا إلى السبب الرئيسي الذي أغضب علي عبدالله صالح من الثوار لوجدناه واضحا وهو اكتفاؤهم بإسقاطه هو دون علي محسن. فخطاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح جاء رد فعل على الثوار الذين لم يكملوا ثورتهم، فقد لاحظ تهاونهم في اقتلاع نظام حكمه السابق واكتفائهم بخلعه بمفرده، رغم أن هدفهم كان إسقاط النظام؛ فقد كان متوقعا أن يتم خلع علي محسن بعده مباشرة، وإذا بالثوار يخدعون ويتركون المطالبة برحيل خصمه التقليدي، فلم تطب نفسه أن يرحل ويبقى علي محسن. فالحل الذي يهدئ من روع علي عبدالله صالح ومن روع الثوار الحقيقيين هو رحيل علي محسن. المطلوب الآن من بقايا الثوار التقليديين، الذين قد توعدوا بالتصعيد أو من الذين توعدوا باسمهم، أن يكون تصعيدهم ضد جميع أركان النظام السابق وفي مقدمتهم علي محسن وأحمد علي وطارق وإخوانهم. أما إذا بقي علي محسن فلن ننتقد علي عبدالله صالح لو عاد حتى من باب دار الرئاسة الرسمي لا الخلفي. وقد جاءت البداية من بعض جنود الفرقة الأولى مدرع نفسها حينما خرجوا يطالبون برحيل علي محسن، وما على الثوار إلا التجاوب معهم. فارحل يا علي محسن ليسكت علي عبدالله صالح ويرحل أقرباؤه، وإلا فانتظر ما هو أكثر.. وحينئذ لن يكون هناك قانون حصانة بل ستكون أنت المسئول عن كل ما سيحدث؛ فأعقل وارحل ولو في جنح الظلام.