الإعلام التقدمي التابع للثورة المضادة أصبح كالبعير الذي نرى بعراته في كل ركن من أركان الفيس بوك والصحف والقنوات المفرخة والهجمات المدروسة التي لم يسلم منها أي شخص أعرب عن فرحه بالثورة الشبابية من انتقادات أو محاولات للتأثير على ضميره وعقله بهدف استغبائه للمشاركة في جهود الثورة المضادة.
الشباب الواعي أصبح محصنا من وباء الثورة المضادة، ومدركا تماما لأهدافها ، ولكن هناك من سقط في حبائل الثورة المضادة دون أن يدري. فمن المؤسف حقا أن الثورة المضادة بما لديها من إمكانات تضليلية هائلة نجحت فعلا في جر عدد كبير من شباب الثورة الحقيقية إلى المشاركة فيها.
ورغم كثرة الثوار الذين تعرضوا لتضليل الثورة المضادة إلا أن بعضهم سرعان ما يعود إلى رشده بمجرد أن تتحاور معهم وتبين لهم بأدلة عقلية عدم صحة ما ذهبوا إليه. ولكن الخطر الداهم على هؤلاء الشباب يظل كامنا في بعرات المرشد الأعلى للثورة المضادة المنتشرات في الداخل والخارج خصوصا في أوروبا وأمريكا والخليج العربي ممن ينتهجن أسلوبا خطيرا جدا في محاربة الثورة الشبابية والتأثير على معنويات الشباب.
وأنا هنا لا أتحدث عن الأسماء النسائية الوهمية اللائي اجتحن المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكني أتحدث عن البعرات النسائية الحقيقيات اللائي يعشن في أغلى العواصم العالمية، دون أن ندري من ينفق عليهن ومن أين يجدن كل هذا الوقت للتأثير على معنويات الشباب.
إحدى البعرات المقيمات في برلين تمهد دائما لسمومها بأن تبدأ كلامها المعسول بانتقاد الرئيس السابق والنظام السابق، ولكن سرعان ما تتحسر على الثورة التي خطفها تارة صادق الأحمر وتارة أخرى حميد الأحمر، ومرات علي محسن الأحمر، وتطلب الشباب أن يهاجموا الجميع بالتساوي من أجل الحفاظ على الحياد. أي حياد يا هذه؟! وكيف أحايد بين شخص يريد أن يقتلني وشخص آخر يريد أن ينصرني؟!
وعندما تسمع ردك ستقول لك: إنهم يريدون أن يحتووا الثورة لا أن ينصروها!
فليكن ما تقولينه صحيحا فهل يجب أن نساوي بين من يريد أن يقتلنا ومن يريد أن يحتوينا؟!
وإذا كنا عاجزين عن الإطاحة بنصف النظام أو بأعداء الثورة فقط فكيف يمكن أن نطيح بأعداء الثورة وأنصارها في وقت واحد؟ أرجو الإفادة إذا كان هناك من لديه عذرا جديدا غير العذر الأقبح من ذنب بأن أنصار الثورة هم السبب!
بعرات الإعلام التقدمي
اخبار الساعة - منير الماوري
المصدر : صحيفة اليقين