أجهش رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة بالبكاء حزناً على اليمن الذي لم يصل إلى التطور الذي تشهده الدول العربية وغيرة والذي كان يلمسه أثناء زيارته لهذه البلدان وتذكره للحظات بكائه حزناً عند عودته لليمن.
بكاء باسندوة جاء أثناء افتتاحه المؤسسة الأهلية اليمنية التركية للتنمية في العاصمة صنعاء، حيث ألقى خطابا بعد الافتتاح تحدث فيه عن دعم حكومة وشعب تركيا لحكومة وشعب اليمني .. مؤكداً عمق العلاقات اليمنية التركية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، واستراتيجية هذه العلاقات انطلاقا من الروابط الاجتماعية والعقائدية والثقافية.
وقال بكائي على وطني ليس نابعاً من ضعف، ولكن من قوة إيماني وشجاعتي وحبي الشديد لوطني، الذي أقدمه على حب أسرتي ونفسي، وسأعمل كل ما بوسعي حتى أرى وطني آمناً ومستقراً ومزدهراً ويضاهي بتطوره الدول المتقدمة.
وأضاف باسندوه إنه يشعر بالألم وهو يرى الوطن في حال الفوضى، وانتشار المظاهر المسلحة، واستمرار الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء وتفجير أنبوب النفط، وكذا تخلف اليمن عن ركب الحضارة والتطور رغم تاريخها العريق ومجدها الجدير بالاعتزاز.
وأردف: الوطن يراهن عليكم، فالوطن أمانة في أعناقنا جميعا فكلنا فانون وسيبقى الوطن، ويجب ان يكون شعارنا دائما بالروح بالدم نفديك يا يمن، فلسنا مستعدين لان نفتدي اي شخص، ولكننا مستعدون لافتداء الوطن والتضحية في سبيله، فهو حاضرنا ومستقبلنا، ونريد ان نراه مستقرا ومتطورا مثل الدول المتقدمة.
وعن حفل تدشين أكد باسندوة حرص اليمن على الاستفادة من التجربة التركية المتقدمة في مجال التنمية وبناء الاقتصاد، مشيرا إلى أن تدشين هذه المؤسسة يحمل العديد من الدلالات الكبيرة عن طبيعة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، والحرص المشترك على تفعيلها وتطويرها في كافة المجالات خاصة التنموية ..معبراً عن تقديره لجمهورية تركيا الصديقة وقيادتها على تجاوبها مع طلبات اليمن في الظروف الراهنة، وما أبدته من استعداد لتقديم الكثير من العون، ومن ذلك استقبالها لعشرات الجرحى لمعالجتهم في المستشفيات التركية، معربا عن تفاؤله الكبير بعلاقات اليمن بتركيا والتي كان لها مواقف ممتازة في مناصرة قضايا الشعوب العربية.
وقال" نحن نريد من القيادة التركية أن تقف مع الشعب اليمني، وتكون لنا الدليل والمرشد في الطريق الذي يوصلنا إلى التنمية والنهوض وتحقيق تطلعات أبنائنا في غد أفضل ومستقبل مشرق".
وتطرق رئيس الوزراء في سياق كلمته إلى مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية.. مؤكدا ضرورة الالتزام بما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية للخروج من الوضع الراهن.. مشيرا إلى أن الطرف الذي يرفض الإذعان لذلك هو الخاسر وعليه أن يدرك أن الشعب حتما هو المنتصر شاء من شاء وأبى من أبى، لافتا أن المجتمع الدولي مع اليمن ويدعم كل ما من شانه تحقيق أمنه واستقراره.
على صعيد أخر استغرب باسندوة من الحملة الإعلامية الممنهجة التي تهدف للإساءة إلى تاريخه النضالي وسمعته ونظافة يده.. ملفتاً الى ان مثل هذه الابواق والاتهامات الباطلة لن تزيده إلا أصرار وعزيمة على مواصلة مهامه في كل ما يصب بمصلحة البلد والخير لابنائها.. مؤكدا انه على استعداد تام لأي مسائلة عن أي تصرف فيه إساءة لاستخدام السلطة أو أموال الدولة، وانه سيتعامل بكل شفافية وصدق مع الشعب اليمني في هذا الجانب.
من جانيه أكد السفير التركي بصنعاء فضلي تشو رمان أهمية افتتاح هذه المؤسسة وهي الاولى من نوعها في تنمية آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين ولما لها من دور فعال في بناء مجتمع وطني جديد، مؤكدا بأن السفارة التركية تدعم مثل هذا النهج.. موضحاً أن المؤسسة الأهلية اليمنية التركية ستعمل على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين من خلال الفعاليات التي ستنظمها في مجالات الثقافة والتعليم والاجتماع والسياسة والاقتصاد، مؤكدا ترحيب تركيا بالتوجهات المتزايدة للحكومة اليمنية والمتعلقة بتعزيز علاقات التعاون بينهما.
تخلل الحفل لذي حضره وزيرا الثقافة الدكتور عبد الله عوبل والشباب والرياضة معمر الارياني وعدد من مسؤولي السفارة التركية.. فقرات غنائية مشتركة قدمها عدد من الزهرات اليمنية والتركية.
وفي نهاية الحفل قدم رئيس المؤسسة الدكتور محمد الحميقاني وعضو المؤسسة عبد الله الاكوع درع المؤسسة للأخ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء وللسفير التركي فضلي تشو رمان ورجل الأعمال محمد صلاح وعدد من الجهات الراعية والداعمة للمؤسسة.
وكان باسندوه قد حضر صباح اليوم ثلاث فعاليات مختلفة دشن خلالها المرحلة الرابعة من حملة الإغاثة للمتضررين من الأحداث وكذا حفل اختتام المرحلة الأولى من مشروع جيل السلام، وتدشين المؤسسة الأهلية اليمنية التركية للتنمية.