القاتل ،هل كان بحاجة لعملية سَـمْـكَـرة وخراطة وتغيير زيت قبل تسليمه للداخلية؟
قام رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة بالخطوة المطلوبة منه ومن أي مسئول يمني في أعقاب جريمة القتل التي أرتكبها حارسه الشخصي في حق حارس معهد أكسيد ظهر أمس السبت وهي: إعلان تسليمه القاتل للداخلية، وقد قدم نفسه لليمنيين بخطوته هذه في صورة المسئول اليمني المحترم. لكن القاتل الذي يعمل في... حراسته منذ قرابة عام فر عقب الجريمة إلى منزل الشيخ حميد الأحمر بحسب المعلومات التي رشحت الى الصحافة ومتناولي القضية في موقع فيسبوك عقب الحادثة. وقد ظل مصير القاتل مجهولا حتى عصر اليوم الأحد حين تناقلت بعض وسائل الإعلام الرسمي خبر تسليم نفسه للداخلية.
الخطوة المنتظرة من الشيخ حميد الأحمر في حال صحت المعلومات المتواترة بشأن إيوائه القاتل الذي أفادت المعلومات أنه كان من مرافقيه أصلا قبل أن ينتدبه لحراسة رئيس الوزراء، الخطوة الوحيدة المنتظرة منه كانت خطوة باسندوة نفسه: تسليم القاتل للداخلية فورا وعدم إيوائه أو تأخير تسليمه لحظة واحدة، وإلا فإنه يصبح بذلك متمردا على الدولة اليمنية.
ما الداعي لتأخير تسليم القاتل يوما كاملا، وخلق تلك الضجة وتلك المخاوف لأكثر من 24 ساعة؟ لا أعتقد أن القاتل كان بحاجة لعملية سمكرة وخراطة وتغيير زيت قبل تسليمه للداخلية. هناك سبب واحد منطقي وقف وراء تأخير تسليمه للعدالة وهو أن من قام بإيوائه أيا كان يضع نفسه فوق القانون والدولة ويريد بوعي أو دون وعي إشعار اليمنيين أنه فوق القانون ودولتهم.
اليمنيون ليسوا بحاجة إلى أشخاص سوبرمانات يشعرونهم على الدوام أنهم فوق القانون وفوق دولتهم، بل بحاجة ماسة الى شخصيات مسئولة تحترم القانون والدولة وخصوصا حين تكون هذه الشخصيات جزءا من الدولة نفسها. إن أي شيخ أو أي شخصية كانت تحتل موقعا في الدولة اليمنية أو تلعب دورا فيها وتشكل جزءا منها بصورة أو بأخرى وتسلك في نفس الوقت سلوكيات متعالية على هذه الدولة وقانونها تنم عن عدم إحترام لهما هي بلا شك شخصية لا تحترم نفسها بتاتاً.