الجيش اليمني يرفض عرضا لـ "القاعدة" بوقف القتال مقابل إطلاق سراح رهائن
كشفت مصادر عسكرية يمنية بمحافظة أبين عن عرض تقدمت به جماعة (أنصار الشريعة) إلى القيادة العسكرية للقوات الحكومية بأبين، بوقف العمليات العسكرية الموجهة ضد مناطق تمركز مقاتلى الجماعة فى كل من زنجبار وجعار، مقابل إطلاقها سراح معتقلين من الجنود والمدنيين المحتجزين لدى الجماعة، إلى جانب تسليم سائحة سويسرية محتجزة منذ أكثر من شهرين.
وأشارت المصادر إلى أن القيادة العسكرية للقوات الحكومية رفضت عرض الجماعة، وحذرتها من مغبة الاعتداء على نائب القنصل السعودى بعدن المختطف لدى الجماعة والسائحة السويسرية، كما طالبت بإطلاق سراح غير مشروط لأى معتقلين مدنيين أو عسكريين لدى الجماعة.
واعتبرت المصادر أن تأخر تطهير كامل مدينة زنجبار وجعار يرجع إلى صعوبات ميدانية تتعلق بانتشار مجاميع مكثفة من القناصة ولجوء (أنصار الشريعة) إلى الاختباء والتمركز فى مناطق محاطة بتضاريس جغرافية وعرة ومعقدة..
وكانت بعض التقارير الصحفية قد أفادت بأن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى أمر الجيش باقتحام مدينتى جعار وزنجبار فى محافظة أبين حيث تخوض القوات الحكومية معارك مستمرة مع تنظيم القاعدة.
وحقق الجيش اليمنى مؤخرا تقدما فى معركته على القاعدة فى محافظة آبين الجنوبية إذ أعلن تطهير منطقة لودر، فيما تؤكد مصادر عسكرية أن الحملة التى أطلقتها الحكومة ستتركز على طرد المقاتلين المتطرفين من عاصمة المحافظة زنجبار ومدينتى جعار وشقرة المجاورتين.
وكان قد صرح مصدر عسكري يوم أمس بأنه مقتل 62 عنصراً من تنظيم «القاعدة»، واستعادة مواقع عسكرية في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، في مواجهات وصفها بأنها الأعنف مع عناصر التنظيم.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان إن «أفراد اللواء 25 ميكا واللواء 39 مدرّع ومعهم اللجان الشعبية، تمكنوا من دك أوكار العناصر الإرهابية ممن يسمون أنفسهم أنصار الشريعة من عناصر تنظيم القاعدة، ما أدى الى مقتل 62 منهم».
ولفت البيان الى أن الوحدات المهاجمة تمكّنت من استعادة السيطرة على كل المواقع التي كانت تلك العناصر تتمترس فيها شرق مدينة زنجبار، ومنها المراقد والمشقاصة.
وجدّدت وزارة الدفاع اليمنية في بيانها «الدعوة لمن تبقى من عناصر الإرهاب في محافظة أبين إلى تسليم أنفسهم حقناً لدمائهم وحفظاً لأرواحهم، والتوقف فوراً عن ارتكاب المزيد من جرائمهم الإرهابية».
ونقلت وزارة الدفاع على موقعها على الانترنت عن العميد الركن محمد عبدالله الصوملي، قوله «قتل جنديان واصيب اربعة آخرون بجروح»، واوضح ان الجيش طهر ضاحيتي المراقد والمشقاصة في شمال غرب زنجبار، واستولى على كميات من الأسلحة ومنها رشاشات وقذائف.
وقد شن الجيش عمليات في 12 مايو لاستعادة مواقعه من «القاعدة»، ومنها زنجبار وجعار اللتان سقطتا العام الماضي. ومنذ 12 مايو، اسفر الهجوم عن 332 قتيلاً، كما تفيد حصيلة اعدتها وكالة «فرانس برس»، هم 242 مقاتلا من «القاعدة» و55 جنديا و18 من انصار الجيش و17 مدنيا.
ويقول دبلوماسيون غربيون في صنعاء ان خبراء اميركيين يقدمون المشورة للجيش في هذه المعارك.
يشار إلى أن الجيش اليمني حقّق تقدماً عسكرياً ملحوظاً على مدى الشهر الماضي في مواجهاته مع تنظيم «القاعدة»، ما دفع التنظيم إلى استخدام انتحاريين لتنفيذ عمليات طالت قوات الأمن والجيش في ميدان السبعين في صنعاء الإثنين الماضي، أدت إلى مقتل 100 وجرح 300 آخرين ما بين جندي وضابط.