اخبار الساعة

حماقات (لون جدار شارعك)

اخبار الساعة - منصور النقاش بتاريخ: 14-06-2012 | 13 سنوات مضت القراءات : (4157) قراءة


يبدو أننا بحاجة لارتكاب بعض الحماقات كما فعل مراد سبيع وبعض الفتية
ربما لأننا شعب دائماً جاد حتى في أفراحه وأحزانه ,نذهب الى الفسحة كأننا نذهب في مهمام حربية ,لأننا شعب  لا نعرف الفرح او بالأحرى لا نجيد التعبير عنه وعن مشاعرنا لأننا ببساطة شعب (جاد جداً) أضحى أي عمل يخرج عن المألوف ويلهينا عن مشاغلنا هو حماقة صغيرة  لا ندرك أنها قد تفتح لنا أبواباً إلى الحياة .
 فعلى الجدار الذي لا باب له نبتوا ليمارسوا لعبتهم المظلة ,فهل كانوا يدركون أنهم سيطلقون كل تلك الآلهات الجميلة من أعماقهم صوب عيون الجميع
على الجدار الذي لا باب له  نبتوا بالصمت المرتعش كالأشعار حيث مارس اللون  إيحائيته, كشفوا لنا وجه العالم المخبوء خلف جدراننا الصماء
تلك الجدران العمياء حيث لا أبواب قد تفضي الى بيت وحلم ,كيف أضحت جسوراً تمتد من واقع (عدمي) جريح الى منتهى الخيال
قال الرازحي (رضي الحب عليه ) ثمة ثقافتان ثقافة الجدران وثقافة الجسور
ثقافة الجدران هي القطيعة والعزلة وثقافة الجسور  هي الإمتداد والتواصل.
 لقد ضجت القاعة بالتصفيق أمام صورة  لجندي بملابسه العسكرية يجلس أمام الجدار  يحمل بين أصابعه فرشاة ويرسم
صفق جمهور حفل الاختتام في قاعة بيت الثقافة  بحرارة  ..لم يكترث أحداً لما يرسمه الجندي
صفقوا للإنسان الجميل الذي إستنطقته الفرشاة داخل الجندي
 ذلك الكائن الدموي (في أذهان الناس ) المهيأ للقتل  في كل لحظة وعند كل أمر يتلقية  لم يكن بحاجة للإبداع ليخطف التصفيق
فلقد كان الناس بحاجة  لمشهد يعيد إليهم إحساسهم بالأمان  بعد عام وأكثر من من صور الأشلاء والجثث والدماء التي ارتبطت بصورة الجندي المدجج بالسلاح والعداء
حتى اللحظات التي كان يطل فيها الجندي يحمل وردة, كانت الوردة تقبع في فوهة البندقية إنها  وردة مفخخة قتلت كل معطي قيمي لها 
 فالبنادق لا تقذف الورود ,
 لقد جاءت حملة لون جدار شارعك كرد فعل مقاوم  لما (تهدم ) في مشروع الثورة السلمي وما آلت إليه
إنها إعادة أنتاج السلام  وامتداد للتنوع الثقافي الذي تقف الجدران حائلة بيننا وبينه وبتالي فإنها تمثل نقطة انطلاق للخروج من ثنائية الصراع السياسي وما يعلق به من تبعات عسكرية واقتصادية  وثقافية
 لون جدار شارعك  وسيلة اتصال  بالناس ..الناس المغيبين عن اهتمام الساسة والإعلام
هي محاولة لفت نظر  بل إنها إعادة النظر كليا الى مانحن عليه  وما يجب علينا أن نكونه وإلى علاقتنا بالمنتج الثقافي ودورنا فيه
إنها دعوة لأن يمارس الجندي الرسم على جدران المعسكر ليجملها ويظهر الإنسان داخله ويكسر نظرة  الخوف  والحذر عما يكمن داخل تلك الجدران  من رعب  .

اقرأ ايضا: