إنهم يعيثون فسادا
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 21-06-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2138) قراءة
إنهم يعيثون فسادا
عباس عواد موسى
سبقني كثيرون في نعْت عبدالكريم الكباريتي , أنه أكثر رؤساء وزراء الأردن ذكاءاً . ولكن رفع سعر الخبز كان خطئاً فادحاً لحكومته , التي انشغلت كثيراً بصناعة مخاتير وشيوخ عشائر , فخرجت عن مسارها وكانت نهايتها أليمة , وهي سمة أصبحت ظاهرة لجميع حكوماتنا تقريباً . وفيما الإحتقان الشعبي ازداد لهيبه , وأخذ الشعب يستعد لإسقاط حكومته , نشرت الصحف حينئذٍ أسماء المخاتير والوجهاء تحت لافتة تأييد للحكومة في قرارها برفع سعر الخبز . فلفت مواطنون نظري إلى أسماء لأشخاص مُتوفّين ضمن كشوفات الموقعين على تلك العريضة , ففهمت من أن الحكام الإداريين أرسلوا الكشوفات بالإنابة عنهم , أحياءاً وأمواتا . ولكنني كنت مُضطّراً لالتزام الحيادية عن الأحياء منهم الذين أقسم لي بعضهم أن أسمائهم وردت دون علمهم , لأنني طالبتهم بتوقيع عريضة مُضادة لكن الخوف منعهم من إنجازها كما قالوا لي , رغم أن ورود أسماء مَنْ هم في القبور يُعتبر دليلاً قطعيّاً على تزوير العريضة .
ألغالبية من هؤلاء , مسؤولون عن استخدام أسمائهم وتوظيفها لسياسات حكومية مرفوضة شعبيّاً . فهم يتسابقون على الجلوس في الصف الأول عندما يأتي الحاكم الإداري , ويهمهم ذلك أكثر من التسابق لأداء فريضة الصلاة , وتجد الواحد منهم يفضل أن يكون في الصف الأخير من المصلين ليتسنى له مغادرة المسجد بسرعة فائقة بعد أداء الفريضة ليجد محله في مقدمة مستقبلي الزائر الكريم إن كانت زيارته تأتي عقب إحدى الصلوات .
ويمثل اختيار البعض لشغل موقع هام على أنهم أغنياء فساداً كبيراً , لأن الإختيار خلا من تمحيص مصدر ثراهم , فيعيثون في المؤسسة التي يأتون لقيادتها فسادا , ولربما يحدث ذلك بالإتفاق مع من نصّبهم عليها . فأنفسهم قلقة ومتوترة , والجشع لا يزيله الغنى ولا يخفف منه ولا يقلّل من وطأته على الدولة .
ألفاسدون الصغار , وأقصد هنا بالمُستَخْدَمين للكبار هم آفة المجتمع . وعلينا مُحاربتهم كي نستطيع مكافحة الفساد . نجدهم حاليّاً يُروّجون لشخص ما بأنه الأكفأ لقيادة المرحلة وكأنهم يملكون قدرة التقييم والمقارنة بين المتنافسين , ويؤيدون التزوير وسلب إرادة المواطنين دون فائدة يُجنونها سوى أنهم مُصفقين بامتياز .وهذا ما نجده استشرى في مصر لمناصري الفريق شريف الذي روى البعض أن موتى أدلوا بأصواتهم لصالحه لكن رصيده بينهم لم يكفِ لفوزه ووصوله إلى الرئاسة . ورتبة فريق في نظرهم تعني لهم أنه الأكثر ملائمة لقيادة المرحلة .
رُوِيَ لي أن الأستاذ يوسف المعاني كان ذكيّاً جداً , فسأله المُقربون , كيف وصل زميلك فلان للحقيبة الوزارية ؟ فأجاب : دخل علينا كلوب باشا وأحد المفتشين التربويين وسألنا وقد كنا تلاميذاً صغاراً ماذا يحدّنا من الغرب فأجبت على الفور : فلسطين , وأيد إجابتي كل من تلاني حتى وصل الدور على الشخص المعني فأجاب : إسرائيل ولحق بإجابته من تبقى من تلاميذ الصف , فتبوّأ موقعاً عسكرياً مرموقاً قبل أن يتولّى الحقيبة الوزارية . وليست الكفاءة والقدرة كانتا المعيار لاختياره , والفريق شفيق لا يخرج عن ذلك . فالكيان الصهيوني يعتبره كَفُؤاً للرئاسة المصرية . وأما الشعب العربي المصري فقد صوّت بفارق ليس بالقليل ( حوالي المليون صوت ) لصالح الدكتور محمد مُرسي الذي لم يحظَ بصوتٍ واحدٍ من الموتى .
أقول لهؤلاء الفاسدين المفسدين , أن الدكتور محمد مرسي هو الأنسب لقيادة مصر وأشكر كل من منحه الثقة , لأنه مُتمسك بالمباديء وهي سمة الأنبياء والمرسلين جميعاً . وأما السمة التي تظهر على الفريق شفيق وفريقه فهي سمة الفساد والإفساد , واسترضاء أعداء الأمة بكذبهم وتضليلهم عن مدنية الدولة التي يهددها الدكتور محمد مرسي .
إن النزاهة تقتضي إعلان النتيجة فوراً , وهي فوز الدكتور مرسي الذي منحته أرقام صناديق الإقتراع هذا الفوز رغم شُحّ الإمكانيات بالمقارنة مع ما يمتلكه خصمه من تمويل ودعم أجنبيين مشبوهين , واتركوا مصر لشعبها الأبي .. ألرافض للفلول .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: