انتصار الجيش الحر في سوريا يعد تفكيكا لتحالف إقليمي و دولي عمره أكثر من 30عاما يبدأ في دمشق و لا ينتهي في طهران و موسكو أو بكين
اخبار الساعة - كتب: فؤاد مسعد بتاريخ: 18-07-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2421) قراءة
التطورات المفاجئة التي استجدت في دمشق خلال الساعات الأخيرة حملت تباشير النصر للثورة السورية المستمرة منذ فبراير 2011م، و لعل أبرز تداعيات هذه الأحداث كسر شوكة المد الإيراني الذي جعل من النظام السوري جسر عبور إلى لبنان و غيرها من الدول، ما يعني أن أبرز الخاسرين من سقوط نظام الأسد النظام الإيراني كحليف استراتيجي وكذلك حزب الله إضافة للحلفاء التقليديين من الشيعة المتواجدين في العراق و الحوثيين في اليمن.
الانتصارات التي حققها الجيش السوري الحر في دمشق و ريفها و كافة مناطق سورية لن يسقط الأسد و نظامه فقط، لكنه سيهدم جدار تحالف ظلت طهران تدعمه و تستقوي به في تحقيق مآربها، و هو ما يجعل النصر في دمشق حدثا استثنائيا بامتياز لا لكونه يعني انتصار ثورة شعب ضد نظام استبد به نصف قرن فحسب و لكن في كونه تمكن من تفكيك تحالف إقليمي و دولي يبدأ في دمشق و لا ينتهي في طهران و موسكو أو بيكين.
لقد استطاع ثوار سوريا هزيمة نظام القتل و القمع و العنف بأدواته التي لم تتورع عن سفك دمائهم في كافة المناطق و المدن و القرى السورية، و بهزيمة الأسد و نظامه القمعي البوليسي يكون الشعب السوري انتصر لثورته و كرامته و قرر مصيره بنفسه، و في سبيل ذلك دفع الثمن غاليا و الكلفة باهظة من أرواح أبنائه و فيهم النساء و الأطفال الذين كانت آلة الموت تحصد أرواحهم بالعشرات و المئات و بشكل يومي.
ارتكب نظام الأسد من الجرائم منذ اندلاع الثورة ما كان كفيلا بإخماد عزيمة الأحرار لو لم يكونوا مستعدين لبذل أرواحهم رخيصة في سبيل الانتصار على نظام الحكم المستبد و زبانيته الذين أراقوا الدماء البريئة لتروي تراب سورية، و لو لم يكن شباب الثورة على قدر من الإيمان و الثبات و قوة الإرادة لما صمدوا في الميادين كل هذه الفترة أمام آلة القتل التي نصبت لهم في كل مكان يذهبون إليه، و ارتكبت أبشع الجرائم و المجازر، و كان السوريون في كل يوم يستيقظون على القتل و القمع و ينامون على القصف و الموت، حتى قال أحدهم: في كل وطن مقبرة، إلا سورية فقد صارت مقبرة فيها وطن.
اقرأ ايضا: