آصف شوكت صهر الرئيس أحد أركان التركيبة الأمنية السورية، ورئيس جهاز المخابرات السورية
اخبار الساعة - أ.ف.ب بتاريخ: 19-07-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (7803) قراءة
تقرير الـ (أ.ف.ب) عنه:
يعد صهر الرئيس السوري آصف شوكت الذي قتل، أمس، في التفجير الذي استهدف مقر الأمن القومي في دمشق أحد أركان التركيبة الأمنية لنظام بشار الأسد، ومن أكثر الشخصيات التي تستقطب غضب وبغض المعارضين .
وكان شوكت (62 عاماً)، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، عضواً في خلية الأزمة التي شكّلها الرئيس السوري بشار الأسد سعياً لإنهاء الحركة الاحتجاجية .
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن مقتل شوكت يشكّل “ضربة قاضية للنظام السوري” . وأشار إلى أنه “أشرف شخصياً على العديد من العمليات التي نفذها الجيش السوري ضد المدن والقرى السورية خصوصاً في حمص” خلال الأشهر الأخيرة .
وشوكت شخصية غامضة نادراً ما كان يظهر في الإعلام، وكان من مؤيدي الحل الأمني في مواجهة موجة الاحتجاجات .
عيّنه الرئيس السوري نائباً لوزير الدفاع في سبتمبر/أيلول 2011 بعد نحو 6 أشهر على بدء الاحتجاجات . واسمه مدرج على لائحة العقوبات الغربية والعربية بسبب دوره في قمع الاحتجاجات .
ولد آصف شوكت في قرية المدحلة في محافظة طرطوس في غرب سوريا . درس التاريخ في جامعة دمشق وقدم أطروحة عن الثورة السورية الكبرى عام ،1925 قبل أن يتطوع في السلك العسكري . دخل الكلية الحربية ليتخرج منها ضابط اختصاص مشاة . وشارك في الحرب العربية “الإسرائيلية” التي خاضتها مصر وسوريا في أكتوبر/تشرين الأول 1973 .
وقد دفعه زواجه من ابنة الرئيس الراحل حافظ الأسد، بشرى، العام 1995 إلى واجهة الحياة السياسية، إلى أن أصبح من الدائرة الضيقة المحيطة برأس النظام، حافظ الأسد، ومن بعده نجله بشار .
وكان باسل الأسد، النجل الأكبر لحافظ الأسد، معارضاً لعلاقة شقيقته مع آصف شوكت . ودفعه ذلك إلى سجنه أكثر من مرة لمنعه من رؤية بشرى . إلا أن وفاة باسل في حادث سيارة في ،1994 أزالت العوائق من أمام الزواج .
عُيّن شوكت في العام 2005 مديراً للاستخبارات العسكرية السورية التي تعد أقوى الأجهزة الأمنية في سوريا، ثم رفع إلى رتبة عماد في يوليو/تموز ،2009 وأصبح نائباً لرئيس الأركان .
في ،2005 ورد اسمه مع ماهر، شقيق بشار الأسد، في تقرير أولي للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، كأحد المتورطين في عملية التفجير التي أودت بحياة الحريري و22 شخصاً آخرين في بيروت .
تم التداول باسمه على أنه توفي في محاولة التسميم التي تعرض لها في مايو/أيار عدد من القادة الأمنيين معظمهم من الذين كانوا مشاركين أمس في الاجتماع في مقر الأمن الوطني الذي استهدف في التفجير الانتحاري .
تقرير قناة العربية عنه:
لعل اللواء آصف شوكت الذي قتل اليوم مع وزير الدفاع داوود راجحة الأربعاء في التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق والذي تزامن مع اجتماع لوزراء وقادة أمنيين في المبنى، من أهم الشخصيات القريبة من الرئيس بشار الأسد والمقرب من النظام السوري إلى أبعد حد.
من هو آصف شوكت؟
ولد آصف شوكت عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، وهو شخص غامض، ويقال عن عائلته إنهم من "الرحل" وقد استوطنت في قرية "المدحلة" في محافظة طرطوس، وإن معظم أهالي هذه القرية من "الطائفة العلوية".
انتقل سنة 1968 إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق، ولكنه عاد للالتحاق بجامعة دمشق من جديد لدراسة التاريخ، ومن المفارقات أن أطروحته كانت على الثورة السورية الكبرى عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط.
تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط "اختصاص مشاة" سنة 1979، والتحق في الوحدات الخاصة شارك في حوادث الصدام المسلح بين السلطة آنذاك والإخوان المسلمين، وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماة الشهيرة، وقد شاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي "الحاضر" وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء!!
آصف شوكت متهم بعمليات خارج سوريا أثناء خدمته في سرية المداهمة، منها إصابة سفيري الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية عام 1983، وانفجار قنبلة خارج فندق عمان الدولي في مارس/آذار 1984، والعديد من محاولات الاغتيال لشخصيات أردنية وقتل شخصيات أخرى في تلك الفترة.
حماية بشرى الأسد
بعد سلسلة من العمليات التي نفذها شوكت، وأظهر إخلاصاً للأسد نقله الرئيس حافظ الأسد إلى القصر الجمهوري "الحماية الأمنية - المرافقة الخاصة"، فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة للدكتورة "بشرى حافظ الأسد".
وفي منتصف الثمانينيات وانطلاقاً من طموحه وذكائه وبعد لقائه ببشرى الأسد (شقيقة الرئيس بشار) وكانت تدرس الصيدلة في جامعة دمشق وأصغر منه بعشر سنوات، تحولت العلاقة معها إلى حب جارف من جانبها دفعها لترك خطيبها الدكتور محسن بلال، وزير الإعلام السابق وذي السمعة العائلية المرموقة، رغم أن الخطبة كانت بمراحلها الأخيرة قبل الزواج، إذ وبحسب ما روي وقتها فإن بشرى وخلال زيارتها إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور محسن بلال إنه زير النساء، ما دعاها للعودة بنفس اليوم بالطائرة التي أتت بها من دمشق وفسخ الخطوبة، متجاهلة علاقة أبيها بخطيبها القوية والوثيقة كونه طبيبه الخاص، ولكن حافظ الأسد حل هذه الإشكالية عندما اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيبا.
واختارت بشرى الأسد آصف شوكت، الذي كان وقتها ضابطاً صغيراً ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد.
ولكن شقيقها الأصغر باسل عارض هذه العلاقة بقوة، واعتبر شوكت رجلاً غير مناسب، ولكن آصف أصر على موقفه، ما جعل باسل يأمر باعتقاله، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة، نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته، ولم تنته عمليات مراقبة آصف وبشرى إلا بموت باسل عام 1994 بحادث سيارة مفاجئ، وبعد سنة واحدة من مقتل باسل نفد صبر آصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع آصف للزواج منه، وفعلا غادرت بشرى الأسد مع آصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى إيطاليا ليعلما من هناك الرئيس حافظ الأسد وعائلته بزواجهما السري.
هيأ بشار للرئاسة
لآصف شوكت دور كبير في تهيئة بشار الأسد ليخلف حافظ بمساعدة اللواء بهجت سليمان، وفي عام 1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سوريا وأنه يتدخل بكل كبيرة وصغيرة وخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات شخصية، كما تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني.
الثورة السورية
آصف شوكت واحد من أعضاء خلية الأزمة، وواحد من مؤيدي قرار استخدام العنف الشديد في قمع المظاهرات السورية ضد النظام، ومن تهديداته الشهيرة خلال الثورة قيامه بتحذير حماة باجتياح مدينتهم إذا لم يوقفوا تظاهراتهم ضد النظام قبل اجتياحها وقصفها.
ما دعا أهالي حماة إلى إصدار بيان حينها يشرح التهديد الذي تلقوه، وفي محاولة لوضع العالم أمام مسؤولياته، دون أن يجدي ذلك البيان نفعاً حينها إذ تم اجتياح حماة فعلاً وقصفها وقتِل الكثيرون.
اقرأ ايضا: