بيان صادر عن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية حول البيان الصادر عن اللجنة الفنية للحوار الوطني وإنهاء تأجير ميناء عدن
يُشيد المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية بأهمية البيان الصادر عن إجتماع اللجنة الفنية للحوار الوطني الذي عقد يوم السبت الموافق 25 أغسطس الجاري والمتضمن رُزمة من التوصيات التي لامست مشاعر الجماهير التواقة لتحقيق أهداف ثورة الشباب السلمية وصولاً إلى إقامة الدولة اليمنية الحديثة المنشودة والتي من أجلها قامت الثورة الشبابية في 11 فبراير 2011م ، وفي تقديرنا أن اللجنة في إجتماعها المشار إليه قد إستعرضت أهم القضايا التي تتطلب الحلول السريعة ، وفي هذا الصدد ومن خلال البيان فإن اللجنة بإذنه تعالى في طريقها لمعالجة القضايا الأكثر حساسية والتي هي من الأسس الرئيسة والضرورية لأجل تهيئة الأجواء وتوفر النوايا الصادقة واللازمة لمشاركة أبناء الشعب اليمني في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في نوفمبر القادم والمقرر أن يستمر حتى مايو 2013م كي يتسنى له النجاح ويعبر اليمن من خلاله إلى مرحلة الأمن والإستقرار وبناء اليمن الجديد ولن يتأتى ذلك إلا من خلال مشاركة كافة أطياف الشعب دون تحديد أي سقف ودون شروط مسبقة ، وهو ما ذكره الأخ / رئيس الجمهورية عند لقائه بأعضاء حكومة الوفاق الوطني يوم الأحد 26/8/2012م.
نعم فإن مؤتمر الحوار الوطني القادم قد نصت عليه المبادرة الخليجية وأجمع عليه المجتمع الدولي بهدف إخراج اليمن من كافة مخلفات وموروثات الماضي البغيض والبدء في بناء اليمن الجديد يمن العدل والمساواة وحكم الشعب نفسه بنفسه من خلال المؤسسات الديمقراطية وتطبيق مبدأ العدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية التي تعني أن لكل مواطن حقوق تجاه الوطن وعليه واجبات دون تهميش أو إقصاء .
وطالما ولجنة الحوار قد أخذت على عاتقها أهداف ثورة الشباب السلمية وأقرت ضرورة الإعتذار الرسمي للجنوب و صعده ، فإن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية يعتبر ذلك خطوة رائعة وجريئة ، وهكذا يمكن القول بأن اللجنة الفنية للحوار في طريقها الصحيح ولديها الإستعداد الكامل والنوايا الحسنة لجمع شمل اليمنيين بمختلف أطيافهم للمشاركة الفاعلة والجادة في مؤتمر الحوار الوطني ، وبالتالي فإننا نعتقد إلى أهمية البدء بالتنفيذ الفعلي والحقيقي للبنود الواردة في البيان الصادر عن اللجنة المذكورة بحيث يصدر مرسوم رئاسي بالاعتذار الرسمي عن حرب 1994م في المناطق الجنوبية والشرقية وكذا حروب صعده الستة ، ومن ثم البدء في تنفيذ بقية البنود ذات الصلة الواردة في بيان اللجنة وفي مقدمتها :
التسريع بهيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس وطنية بحتة يكون ولاؤها لله والوطن .
ضرورة معالجة آثار حرب صيف 1994م الخاسرة والمؤسفة والتي أدت إلى نتائج وخيمة وصدى سيء في حق اليمن، وينطبق الحال على وضع محافظة صعده وأهلها نصاً و روحاً ومعاملتهم بنفس الروح والمصداقية ، لأن هذا الجزء من الوطن عانى من الحروب الستة على يد قواتنا المسلحة مالم تعانيه اليمن خلال الخمسين عاماً الماضية من عمر الثورة اليمنية تلك المعالجات في الجنوب والشمال لابد وأن تسبق الحوار الوطني حفاظاً على وحدة اليمن التي تحققت يوم 22 مايو 1990 م بفضل دماء شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر والقوى الوطنية الشريفة التي ناضلت من أجلها ، هذه الوحدة المباركة والتي بفضلها إرتفعت هامة اليمن إقليمياً ودولياً ، وإن معالجة شاملة وكاملة وفقاً لبيان اللجنة سوف يسهل على القيادة والحكومة والأحزاب والمكونات السياسية الموجودة في البلاد المضي قدماً دون تردد للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني والإنتقال إلى معركة الجهاد الأكبر وهي معركة البناء والتعمير.
الموضوع الثاني :
فإن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية يعرب عن إستنكاره الشديد لمحاولة إغتيال وزير النقل الأخ / المناضل د. واعد باذيب ويندد بشدة إستهداف هذا الوزير للمرة الثانية والذي يعمل دون كلل من أجل تنفيذ أهداف ثورة الشباب وإعادة الإعتبار لليمن من خلال إلغاء إتفاقية تأجير ميناء عدن لشركة موانئ دبي العالمية ، هذا الإجراء الذي جاء نتيجة الممارسات التعسفية التي مارستها شركة دبي العالمية في حق العمال اليمنيين ورغبتها في إحلال عمالة أجنبية بدلاً عن اليمنيين في موطنهم ، مما يدل على الإستهانة والإستخفاف باليمن واليمنيين ، علماً أن الشركة المذكورة منذ إستئجارها ميناء عدن بثمن بخس عام 2008 م قد كبدت اليمن خسائر فادحة من خلال إستغلال الميناء كمحطة ترانزيت لتفريغ حمولات البواخر القادمة إلى الميناء ، وعدم إيفاء شركة موانئ دبي بما تم الإتفاق عليه ، والمعروف لنا جميعاً بأن ميناء عدن كان يعد حتى خمسينات القرن الماضي الميناء الثالث على مستوى العالم بعد مينائي ليفربول ونيويورك ، ولذلك فإننا نهنئ الأخ / وزير النقل على سلامته وشجاعته في أن تمكن من إعادة ميناء عدن لأصحابه الحقيقيين وفقاً لعملية التسليم والإستلام الذي تم بين الجانبين يوم الأحد الموافق 26/8/2012م بناءً على ما ذكرته وسائل الإعلام.
والله من وراء القصد،،،
صنعاء في 27/8/2012 م
د/علي عبد القوي الغفاري
رئيس المركز