معرة النعمان . . قصف مدمر وحصيلة دموية
اخبار الساعة - أ ف ب بتاريخ: 20-10-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (4143) قراءة
لم يستثن دمار القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة معرة النعمان شمالي غربي سوريا، وما حولها من مناطق، أيا من مناحي الحياة، ولم يفرق بين مدني ومسلح، وأتى على الكثير من المباني والمنازل .
طفل عاد لتوه إلى معرة النعمان، لأن والديه اعتقدا أن الخطر تجاوزها، كان يلهو على دراجته الهوائية حين طمرته تحت الركام قذيفة ألقتها طائرة حربية . ما زال الجزء الأعلى من جسده تحت الركام، ولا ترى منه سوى رجلين صغيرتين مشوهتين تغطيهما الحجارة، وقدمين مكتنزتين ما زالتا على دواستي دراجة هوائية للأطفال . سحبت من تحت الانقاض جثة بلا رأس لهذا الطفل، وحملها بأطراف أيديهم أقارب كواهم الحزن، في مواجهة رهبة ما رأوا .
أدى القصف أيضاً إلى تمزيق جسد طفل آخر كان يلهو في الحي ذاته/ على بعد أمتار من مكان سقوط القذيفة، تخرج امرأة متألمة من نافذة منزلها الواقع في الطبقة الأرضية، مصابة بدوار وما زالت في ملابس النوم، لكن نجاتها من الغارة أعجوبة في ذاتها، هوى المبنى كقصر من أوراق اللعب، لكن صالون منزلها صمد . أخذت الغارة المفاجئة على حين غرة، عدداً قليلاً من السكان الذين ما زالوا في معرة النعمان التي هجرها أغلبية قاطنيها ال125 ألفاً بسبب الغارات المتكررة التي تتعرض لها المدينة وأطرافها منذ سيطرة المقاتلين المعارضين عليها في 9 من الشهر الحالي .
ووقعت المجزرة الخميس، جنوبي غرب المدينة الذي بقي نسبياً في منأى عن القصف . وقد دفع هذا الاعتقاد الخاطئ أهل الطفل الذين لجأوا إلى بلدة كفرنبل القريبة منذ عشرة أيام، للعودة إلى معرة النعمان الأربعاء . دمرت القذائف في شكل كامل مبنى من أربع طبقات، في حين تسببت بدمار جزئي في مبنى مجاور ومسجد لجأت إليه نساء وأطفال، معتقدين أنهم سيتمتعون بالأمان .
وأدت الغارات إلى حصيلة دموية، 44 قتيلاً من بينهم 23 طفلاً، حسب ما أفاد المسعفون . وفي أروقة مستشفى ميداني أقيم في إحدى مدارس المدينة، رأى صحافي 32 جثة بينها ستة لأطفال وضعت داخل أكفان، إضافة إلى أكياس من البلاستيك كتب عليها »أشلاء« . وقال طبيب يعمل في المستشفى »لم ينج من الغارة حتى الآن سوى ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في الثانية من عمره، بقي على قيد الحياة بين ذراعي والده الذي توفي« . أما الضحايا الآخرون الذين فقدوا بعض أطرافهم، فانتشلوا من تحت الأنقاض ووضعوا فوق أغطية على الأرض، قبل أن ينقلوا في شاحنات »بيك آب« صغيرة .
وكانت طائرات حربية مقاتلة حلقت فوق معرة النعمان طوال فترة ما قبل الظهر، منفذة طلعات على علو منخفض لإلقاء عشرة قذائف على الأقل على المدينة وأطرافها الشرقية .
اقرأ ايضا: