إنفاق السعوديين في إجازة العيد يقترب من ميزانية بعض الجامعات
اخبار الساعة - صحيفة سبق بتاريخ: 23-10-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2485) قراءة
قدر مختصون حجم إنفاق السعوديين في إجازة عيد الأضحى بما يقارب 2.5 مليار ريال سعودي، أو ما يعادل ميزانية جامعة بأكملها.
ومن اللافت للنظر لجوء الطبقة المتوسطة للاستدانة والقروض حتى تستطيع أن تسافر وتقضي الإجازة، محملين الهيئة العامة للسياحة المسؤولية، حيث لم تقنع السائح السعودي بالبقاء داخل المملكة، بل جعلتها بيئة طاردة له.
"سبق" تتعرف على الأماكن التي يفضلها السعوديون لقضاء الإجازات، وتناقش أسباب هجرتهم إلى الخارج.
أجواء عائلية
في البداية، اعترف أحمد عبد الله لـ "سبق" قائلاً: أفضل قضاء إجازة العيد في دبي، حيث فعاليات العيد متنوعة، وأبنائي يعجبون بها، وأستمتع مع زوجتي بوقت ماتع وسط أجواء عائلية جميلة، فهناك حدائق وأماكن مفتوحة، ننطلق فيها مع الأبناء ونستعيد فيها ذكريات أولى سنوات زواجنا.
وعند سؤاله عن تكاليف سفره وكيف يقوم بتدبيرها، أجاب: اضطررت لبيع سيارتي حتى أستطيع أن أوفر مبلغاً يكفيني في رحلتي.
وانتقد فهد القحطاني غلاء أسعار الفنادق قائلاً: إن إيجار بعض الفنادق في منطقة الرياض يتجاوز 1000 ريال في الليلة الواحدة، إلى جانب نمطية وقصور البرامج السياحية على فئة الشباب فقط، ويندر وجود البرامج التي تناسب جميع أفراد الأسرة، مفضلاً قضاء العيد في دبي لتنوع البرامج السياحية المقدمة لجميع أفراد الأسرة، بالإضافة إلى الأسعار المعقولة للفنادق المميزة، مقارنة بفنادق الرياض.
وأبدى أحمد الغامدي حماسه لقضاء إجازة العيد في البحرين وقال: أعشق السينما وأحب مشاهدة أحدث الأفلام، محبذاً الاستمتاع بالعيد في البحرين، وحرصه على قضاء وقت ممتع مع أسرته في مشاهدة السينما، وكذلك توجد برامج متنوعة لأبنائه .
طبيعة خلابة
أما مشاعل العتيبي فتفضل قضاء إجازة العيد في أوروبا , حيث تستمتع بالطبيعة الخلابة وهدوء الأعصاب، مبدية سعادتها بالتعرف على أسر سعودية وعربية يحرصون على قضاء العيد في أوروبا، ويستمتعون سوياً بقضاء وقت جميل والاستفادة من الفعاليات المختلفة الثقافية والرياضية.
وأيد ثامر عبد الله قضاء العيد في فنادق خمس نجوم وقال: من حق كل فرد الاستمتاع بالإجازة وفقاً لمستواه الاجتماعي، فأنا أرى مميزات متنوعة في الفنادق الخمس نجوم، وأفضل دائماً السفر إليها في إجازات العيد، موضحاً أن إيجار الفندق يتوقف على موقعه وما يقدمه من خدمات متميزة، وأكد عدم وجود أي مشكلة تزعجه في ارتفاع الأسعار، طالما يجد فيها متعته.
عثرات اقتصادية
واعتبر فهد عبد الله المبالغة في قضاء الإجازة بذخاً غير محمود، وقال: من غير المعقول أن تنفق أسرة متوسطة الدخل ما يفوق راتبها في فترة وجيزة، داعياً الأسر المتوسطة للاستمتاع بالإجازة بتكاليف أقل، حتى لا تواجه الأسرة عثرات اقتصادية فيما بعد.
ويوافقه الرأي محمد العمودي قائلاً: للأسف الشديد يستدين صديقي كي يقضي إجازة العيد، فراتبه بسيط وزوجته تشترط قضاء العيد في الخارج، وفقاً لتقاليد أسرتها، مبدياً أسفه لتجاهل صديقه لنصائحه وتعرضه دائماً لعثرات مالية وصلت في أحد الأحيان إلى التهديد بالسجن.
انعدام ثقافة الادخار
أوضح المفكر الاقتصادي الدكتور محمد دليم القحطاني أن السائح السعودي ينفق أكثر من 60 % مما ينفقه السائح الغربي، مرجعاً ذلك لقلة الوعي السياحي وبذخ الإنفاق، وضعف معلومات السائح السعودي عن البلد الذي يرتاده حتى يستطيع المفاضلة في الأسعار بين مختلف البلدان، وأشار إلى معدل إنفاق السعودي في عيد الأضحى الماضي في دبي الذي بلغ 60 مليون درهم، مؤكداً على ارتفاع القوة الشرائية، ما يجعله فريسة سهلة لشركات السياحة والدول السياحية.
وتوقع القحطاني أن يتجاوز إنفاق السعوديين في إجازة عيد الأضحى هذا العام المليارين ونصف المليار في 15 يوماً فقط، وقال: ما يصرفه السائح السعودي خلال الإجازة يعادل ميزانية بعض الجامعات السعودية، لافتاً إلى أن 98 % من السياح السعوديين الذين يهاجرون للخارج في الأعياد يمثلون الطبقة المتوسطة، وحذر من تأثير ذلك على حجم السيولة النقدية لدى هذه الطبقة قائلاً: إن السلوك البذخي للأسر المتوسطة يؤثر سلبياً على الطبقتين العليا والمنخفضة، لأن القوة الشرائية ترتبط أكثر بالطبقة المتوسطة.
ورأى أن حجم إنفاق الشخص من الطبقة المتوسطة في اليوم الواحد في الدول العربية يصل إلى 1500 ريال سعودي، محذراً من تأثير ذلك على ركود الأسواق المحلية، ومن ثم يؤثر سلبياً على الاقتصاد القومي، وأبدى أسفه لانعدام ثقافة الادخار، وعدم الإنفاق الاقتصادي، معتبراً المواطن السعودي ضحية لمكاتب السياحة والسفر.
بيئة طاردة
وأفاد الكاتب في جريدة اليوم محمد العصيمي أن المواطن السعودي اعتاد الإسراف داخل أو خارج المملكة، ومع تقلص المداخيل الفردية صار غير قادر، بيد أنه مصر على البذخ ولو عن طريق الاقتراض، وهناك من يستدين أو يبيع سيارته لقضاء إجازة مختلفة خارج المملكة، مشيراً إلى بعض السلوكيات الفردية غير الواعية بالمتغيرات الأخيرة للموطنين.
ووجه اللوم على الجهات المعنية، سواء الهيئة العامة للسياحة ووكالات السياحة الخاصة "التي لا تقدم أي خدمة توعوية استهلاكية، وأصبح همها الأكبر هو السفر ليس إلا، كما أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في توعية أفراد المجتمع والأسر في ضبط دخلهم الاقتصادي".
كما حمّل الهيئة العامة للسياحة المسؤولية العامة والخاصة "حيث لم توفر أماكن ووسائل جذب سياحي داخل المملكة تقنع السائح لقضاء إجازته في الداخل، بل حولتها لبيئة طاردة"، لافتاً إلى طبيعة المجتمع المحافظة والمتشددة باتت تنفر الموطن من البقاء في الإجازات، وقال: دائماً ما تريد الأسرة في الأعياد قضاء أوقات سعيدة مع بعضها، والعادات تمنع ذلك.
ولخص مجموعة من النقاط تبرز مشاكل هجرة السعوديين في الأجازات "أولها نقص الوعي عند المسافر تجاه كل ما له علاقة بالسفر، كما أن هناك الكثير من الأفراد لم يستوعبوا الأوضاع الاقتصادية الجديدة"، موضحاً أن السواد الأعظم من المسافرين من الطبقة المتوسطة التي كثيراً ما تعتمد على القروض والاستدانات.
اقرأ ايضا: