خبراء الهيكلة والسجل الأنتخابي
فوجئنا هذا الأسبوع وبعد زيارة القاضي القدير محمد الحكيمي رئيس اللجنة العليا للأنتخابات والأستفتاء لأحدى الدول الأفريقة بخبر أن اليمن سوف تستقدم خبراء في كتابة السجل الأنتخابي كما ان اليمن استقبلت هذا الأسبوع خبراء أردنيين للمساعدة في هيكلة الداخلية وقبلها تمت الاستعانه بخبراء من الأصدقاء والأشقاء في هيكلة الجيش الى جانب تواجد مئات الخبراء في مجالات مختلفة مثل الصحة الانجابية ومكافحة الأرهاب والتنقيب عن الآثار والرقابة على المنافذ البريه والبحرية والجوية واصلاح التعليم واصلاح الخدمة المدنية وغيرها , وترددت كثير من الأخبار عن الأستعانه بخبراء فرنسيين لكتابة دستور جديد والغريب ان تتم الأستعانة بخبرات أجنبية في جوانب لاحاجة لأي خبير أجنبي بقدر ماهي الحاجة الى الاقتناع والثقة بالكفاءات الوطنيه من أصحاب الموهلات والخبرات وما اكثرهم .
هزلت.. أين الكفاءات الوطنية المؤهلة والكوادر التي بنينها وتم تأهيلها على مدى خمسين عاما مضت وصرفنا عليها مئات الملايين من الدولارات أم أننا اصبحنا خبراء فقط في كل ماهو سلبي ونسينا أن لنا ايجابيات كشعب ذكي وعصامي له تاريخ وحضارة بشهادة الأعداء قبل الاصدقاء وما أكثر الكفاءات اليمنيه في كل المجالات التي هاجرت الى الخارج وتركت البلاد بسبب عدم الثقة فيها وعدم اتاحة الفرصة لها واعطائها حقها المعنوي والمادي .
كيف تحولنا من اجادة الحكمة والأيمان كما وصفنا رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه وسلم) الى اجادة التخوين والتهريج وحياكة المؤامرات والدسائس ضد بعضنا البعض والنيل من بعضنا البعض وحفر الخنادق وبناء المتارس في شوارعنا وفي عقولنا .
أصبحنا كتاب مفتوح لسفراء رعاة المبادرة الخليجية وفيهم العدو وفيهم الصديق وغيرها من الدول المتربصه باليمن لأهداف سياسية أو اقتصادية او مذهبية ومما يؤسف له انهم اصبحوا يعرفون أدق التفاصيل عن جيشنا عن أمننا عن كل شىء في وطننا والدليل الزيادة الغريبة في اكتشاف شبكات التجسس التي تعمل لصالح دول اخرى اضافة الى مئات الجواسيس يعملون تحت غطاء العمل الدبلوماسي أو الأقتصادي كرجال أعمال أو وجهات اجتماعية غير خاضعه للقانون أوكمنظمات مجتمع مدني أومنظمات خيرية واغاثية تعمل في البلاد بدون حسيب أو رقيب, لم يعد لدينا كدوله اسرار نخفيها ونحافظ عليها وعندما تفشي الدول اسرارها لأعدائها وتدخلهم غرف نومها فأنها تفقد عذريتها وتنحدر نحو الضياع والفشل.
أصبحنا نلقى جميع أعدائنا بالأحضان واصبحنا أعداء لبعضنا البعض رغم ادعاء الجميع انهم محبين لوطنهم حريصين عليه ولكن واقعهم غير ذلك للأسف.
اذا كان صندوق السفير الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي اليمني هو من تولى ومول ترميم مسجد وقلعة العامرية في رداع ومن مول ورمم قصور ومنارات وقلاع تاريخية وأثرية في صنعاء وعدن وحضرموت وزبيد فماذا عملنا نحن وماهو دورنا كدوله ذات سيادة , للأسف فأن دور الدوله خلال الفتره الماضية اقتصر على وضع احجار الأساس وقص شريط افتتاح المشاريع والوقوف أمام كاميرات التصوير التلفزيونيه للتمثيل على الداخل والخارج ان هذه انجازات حكومية.
فقدنا الشعور بالأنتماء والولاء لوطن واحد واختزلنا الوطن في مجموعه من الأصنام البشرية الحزبية والعشائرية والعسكرية المحنطة والانتهازية فخسرنا استقلالنا وفتحنا سمائنا ومنافذنا لدخول مئات الخبراء والجواسيس لدول منها العدو ومنها الصديق اللدود وبصورة رسمية ولأطراف استغلت ظروفنا الأستثنائة التي نمر بها .
رغم الغيوم فالأمل كبير في المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين يبذلون الجهود الجبارة لخروج آمن من هذه الأوضاع الخطيرة ومن حالة الانقسام التي اصيب بها الوطن في جميع مؤسساتة ومناحي حياته ونحمد الله أننا تجاوزنا حتى الآن الخطر الحقيقي والمتمثل في الانهيار الكامل للدولة ومؤسساتها وتخلصنا من شبح الحرب الأهلية التي كان الأعداء يرغبون ويتمنون أن تنجر اليمن لها ولكن موقع اليمن الأقليمي ومشاركتها الأيجابية في جهود مكافحة الارهاب وتأثير عدم استقرارها على محيطها الاقليمي والدولي هي من وحدت رؤية الاشقاء والأصدقاء واجبرتهم على الوقوف مع اليمن في هذا الظرف الخطير .
نقول لكل الأطراف السياسية وقياداتهاوالفعاليات الأجتماعية وشرائح وأطياف المجتمع اليمني بما فيهم الشباب الثائر أن وقت العمل قد ازف وان الشعارات وحدها لن تبنى وطن ولكن العلم والعمل ونكران الذات والتحلي بثقافة الانتماء والولاء لهذا الوطن الجميل والقبول بالآخر كشريك في بناء الوطن وهو صمام أمان والمخرج للجميع والطريق الوحيد لبناء يمن جديد.