فقــــدان
هدى ,, متخم بكل الطقوس المختلفة من عهود الرومان والهندوس وصلوات البوذيين , لعل ذلك يجعل ما بقلبي من ذاكرة حيه , لم استطع ان اتعامل معك بذاكرة مثقوبة كباقي الناس , يحمل جفوني ذلك العالم الافتراضي الذي يحتوي طموحاتنا بدون خجل.
هدى ,,, قليل من يحب ويكون مقتنع انه يحب ببساطة , لنستيقظ بأحلام اكثر افتراضية.
هدى ... ارهقني بحثي عن شيئا يصلني بك , ويخبرني عن سر غيابك الذي يحاط بالكثير من الكتمان , اسبوع واحد يكفي ليجعلني ادمن استشعار هاتفي بشكل غير طبيعي , كنت انتظر ان تتصلي ذات لحظة , صباحا : استيقظ لأتحسس جوالي هل وصلت اليه مكالمة لم يستطع صوته ايقاظي ,,, كنت اعمل ذلك قبل ان فتح عيوني , مساءً : ابحث عن مكان في غرفتي تكون فيه التغطية في كمالها ... عندما ابحث عن رقم اكتب رقمك انتي هو الذي ما زال عالق بذاكرتي دون غيره ,,, كانت الاجابات واحدة : هذا الرقم مغلق أو خارج نطاق التغطية.
هدى .. هذا حالي , غريق لم يستطع ان يتشبث بالقشة جيداً او انها كانت كبيرة بالقدر الذي لم استطع فيه احكام القبض عليها , ابحث عنك وسط هذا الزحام من البشر , ابتسامتك كانت ترتسم في وجه كل من التقي بهم , حتى الاحلام في المنام كنتِ انتِ البطلة الوحيدة , كمسلسل مكسيكي تصل حلقاته الى المئات بدون ان تقترب النهاية.
هدى ,,, كبرت كثيراً بعدك وابدوا الان اكبر كثيرا مما تركتيني عليه , ذلك الشاب الان يغمض عيناه بدون ان يعي انه بدأ يفقد بصره وان الظلام تسرب الى تفاصيل جسده , وان كل شي جميل باستثنائك لا يشعر به, كبرني الهم.
هدى ,, تهت وسط هذا الغثاء الذي تأتي به الاقدار الى طريقنا لنتعثر به دائما , رغم ذلك اعرف ان الحب شيئا من الالم وكثير من الاماني , لذا دعيني اعيش تلك الاماني.
هدى ,, هل لي ان اعرف فقط سبب حزني ؟؟ . اعرف اني لا يحق لي ان احزن بك او ابعث لك شي مما لا اثق به , واجزم ان ذلك الشعور بالزمن يتوقف كلما جاء ذكرك في الواني وشخبطاتي وتغريداتي .
هدى ,,, الاشياء الجميلة , نفتقدها دائما عندما تغيب عن اعيننا , كنت رائعة في لحظات الغياب , لكنني كنت اعيش ساعات طويلة من الانتظار والبحث عن الضوء في الطريق وسط ظلمة حالكة , كنت اجر اقدامي لتخطو خطوات متتابعة ومنتظمة , وكنتِ تمرين امامي بسرعة , تباعدت المسافات ,,, كانت طرقنا متوازية لكنها لم تتصل ببعضها .
هدى ,, افتقدك كما يفتقد الجندي سلاحه في ارض معركة هو الناجي الوحيد منها , تماما : فقدان ناجي من عاصفة رملية ابتلعت رفاقه , الى الوطن , فقدان سجين سياسي تراكمت ضده الاحكام , الى الحرية , فقدان جسد لروح انتزعت منه للتو.