تونسي يحرق نفسه بسيدي بوزيد
أقدم شاب تونسي الأحد على محاولة الانتحار حرقا أمام مبنى البلدية بمحافظة سيدي بوزيد، مما أعاد إلى أذهان حادثة انتحار محمد البوعزيزي الذي فجر الاحتجاجات الاجتماعية في تونس التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية العنيفة فيما تعيش مدن وقرى محافظة سيدي بوزيد (365 كيلومترا جنوب تونس العاصمة) على وقع احتجاجات شعبية للمطالبة بالتنمية، وتمكين الشباب العاطلين من فرص عمل.
وقام إبراهيم السلماني (23 عاما) بسكب البنزين على جسمه وإضرام النار فيه أمام مقر البلدية المغلقة الأحد الأمر الذي فاجأ المارة.
وتشير الفحوص الطبية إلى أن السلماني تعرض لحروق بالغة، حيث أوضح أطباء المستشفى المحلي بسيدي بوزيد أن ثلاثة أرباع جسمه تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة.
وبيّن شهود عيان أن هذا الشاب لم ينطق بأية كلمة قبل إقدامه على محاولة الانتحار، إلا أن أحد المقربين منه أوضح أنه قام بذلك احتجاجا "على البطالة والفقر".
تهميش وإقصاء
من جهته ذكر مصدر أمني أن هذه الخطوة أعادت إلى الأذهان ما أقدم عليه البوعزيزي في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، احتجاجا على التهميش والإقصاء وعدم تمكينه من فرصة عمل، رغم الوعود الكثيرة من المسؤولين.
وتشير الأرقام إلى أنه تم تسجيل أكثر من 170 حالة انتحار بعد الإطاحة بنظام بن علي، منها 69 حالة حرقا، 20 منها سجلت في العام الجاري.
وتعيش عدد من مدن محافظة سيدي بوزيد على وقع الاحتجاجات والمطالبات بتحسين الوضع المعيشي، وقد بدأت هذه الاحتجاجات من مدينة المكناسي التي انتفض شبابها احتجاجا على التهميش والإقصاء.
ونظم شباب المكناسي العديد من المظاهرات، كما نفذوا عددا من الاعتصامات الاحتجاجية قطعت خلالها السكك الحديدية، ومنعت قطارات نقل الفوسفات من المرور.
وما زالت هذه الاحتجاجات متواصلة، حيث انتقلت إلى القرى المجاورة، منها المزونة والنصر، ومنزل بوزيان التي سقط فيها أول قتيل في الاحتجاجات التي انتهت بالإطاحة بنظام بن علي.
يذكر أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 700 ألف عاطل منهم 170 من حاملي الشهادات العليا، فيما يعاني مليونا تونسي من الفقر المدقع.