اخبار الساعة

ما الذي يحدث في رئاسة الجمهورية !! اسباب غضب الرئيس من مدير مكتبه(4-4)

اخبار الساعة - عبد العزيز ظافر معياد بتاريخ: 08-06-2013 | 11 سنوات مضت القراءات : (3480) قراءة

في الاسبوع الاول من مايو الماضي وصلتني معلومة عن استدعاء الرئيس هادي مدير مكتبه نصر طه ونائبه الدكتور جعفر حامد،وفي الاجتماع كان الرئيس شديد الغضب على غير عادته ،فقد عنف ووبخ مدير مكتبه أكتر من مرة وقال له بالحرف الواحد(لو لم يكن عيب في حقي امام اليمنيين لأرجعت الانسي).
-صراحة كانت لدي شكوك حول مدى دقة هذا الكلام رغم أن مصدره كان أحد المحيطين بالرئيس هادي ،لكن الاحداث التي جرت بعد ذلك جعلتني أميل الى تصديقه خاصة مع :
1- حالة الاستنفار الغير مسبوقة التي شهدها المكتب في الايام التالية للاجتماع ،والتي كانت الاولى من نوعها في عهد مديرنا الفاضل ،الامر الذي رفع وتيرة الاداء في معظم دوائره من أجل انجاز مهمة محددة تنفيذا لتوجيهات الرئيس ،وكان اللافت في الامرتولي نائب المدير مسئولية الاشراف ومتابعة هذا العمل،وكان ذلك امراً نادر ايضاً بسبب ما يعانيه النائب من محدودية سلطاته وصلاحياته .
2- اعتكاف المدير في منزله لأكثر من اسبوع بعد الاحراج الذي تسبب به للرئيس امام الرأي العام في قضية بجاش المعروفة،تلاها أخبار شبه مؤكدة عن توقيع الرئيس لقرار قضى بتعيين عدنان الجفري مديرا للمكتب خلفاً لنصر طه ،لكن الحاح الاخير ومطالبته الرئيس منحه فرصة اخيرة عبر توسيط شخصيات من الوزن الثقيل ممن تحظى باحترام الرئيس هادي ،أدى على مايبدو الى تجميد مؤقت للقرار خاصة أن الرئيس حريص على تجنب حدوث مزيد من الارباك في اداء المكتب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد سيما مع ادراكه لحقيقة حاجة أي قيادة جديدة للمكتب لبعض الوقت حتى تتمكن من اعادة تنظيم العمل ورفع مستوى الاداء فيه .
اسباب غضب الرئيس:
اضافة الى قضية بجاش هناك اسباب اخرى تفسر غضب الرئيس من مدير مكتبه لعل اهمها من وجهة نظري سببين رئيسيين الاول يتعلق بتراجع اداء المكتب في حين أن الثاني له علاقة باللواء علي محسن وكما يلي :
اولا: تراجع اداء المكتب :
رغم وضع المكتب البائس طوال العقدين الماضيين ،لكن ذلك لم يحول دون قيامه بدوره والمهام المكلف بها في حدودها الدنيا ،بل كان هناك العديد من الاعمال المتميزة المرفوعة من المكتب الى الرئيس بصورة شبه يوميه ،وهو ما اوجد انطباعاً ايجابياً عن المكتب لدى ابرز قيادات الدولة ،وكان في مقدمة هؤلاء الرئيس هادي عندما كان يتولى منصب نائب الرئيس .
-لكن الوضع اختلف تماماً منذ تولي المدير الجديد مهام منصبه قبل تسعة اشهر ،فقدتراجع اداء المكتب كثيراً خاصة فيما يتعلق بالتقارير المرفوعة الى الرئيس هادي ،ولا ابالغ أذا قلت أن نسبة ذلك التراجع بلغت 70% أن لم تكن أكثر عما كانت عليه في السابق .
اراء مختلفة :
كان تجاهل المدير لمسألة رفع تقارير المكتب الى الرئيس من أكثر الامور التي شغلت الموظفين واثارت تساؤلاتهم واستغرابهم ،وقد تباينت الآراء والتفسيرات بشأن اسباب ذلك ،طبعاً منها ما اتفق معه واخرى قد لا أتفق معها بالضرورة حتى وأن بدت منطقية للبعض، لكني سأوردها كما جاءت على لسان غالبية موظفي المكتب وكما يلي :
1-هناك اعتقاد راسخ لدى نسبة لابأس بها من الموظفين بأن ادارة منصب بهذه الاهمية يتطلب خبرة و قدرات أكبر من خبرة وقدرات مديرنا الفاضل ،وكثيراً ما يردد موظفين عبارة (الثوب أكبر منه) عند الحديث عن اداء قيادة المكتب الجديدة خلال الفترة الماضية.
-غالباً ما يستند هذا الفريق للتدليل على منطقية رأيهم بالقول أن نصر طه لم يتول أي منصب وزاري من قبل او اي منصب يقترب أو يوازي من حيث الاهمية منصب مدير مكتب الرئيس ،ومن البديهي أن خبرته في أدارة وكالة سبأ لا تؤهله لشغل احد أهم المناصب الحكومية في البلاد ،بل أن البعض يجزم بأن مديرنا العزيز لم يكن يحلم بتولي هذا المنصب خاصة أنه تقدم لترشيح نفسه لعضوية هيئة مكافحة الفساد قبل نحو عام، وكذا القول ان أكثر ما كان يطمح اليه هو تولي منصب وزير الاعلام سيما أن المنصب الذي رشح لتوليه قبل تعيينه في المكتب كان منصب رئيس تحرير صحيفة الثورة .
2-يتفق فريق ثاني من الموظفين الى حد كبير مع رأي الفريق الاول ،لكنهم يركزون على أمرين اثنين كأسباب لتراجع الاداء في المكتب وهما :
أ-عدم تفاعل مديرنا الفاضل بالصورة المناسبة مع معظم التقارير المرفوعة له من دوائر المكتب ولا يبدي تجاهها أي اهتمام من اجل رفعها للرئيس كما يفترض الا في حالات نادرة،فالمدير السابق رغم ظلمه الشديد لنا خاصة فيما يتعلق بهضمه لحقوق ومستحقات الموظفين المالية ،لكنه كان سريع التفاعل مع الاعمال المرفوعة له ،فما هى الا ساعات من رفعها ،الا واعادها بعد وضعه عليهاملاحظات وتصويبات- أن وجدت -مع التوجيه برفعها الى رئيس الجمهورية ،وذلك ادراكاً منه لأهمية محتواها خاصة مع تضمنها في الغالب مقترحات وتوصيات قد تساعد صانع القرار في احتواء المشاكل قبل استفحالها .
- على العكس من ذلك تماماً نجد أن كثير من التقارير المرفوعة للمدير الجديد لاتعود ويكون مصيرها اما الادراج المظلمة او سلة المهملات ،في حين أن مايعود منها يستغرق في رحلة العودة اسبوع واسبوعين بل وحتى ثلاثة اسابيع ،والمفاجئة انها تعود خالية من أي توجيه وفي أحسن الاحوال توضع عليها علامة صح مرتعشة بصورة تذكرنا بأيام الدراسة الابتدائية ،وهناك شكوك بأن واضع تلك العلامة ليس مديرنا الفاضل وانما أينشتاين الصغير.
ب-الالية الخاطئة التي يتبعها المدير في ادارة المكتب ،والمشابهة لآليته في ادارة وكالة سبأ،ومن ابرز ملامحها انزواءه واحتجابه عن الموظفين ،وتهميش نائبه مقابل منح مدير مكتبه صلاحياته واسعة لإدارة المكتب خاصة في الجوانب المالية و الادارية ،اضافة الى الاعتماد على عدد من الاشخاص المقربين منه للقيام بالمهام المطلوب انجازها من فترة لأخرى .
-بدأت سوأت هذه الالية الخاطئة بالظهور سريعاً ،وبصورة مشابهة لما حصل في الوكالة من طغيان للشللية وتحكم الاهواء الشخصية والعقول الفارغة بدفة القيادة وبروز مظاهر العبث المالي والاداري والقانوني ،وكل ذلك أثر سلباً على مستوى الاداءوألحق الضرر بصورة وشعبية المدير ونسف جزء كبير من مصداقيته لدى غالبية الموظفين وزاد من اتساع الهوة بينه وبين بقية الموظفين ،ولاشك أن مثل هذا الوضع يحد من اهمية أية انجازات او خطوات ايجابية قد يحققها المدير في نظر الموظفين .
- اضافة الى تلك السلبيات انتهج مديرنا العزيز سياسة المدير السابق في الحرص على عزل الرئيس عن مكتبه ومنع أي تواصل مباشر مع كوادره ،فعلى سبيل المثال لا الحصر تم اخفاء الدعوات المرسلة من سكرتارية الرئيس لوكلاء المكتب وعدد من مدراء العموم لحضور الاحتفال الذي اقامه الرئيس هادي في دار الرئاسة بمناسبة مرور عام على انتخابه وبحضور وفد مجلس الامن الدولي في فبراير الماضي،ولم يشارك من المكتب سوى نسب المدير ورئيس دائرة الشئون المالية المحسوب عليه.
-استمرارا لنهج عزل الرئيس عن مكتبه صدرت الاسبوع المنصرم توجيهات شفهية الى معدي النشرة الاخبارية اليومية المرفوعة الى رئيس الجمهورية من المكتب بعدم ادراج اية اخبار او مقالات تتضمن انتقادات لمدير المكتب او للرئيس،في محاولة على مايبدو لتضليل الرئيس عما يدور في داخل وخارج المكتب واقناعه بأن (كل شيء تمام يا فندم )ولا أعرف كيف يعتقد مديرنا العزيز أن بإمكانه النجاح في ادارة المكتب بمثل هذه العقلية والممارسات التي عفى عليها الزمن.
3- فريق ثالث من الموظفين يرى أن سبب تراجع اداء المكتب راجع الى انشغال مديرنا الفاضل بمؤتمر الحوار الوطني كونه أحد اعضاءه ،ويرى اصحاب هذا الرأي أن اهمية مؤتمر الحوار تفرض عليه الاهتمام أكثر بالمؤتمر على حساب المكتب خلال هذه الفترة.
- طبعاً مثل هذا الطرح يلقى قبولا لدى بعض المؤيدين للمدير ،لكن لا أعتقد بصوابية ذلك لان الاهمية الاستثنائية لمؤتمر الحوار لاتعني تعطيل او شل رأس الدولة وأحد أهم اجهزتها ،بل يفترض أن يكون للمكتب دور حيوي يعزز من فرص نجاح مؤتمر الحوار الوطني ،كما لا يمكن رهن البلاد بمصير مؤتمر تتجاوز احتمالات فشله كثيرا احتمالات نجاحه .
4- اما الفريق الرابع فينظر الى تراجع اداء المكتب بنوع من الريبة والشك في نوايا قيادة المكتب الجديدة ،فهؤلاء يعتقدون أن هناك تعمد من قبل القيادة الجديدة في تجميد غالبية نشاط المكتب لبعض الوقت الى حين الانتهاء من اعادة تشكيله بما يتناسب مع توجه بعينه.
-يستند هذا الفريق في رأيه الى عدد من التطورات التي شهدها المكتب في الفترة الاخيرة بدءاً من التخلص من قيادات المكتب ،مرورا بمحاولة تمكين مجموعة من الموظفين المحسوبين على المدير على اهم الادارات والاعمال الحيوية في المكتب وانتهاء بعدم رفع التقارير الى الرئيس كخطوة لأقناعه بضعف كادر المكتب وضرورة الاسراع في عملية تعديل لائحة المكتب واعادة النظر في غالبية كوادره كخطوة لابد منها لتطوير اداء المكتب وضمان القيام بدوره كما يجب .
- يعزز من صحة هذا الطرح الغموض المحيط بالإجراءات الحالية لتعديل اللائحة التنظيمية لعمل المكتب ،والتي تعتبر أحد اهم الخطوات اللازمة لعملية تحديث المكتب وتطوير اداءه ، لكن للأسف الشديد أن مايحدث حالياً أبعد ما يكون عن العمل المؤسسي ،كما أن هناك سرية شديدة مفروضة على كل ما يتعلق بهذا الامر ،فلا يعرف هوية اعضاء اللجنة المكلفة بأعداد التعديلات المطلوبة ولا مكان عقد جلساتها، التي ينبغي أن تتم داخل المكتب وليس في السراديب المظلمة أو في دواوين القات ،لان ذلك سيؤدي الى تفصيل لائحة أهم جهاز في الدولة بما يلائم قياس شخص ما او قوى نافذة او حتى حزب بعينه لكنها بالأكيد لن تكون على قياس الوطن ومصالحه العليا .
ثانياً: ارتهان علاقة الرئيس بمدير مكتبه بطبيعة علاقة هادي بمحسن :
تزامن اعتكاف المدير في منزله قبل اسابيع وعدم حضوره الى المكتب أو مؤتمر الحوار مع التوتر المؤقت الذي شاب علاقة الرئيس باللواء محسن على خلفية صدور قرارات استكمال اعادة هيكلة الجيش ،وما أن تم تجاوز الاشكالية الحاصلة بين الرجلين مع الاعلان عن تكليف الرئيس هادي لمستشاره لرئاسة الوفد الحكومي نيابة عنه للمشاركة في منتدى الدوحة الاخير، بعدها ظهر مباشرة معالي المدير الى جانب الرئيس ليعلن بشكل غير رسمي انتهاء فترة اعتكافه وتجاوز حالة غضب الرئيس منه.
-ببساطة يمكن أن نخرج من تلك الاحداث بعدة نتائج اهمها :
1-لعب اللواء محسن دور رئيسي لدى الرئيس هادي لإيصال نصر طه الى هذا المنصب .
2-تأثر علاقة مدير المكتب بالرئيس هادي وارتهانها بصورة مستمرة بطبيعة علاقة الرئيس بمستشاره للشئون الامنية والعسكرية ،ونظراً لتزايد حالات الفتور التي شهدتها علاقة الرجلين في الفترة الاخيرة ،والترجيح بتعرضها في الفترة المقبلة لتوتر جديد جراء التعثر والمماطلة في اجراءات تسليم مقر الفرقة وعدم الايفاء بمتطلبات قرار اعادة الهيكلة كاملا،وهو ما يبقي مديرنا في حالة ترقب مستمر لفورة غضب جديدة للرئيس قد تلقي بظلال قاتمة عليه خاصة في حال عدم احرازه أي تقدم في مسألة تطوير اداء المكتب واثبات جدارته بالمنصب الذي يتولاه في الفترة المقبلة.
-أدرك تماماً سعي بعض خصوم مديرنا العزيز لاستغلال فترات توتر علاقة هادي بمحسن لضرب علاقة الرئيس بمدير مكتبه من خلال التركيز على اثارة شكوك الرئيس بشأن ولاء مديرنا الفاضل له عبر التلميح بأن ولاء نصر طه هو للواء محسن بدرجة رئيسية ومقدم على ولاءه للرئيس ،الذي يحل ثانياً من حيث الولاء له.
-شخصياً لا اشك مطلقاً في ولاء وتبعية مدير المكتب للرئيس هادي ،رغم أن هناك عشرات من موظفي المكتب تساورهم الشكوك حول ذلك ،والسبب في رأيي راجع الى بعض التصرفات الغير مفهومة لقيادة المكتب خاصة ما يتعلق بمعلومة متداولة بقوة في المكتب تتحدث عن ذهاب مديرنا العزيز مساء ثالث يوم من تعيينه في منصبه الى المكتب برفقة رئيس دائرة نظم المعلومات السابق قام خلالها بنسخ جميع الملفات والمستندات الموجودة في ذاكرة المكتب الالكترونية الى هاردسك خاص به .
- لاشك أن للمدير الحق في التصرف كما يشاء داخل مكتبه والاطلاع على أي معلومة يريد،اما بالنسبة لنسخ الملفات فلا يخرج عن كونه مجرد اجراء احتياطي لضمان وجود أكثر من نسخة من ارشيف الدولة أو أنه تنفيذا لتوجيهات الرئيس بذلك،لكن ما جعل البعض ينظر بعين الريبة الى هذا التصرف عدة اسباب منها حصوله في جنح الليل وبسرية شديدة ،اضافة الى احتواء ارشيف المكتب الالكتروني-الذي أنشئ قبل عقد ونصف بدعم من المانيا- على بيانات هامة وشاملة عن المكتب وجميع مرافق ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية ،وهو مايفسر محاولات سابقة لعلي محسن وعلي صالح الاحمر لربط مكتبيهما بشبكة المكتب .
- في الاخير ادرك تماماً عدم تطرقي لقضايا عديدة في المكتب في هذه الحلقات خاصة ما يتعلق بالعبث والتجاوزات المالية والفساد المقنن ومسألة النقابة ومعلومات غير متوقعة عن مؤهلات بعض القادمين الجدد الى المكتب ،لكني على يقين ايضاً أن هناك المزيد من التصرفات الغير مسئولة والمخالفات الصارخة للقانون ،المرجح ارتكابها من قبل البعض في الفترة المقبلة ،والتي لايمكن تجاهلها عند حدوثها ،وستكون دافعاً لسلسلة جديدة من الحلقات عن المكتب والى لقاء قريب بأذن المولى القدير.

اقرأ ايضا: