الشاعر الكبير د.عبدالعزيز المقالح : كم من عميل غدا في أرضنا بطلا وهو الذي باع ماضينا وآتينا
قوبلت قصيدة جديدة للأديب والشاعر اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أهداها للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وللمغتربين اليمنيين المرحلين من السعودية بارتياح جماهيري واسع عم كل الأوساط السياسية والثقافية والشعبية.
وقال مثقفون يمنيون في تعليق على القصيدة الموسومة بـ"دع الأماني" أن الدكتور المقالح يطلق النار على السعودية بهذه القصيدة، ويقول لليمنيين أجمع أن ثورتنا هناك على الجار اللعنة، وامتداداته الدميمة في الداخل..
ويرى الشاعر الطرس العرامي أن الدكتور المقالح قد أفسح في قصيدته الأخيرة المجال للخطابية أكثر من الشعرية وفي قالب عمودي تخلى عنه منذ زمن، وأراد من خلاله أن يقول شيئاً ما لم يقله من قبل..
واستبق الدكتور المقالح قصيدته التي نشرتها صحيفة الشارع اليومية يوم أمس الخميس بإهداء قال فيه " أهديها لشهيد العزة والكرامة, شهيد الأمة الرئيس إبراهيم الحمدي, كما أهديها لعشرة آلاف مغترب يمني رحلوا الأمس من أراضي المملكة, ولمن سيلحق بهم, والذين أتمنى أن يصدر رئيس الجمهورية قرارا رئاسيا فوريا باستيعابهم في الجيش, ولو بما يقيهم ذل الحاجة الى الناس وينسيهم إذلال الجار لهم ولوطنهم ليكونوا ذخرا وذخيرة على أعدائه".
قصيدة الدكتور عبد العزيز المقالح ..
دع الأماني
د. عبد العزيز المقالح
دع الأماني فقد خابت أمانينا من حين مات الذي ضحى ليحيينا
يا نافخ الكير ما عادت تخوفنا نار المآسي وقد هدت عوالينا
كم من عميل غدا في أرضنا بطلا وهو الذي باع ماضينا وآتينا
طعن من الظهر أدمى جرح أمتنا فأجهض الحلم واشتدت مآسينا
واتقن الغدر والغدار طعنتهم وقد تراضى أين (ست) وأين (ستينا)
بأن تموت بسيف الغدر أمتنا وأن تسيل بأيدينا شرايينا
حتى غدونا أمام الناس مهزلة منا الضحايا كما منا السكاكينا
بعنا دمانا لجار حاقد صلف وفوق هذا إمام للمصلينا
يسره أن يرانا ساجدين له وفي حدود أراضيه قرابينا
ولم يعي أننا صبر له أمد وإن ضغطنا تفجرنا براكينا
وأن من طاوعوه الأمس واشتركوا بقتل من لم يقل للذل آمينا
ما عاد منهم سوى صندوق خستهم وان جيلا جديدا قد وعى فينا
جيل تربى على الحرمان من زمن من حين سالت على (الحمدي) مآقينا
أين (الهديان) و(الغشمي) ومن معهم من جرحهم لا يزال اليوم يدمينا
لو غيب الموت يا (حمدي) وجوههم فإننا فوق ثأر الثأر باقينا
سننبش الأرض بحثا عن مقابرهم عن العظام بصدق العهد ماضينا
فلم يعد للأسى, للحزن متسع عدت ثلاثون وازدادت ثلالثينا
من السنين التي ما زال يفزعنا منها زمان لكم قد طال ينعينا
حتى يئسنا وطول اليأس أرهقنا لم يبق شيء سوى صمت يواسينا
وأرق الفارس العملاق مضجعه وكاد من قبره صوت ينادينا
أأنت شعبي الذي أرخصت فيه دمي من كان بالأمس للثورات يهدينا
لا يشعل الثأر شعب يستعار له يا شعب إن لم تثر غلت ايادينا
يا شعب من لم يكن عنوان ثورته ثأر على الظلم لا كانت أسامينا
إني هنا في انتظار صوت ثورتكم يا من بكم أشرقت عادت معانينا
أنتم شباب بكم تزدان أمتكم والفجر آت وإن طالت ليالينا