رحيل القائد الإسلامي الدكتور العلامة إبراهيم محمد الحريري
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 12-09-2013 | 11 سنوات مضت
القراءات : (12349) قراءة
تمنى الإستشهاد في بصر الحرير وإلا ففي فلسطين لكن المنية عاجلته فاحتضنه ثرى جدة
رحيل القائد الإسلامي الدكتور العلامة إبراهيم محمد الحريري
عباس عواد موسى
درس السنة الأولى من الحياة الجامعيّة في جامعة دمشق ثم انتقل للدراسة في الجامعة الاسلامية في المدينة المنوّرة وعاش فيها أجمل أيام حياته ودرس في مكة والمدينة على أيدي أبرز علمائها ثم درس الماجستير في جامعة عين شمس في مصر وتلقى العلم على أيدي علمائها فهو بذلك جمع بين كلّ المدارس الاسلاميّة .
عاد الى بلده للتدريس والتربية وكان خطيباً مفوها ومربياً ناجحاً وله علاقات منذ شبابه تمتد الى أطراف العالم الاسلامي كلّه .
كان يصدح بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم .
فقيد الثورة السورية كان قد انتسب الى جماعة الاخوان المسلمين مبكراً وكان عضواً بارزاً فيها
عاش في الكويت أكثر من 15 عام عمل فيها مدرساً في الجامعة وكان ملاذاً لكل أهالي حوران ومديراً لشؤونهم ومصلحاً بينهم .
أخذ شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان في السودان بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف لينتقل بعدها الى السعوديّة للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز .
الّف خلال هذه الفترة عدة مؤلفات في الفقه والأصول والقضاء وله داووين شعر مطبوعة .
عٌرضت عليه المناصب فرفضها .لم يكن يهتم بالمال وجمعه وليس له في سوريا إلا داره القديمة التي بناها قبل أن يُنفى
عند انطلاق الثورة السوريّة المباركة كان من أبرز الداعمين لها بالتوجيه وبجمع المال لها
شارك في أغلب اجتماعات المعارضة السوريّة وكان وجهاً اصلاحيّاً لا طالب مناصب واستمر رغم مرضه في دعم هذه الثورة المباركة وبذلك يكون العالم العامل المربي الكبير المجاهد الدكتور ابراهيم محمد الحريري قد قضى حياته بين العلم والعمل به والدعوة الى الله والاصلاح بين الناس منفيّاً عن بلده وكان شعاره أبياته التي قال فيها
عقيدتي فوق شوقي لا أدنّسها ... مهما أدلهمت بي الأحداث والنذر
لأجلها سوف أحيا العمر محتسباً .. ودونها ترخص الاوطان والعمر
صحيح أن الثورة السورية افتقدته , وأحزنها فراقه . لكن تمسكه بمبادئه جعل الجميع يحترمونه ويجلّونه .
رحل الذي ترك فيّ الكثير مما يجب عليّ أنا التلميذ أن أبحث عنه ووالله أحزنني فراقه بعيداً عني عن سوريا التي أحبّ وعن أكناف بيت المقدس الذي استبشر فضيلته بقرب تطهيره من رجس اليهود والصهاينة وتحرير فلسطين .. كل فلسطين , من الصهاينة والمتصهينين .
أعدكم أن ألتقي مع من سيتحدثون لي عن مناقبه وتضحياته , وأدعوا الله أن ينله خير ما تمناه وهو الإستشهاد في سبيله .
ألشيخ والعلامة الإسلامي إبراهيم محمد الحريري :
ألبعض من ألفارّين من نظام الأسد أسوأ منه ولا تحفظات على حجاب كما أعلم
أتمنى الإستشهاد على ثرى سوريا الحبيبة كما أتمناه على أرض فلسطين
حماس صنيعة فلسطينية غُزّية باركها مجلس شورى إخوان الأردن
ألإخوان المسلمون أوفياء لمن يمد يده إليهم
غادر سوريا في العام 1970 , إلى الكويت , حيث عمل فيها مدرساً وأستاذاً في المعاهد العليا . ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليكمل مشواره التدريسي . إنه خبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة , وقد أفنى في التدريس أكثر من ثلاثين سنة .
إعتقلته أجهزة النظام السوري القمعية أثناء زيارته لوطنه عام 1979 , وحققت معه لمدة أسبوع بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين . ومنذ حينئذٍ وهو ينتظر لحظة العودة يعتزّ بمدينته بصر الحرير إحدى مدن حوران , وهي مدينة اللجاة الرئيسية . و اللجاة سلسلة صخرية تمتد من حوران إلى ريف دمشق . ومثّلت هذه الهضبة مكاناً آمناً للثوار الذين كبدوا النظام خسائر فادحة على امتدادها , ويُطلَق عليها إسم النجاة أيضاً , فمن وصلها قد نجا , كيف لا ؟ وهي صبّات بركانية تكثر فيها الكهوف . ومدينته كانت سبّاقة في الفزعة لمدينة درعا المحاصرة وقدمت الشهداء منذ بدايات الثورة المباركة .
ألقائد الإخواني , يصف الإخوان المسلمين بالأوفياء مع من يمدّ يده إليهم . وميزتهم أنهم أصحاب , نظرة شمولية , وأكثر اعتدالاً , ويرون في الآخرين أنهم شركاء في هذا الربيع . ونحن , والقول له , نؤمن بالديموقراطية ( ألشورى ) ووجود الإخوان ومشاركتهم في المؤتمرات كان أهم أسباب نجاحها . ومن الواضح في سلوك الإخوان ومعاملاتهم أنهم ليسو أعداءاً للنظم الحاكمة بمقدار ما يريدون لها الخير والصلاح . وعلى الغرب والعالم بأسره أن يبدّد تخوفه من الحركة الإسلامية . وعن علاقتهم بالتيار السلفي قال إن نقاط الإلتقاء أكثر من نقاط التباين وقناعة كل طرف أنه لا غنى له عن الآخر .
أعرب عن تمنياته للأردن قيادة وحكومة وشعباً كل خير وأضاف بجزم لن تصل الهوة بين النظام والإخوان حدّ القطيعة . لا يخشى على الثورة السورية من المُندسين والفارّين من نظام الأسد الطائفي الخبيث , لأنها , وببساطة , كما قال : ثورة الشعب المظلوم ضد النظام الظالم , وسيبوء بالفشل كل مَنْ تسلّل إليها ممن يرتبط بالمخابرات العالمية والأجندات الخارجية . فهي أقوى بإذن الله عز وجل وأكثر منعة وصلابة . ألثورة , وقودها الشعب , وهو يعرف أن هؤلاء الفارين أسوأ من النظام نفسه . وإذن , لا خِشية عليها . ولما سألته عن شخص رئيس الحكومة المؤقتة أجابني بأنه يثق بالإئتلاف وإنهم سيُوَفّقون بإذن الله في اختياره . فطرحت إسم رياض حجاب فأردف ليس عليه تحفظات كما أعلم .
ألرئيس محمد مرسي , رجل عملاق , وهو نعمة ساقها الله لمصر وشعبها وللثورة السورية كذلك . أخرجه الربيع العربي , ربيع الشعوب , التي عانت من حكم الحكومات الجبرية الظالمة الدكتاتورية المستبِدّة . والثورات الربيعية , هي ثورات المساجد وأيام الجمعة ووصفها الحقيقي أنها ثورات ( ألله أكبر ) . ومسقط رأسه , بصر الحرير , شهدت أول معركة في يوم الجمعة في الخامس والعشرين من آذار من العام الماضي لتبدأ بالمقاومة المسلحة في مواجهة آلات النظام الدموي العسكرية المدججة . ومن هنا , فهو يرى أن الثورات لن تتوقف حتى تحقق أهدافها المنشودة .
ألولايات المتحدة ستتفكك , أكثر من تفكّك الإتحاد السوفييتي . والعاصفة الإقتصادية التي تجتاحها وتجتاح أوروبا ستصب في صالح المُستَضعَفين في الأرض .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: