اخبار الساعة

حوار افتراضي بين رئيس المكتب السياسي لأنصار الله والسفير السعودي..

اخبار الساعة - عبدالله مصلح بتاريخ: 23-09-2013 | 11 سنوات مضت القراءات : (4526) قراءة

حوار افتراضي بين رئيس المكتب السياسي لأنصار الله والسفير السعودي..
• هبرة: النظام السابق أوقع بيننا ومستعدون لتأمين الحدود وإيقاف التنقيب عن النفط!
• السفير: نحن أقرب لكم من أي دولة أخرى وسنخصص دعماً شهرياً للسيد!


هبرة: السلام عليكم ورحمة الله.
السفير: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هبرة: كيف الحال؟
السفير: الحمد لله، وانت ويش اخبارك؟ عساك طيب.
هبرة: الحمدلله، لا نسأل إلا عنكم!
السفير: هلا بيك.. هلا والله.. تفضلوا تفضلوا
هبرة: والله نحن مرسلون من السيد عبدالملك الحوثي لإيصال رسالة أخوية لقيادة المملكة العربية السعودية، وبأننا إخوة وجيران، ويجب أن نطوي صفحة الخلافات، ونبدأ عهداً جديداً يسوده التفاهم الثنائي والتعاون المشترك.
السفير: بداية نشكركم على هذه المبادرة الطيبة، ويعلم الله أن قيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تنظر إلى جميع اليمنيين بعين واحدة ومتساوية؛ كونهم أخوة أشقاء، وتربطنا روابط تاريخية منذ القدم.
هبرة: لكن المملكة في السابق كانت تتعاون مع بعض الشخصيات في بلادنا، وللأسف فإن هذه الشخصيات غير صادقة وغير أمينة ولا تستحق الدعم أو حتى الإصغاء، بل أن هؤلاء أثّروا سلبياً على مكانة وسمعة السعودية لدى اليمنيين. السفير: مين تقصد، طال عمرك؟
هبرة: أقصد بعض المشائخ القبليين وبعض القادة السياسيين والعسكريين، الذين كانوا يتعاملون مع المملكة بنوع من الابتزاز الرخيص، وإثارة الحروب والفتن والاقتتال، وذلك بهدف تنمية مصالحهم الشخصية فقط.
السفير: قيادة المملكة تتعامل مع كل من يأتي إليها بدافع المحبة والأخوة والدين والعادات والتقاليد. أما هؤلاء فهم معروفين للجميع، وهم في النهاية لا يضرون إلا أنفسهم وسمعتهم.. لأن قيادة المملكة أوعى من ذلك بكثير، وسياستنا الخارجية لا يمكن أن تنجر وراء مثل هذه المؤثرات الشخصية إن حدثت، وإنما تنطلق من مبادئ وقيم وحقائق وقواعد مدروسة وثابتة.
هبرة: السيد يدرك جيداً بأن قيادة المملكة لديها من القدرة والخبرة ما يمكنها من اكتشاف الحقائق من المغالطات والأكاذيب، ولهذا وافق السيد على لقائي بكم؛ من أجل قطع الطريق على وسطاء السوء، وكسر الحواجز الوهمية التي صنعوها فيما بيننا، ويتمكن كلاً منا من معرفة الآخر عن قرب وتتجلى الحقائق أمام الجانبين.
السفير: وهذه هي نفس المشاعر التي نشعر بها نحن في المملكة، بل كنا نتمنى أن يحدث مثل هذا اللقاء منذ فترة طويلة.
هبرة: السيد يعرف مدى حرصكم على تأمين مصالحكم السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها.. وأنتم أيضاً لا شك أنكم تعرفون مدى حرصنا على مصالحنا العامة، وفي مقدمتها السلام والأمن، وهذا يعني أن مصالحنا مشتركة ومتقاطعة، وليس من مصلحتنا نحن أن نقف ضد مصالحكم، بل يجب أن نتعاون في تحقيق مصالحنا جميعاً. 
السفير: أتفق معك حول ذلك، ويجب أن تعلم بأن المملكة أقرب لكم من أي دولة أخرى، سواء كدولة يمنية أو كأسرة هاشمية. ولو رجعت للتاريخ ستجد أن المملكة كانت الدولة الوحيدة التي وقفت بجانب أسرة بيت حميد الدين، وساندتهم بكل أنواع المساندة، سواء في ما يسمى بثورة 1948م –وكانت أول ثورة في الوطن العربي- أو ثورة 1955 أو ثورة 1962م أو حصار السبعين يوماً، وما بعد ذلك. فنحن احتضنا بيت حميد الدين وأعطيناهم الجنسية السعودية وتعاملنا معهم كمواطنين سعوديين بكامل امتيازاتهم، ومنحناهم المنازل في الطائف وغيرها.. بينما اليمن ترفض حتى استقبال الموتى منهم!
هبرة: السيد يعرف ذلك تماماً، بل ويقدر عاليا مواقفكم الأخوية، وهذا ليس موقفاً جديداً وإنما هو موقف ثابت منذ نشأتنا ونحن نعلن بأن السعودية ليست هدفاً لنا أبداً، وكنا حريصين كل الحرص على تهدئة الأمور مع الجانب السعودي في كل الظروف. ولولا أننا تعرضنا لخديعة قذرة من النظام السابق لما واجهناكم في الحرب السادسة؛ لأنه لا مصلحة لنا من سوء العلاقة معكم، فما بالك بالحرب!
السفير: حصل خير إن شاء الله.. ولكن لمعلوماتك أن قيادة المملكة أثناء الحرب أرادت إيصال رسالة قوية لكم، ولكن لم يكن الهدف هو القضاء عليكم نهائياً أو تحقيق نصر عليكم، وكان هناك رؤية ملكية بعيدة، وكنا حريصين على إعطائكم زخم النصر في تلك الحرب، وإظهاركم كقوة قادمة وقادرة على السيطرة على اليمن أو على الأقل أجزاء واسعة منها.
هبرة: وما هو هدفكم من وراء ذلك؟
السفير: لأننا لا نريد بجوارنا نظام جمهوري حقيقي ودولة ديمقراطية ناجحة؛ لأن هذا خطر على الأمن القومي لحكم العائلة السعودية الكريمة.
هبرة: يعني هناك نقاط اتفاق فيما بيننا أكثر من اتفاقنا مع الآخر.
السفير: بكل تأكيد.
هبرة: إذاً فلنجدد الاتفاق فيما بيننا على ضوء حفظ المصالح الثنائية.
السفير: فليكن.
هبرة: ما هو المطلوب مننا تحديداً؟
السفير: أولاً تأمين الحدود، واستكمال بناء الجدار العازل. وثانياً ممارسة الضغوطات تجاه الرئيس عبدربه منصور لإجباره على توقيع معاهدة عدم التنقيب عن النفط في بعض المحافظات.
هبرة: بالنسبة لتأمين الحدود فنحن وبلا فخر أفضل من يقوم بهذه المهمة، وأنتم قد لمستم ذلك خلال بعض الفترات الماضية. أما بالنسبة للجدار العازل فيتم الاتفاق عليه؛ لأننا لا نريد أن ينبني هذا الجدار بدون اتفاق معنا، ولذلك نحن من دعم القبائل لإعاقة بناء هذا الجدار في الجوف، لكن لو اتفقنا على ذلك فبإمكانكم أن تبدؤوا ببنائه من المناطق المحاذية لصعدة.
وأما قضية عدم التنقيب عن النفط فنحن موافقون على ذلك؛ لأنه إذا تم التنقيب عليه حالياً فلن يكون لنا منه فائدة، ولهذا من الأفضل أن نتبع منهج الإمام يحيى في إبقاء النفط في باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها. ولكن كيف يمكننا منع الدولة من التنقيب بصورة واضحة؟
السفير: ليس المطلوب المنع بصورة واضحة، وإنما نوع من الإرباكات غير المعلنة والضغوطات غير المباشرة. 
هبرة: وما هي الفائدة التي تعود علينا من وراء ذلك؟
السفير: سوف أقترح على قيادة المملكة بتخصيص دعم شهري للسيد عبدالملك، وبالمقابل سيتم تقليص مبالغ اللجنة الخاصة التي تعطى لبعض المشائخ. بالإضافة إلى إمكانية تقديم بعض الخدمات التنموية في أكثر من مجال، وعدم الاكتفاء فقط بالمستشفى السعودي بصعدة، كما هو عليه الحال.
هبرة: أيضاً لنا بعض المطالب.
السفير: سمّ، يا طويل العمر.
هبرة: أولاً: عدم دعم أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في حربنا ضدهم، وثانياً: إيقاف الدعم عن مركز دماج وعدد من المراكز والجمعيات الوهابية في اليمن، وعدم دعم حزب الإصلاح والإخوان المسلمين في اليمن.
السفير: طبعاً، ليس هناك دعم لهؤلاء بالقدر الذي كان عليه في السابق، ولكن على العموم سيتم طرح هذه القضايا وغيرها على قيادة المملكة، وبالتأكيد سيتم الاتفاق على مختلف القضايا.

اقرأ ايضا: