بهذه البساطة قتل الدكتور فيصل المخلافي
دم الدكتور الفقيد / فيصل سعيد المخلافي لم يبرد بعد .. هذا ليس حديثي انا بدافع الانتقام او الثأر للرجل على طريقة نخوة الربع من ابناء قبائل مأ رب .. كلا هذا حديث محبو الدكتور فيصل الكثيرين الذين سمعتهم يتحدثون عنه اليوم بحرقة .. كان طيباً - وخلوقاً - كان مدنياً – ومثقفاً - وسلمياً - ومثل هكذا يقولون عن الرجل .
استمعت طويلا ً اليوم اثناء لقائي ب ( شوقي سعيد المخلافي ) الشقيق الاصغر للدكتور فيصل وكذلك اخاه التالي ( عزالدين سعيد المخلافي ) وتحدثوا الينا ببعض تفاصيل وخلفيات الحادثة ..
كيف اخبر الدكتور فيصل اخاه شوقي قبل ايام من مقتله بانه يشعر بان هناك من يراقب تحركاته .. فعرض عليه شوقي وبعض اخوته تأمينه باثنين من الشباب وسيارة خاصة .. فرد عليهم : هذا مستحيل كيف سأكون في نضر زملائي الدكاترة في الجامعة وانا معي مرافقين .
فيصل كان ينزعج ممن ينادونه بالشيخ ويقول لهم : انا لست شيخاً نادوني باسمي وبصفتي الحقيقية كدكتور مدني اقرب الى الناس العاديين والنخبة المثقفة والصحفيين والكتاب وشباب الثورة في الساحات الذين كان يعرفهم ويجلس معهم والذين فجعوا جميعاً بموته وكنت واحداً منهم .
يتحدث شوقي عن خطة مدبرة ومحكمة اراد بها البعض استفزازهم من خلالها وجرهم الى مربع العنف والحرب على خلفيات صراعهم مع اسرة الأعوس – مارب - الذي اختصموا معهم فترة 96 على قطعة ارض ليست تابعة لهم وكانت ملك لاحد ابناء عموم المخلافي وحصل ما حصل بعدها انتهت المشكلة بالصلح والتحكيم ولكن البعض اراد توظيف هذه التداعيات للانتقام بقتل الدكتور فيصل بعد ان فشلوا في اغتيال حمود المخلافي خلال فترة سابقة وحبسه وتفاصيل كثيرة .
اضاف الينا شوقي ان فيصل لم يكن له أي علاقة بالحادثة طوال هذه الفترة حتى يوم مقتله .. وقد اعترف فور مقتله بانهم من اخذوا بثارهم من المخلافي وليتبع عذرهم هذا بسلسلة من التدابير الخطيرة التي يقول شوقي بانهم يدركونها ويحسبونها بعمق ويتعاملون معها باعتبارهم الاولياء على دمه ومقتله وفقا للطريقة الانسب بالنسبة لهم كأن يتم القبض على الجناة ويأخذ القضاء مجراه وتطلع اللجنة الرئاسة على التفاصيل وترفعها الى الرئيس كخيار يتماشى مع خيار الفقيد في حياته المدنية والسلمية من قبل استشهاده .
كثيرة هي التفاصيل التي تحدث بها الينا شوقي منها ما يحتاج الى النقل للتوضيح بدلا من الاشتغال على الشائعات والاقاويل وبعضها امور ابعد من ذلك يستحب معرفتها بصمت .
يجدر الاشارة بنا ان نتساءل بعد هذا ..
لماذا لم يصرح المحافظ شوقي هائل بتصريحاً تلفزيونياً واحدا ويوضح للناس اسباب كل هذا الانفلات والخراب والانهيار باعتباره المسؤول الاول عن مقتل الدكتور فيصل وعشرات ارواح التعزيين ؟
ما مصلحة تصريح شوقي بان نقطة القاعدة التي اشتبكت مع نجل الشيخ حمود سعيد مثلا حمزة ومرافقيه يوم العيد وقتلت واحدا منهم واصابت 6 اخرين وطلع شوقي يلقول بان جنود الامن قد تمكنوا من استرجاع عدد من البنادق والاسلحة التابعة للدولة والتي اخذها مسلحون خلال الاحداث كما اعلن؟
بغض النضر عن صحة كلام شوقي من عدمه انا افهم من ان الرجل يقصد هنا الانتقام من الثورة وشخوصها بعكس من يفهم بانه حريصاً على الاصلاح والامن والاستقرار للمحافظة .
تعز تأكل ابنائها وابناء تعز يستخدمون بعضهم طعماً لأخطبوطات البلد المجهولة التي تشتغل على كواليس كل هذه الافتعالات .. قلوبنا على ايدينا .. ليس بوسعنا سوى الكتابة والحزن على مدينتنا واحلامنا التي يعبث بها الجميع .