اخبار الساعة

السعوديون يدفعون غاليا ثمن ترحيل العمال الاجانب

ملاحقات واجراءات مشددة
اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 08-11-2013 | 11 سنوات مضت القراءات : (6791) قراءة

جدة (السعودية) - يقول سعوديون انهم يواجهون مشاكل في العثور على عمال لتصليح الاعطال بعد ترحيل حوالى مليون عامل مخالف لنظام الاقامة والعمل، في حين يؤكد خبراء ان اقتصاد المملكة الغنية بالنفط لن يتاثر بذلك.

وقال سعود عبدالعزيز (58 عاما) بينما كان يتسوق في احد مراكز التجزئة في جدة المدينة الساحلية على البحر الاحمر "هناك دون شك تاثير في قطاع الخدمات فاجور السباك او النجار ارتفعت بنسبة تصل الى 50 في المئة في بعض الاماكن".

وباشرت الدوريات الامنية عملها صباح الاثنين فور انتهاء مهلة تصحيح اوضاع المخالفين لنظام الاقامة والعمل من اصل تسعة ملايين وافد يشكلون قرابة ثلث سكان السعودية.

واسفرت حملات الدهم في مناطق جدة عن اعتقال حوالى ثمانية الاف مخالف خلال يومين، وفقا للمتحدث الاعلامي باسم الشرطة الملازم اول نواف البوق.

وقبضت الدوريات المكلفة ملاحقة العمالة الاجنبية على 14.5 الف مخالف الثلاثاء واكثر من تسعة الاف الاثنين في مناطق المملكة.

وبين المقبوض عليهم ثمانية الاف في محافظة جازان الجنوبية كانوا في طريقهم الى اليمن وبينهم نسبة كبيرة من القرن الافريقي.

ويؤدي النقص في الايدي العاملة الى ارتفاع كلفة العاملين في تصليح اعطال السباكة والكهرباء والنجارة فضلا عن السائقين.

من جهته، قال ماجد حسن وهو مدرس في المرحلة الابتدائية "وجدت صعوبة كبيرة في الحصول على نجار صباح اليوم حتى بسعر مرتفع".

واضاف بينما كان شرق دوار الدراجة الشهير بجدة،احد اماكن تواجد العمالة الاجنبية، "سالت الموجودين وعددهم قليل عن نجار، لكنهم اكدوا اختفاء النجارين المتجولين".

وتابع "توجهت الى شركة لتاجير العمال فابلغوني بان اجرة النجار 150 ريالا (47 دولارا) فيما كنت ادفع نصف ذلك سابقا".

بدوره، ابدى محمود بدر وهو طبيب مصري يسكن في شمال جدة استغرابه ازاء "اختفاء معظم عمالة الخدمات التي كانت تنتشر في اماكن محددة ويمكن الحصول عليها بسهولة".

وتابع بدر (47 عاما) "كنت ابحث عن سباك لاصلاح بعض الاعطال في المنزل، وعادة ما اجده بسرعه، لكنني بحثت في ثلاثة احياء دون فائدة، وعلمت ان الاسعار تضاعفت اليومين الماضيين".

ويبدو ان السعوديين والمقيمين المرفهين لسهولة حصولهم على خدمات مماثلة باسعار كانت معقولة سيضطرون الى دفع مبالغ اكبر مقابل ذلك.

وقال السعودي ابوماهر (49 عاما) بينما كان يفاوض احد الفنيين لاصلاح جهاز الساتلايت الخاص به "انها مسالة شاقة ان تجد عاملا بعد بدء الحملات التفتيشية، وفي حال وجدته يستغرق وقتا اقناعه ومفاوضته على الاسعار بعد ان يطلب مبالغ مرتفعة".

واضاف "نؤيد تصحيح وتنظيم السوق لكن يجب توفير البديل وباسعار معقولة لئلا يتضرر المواطنون".

واكد ابوماهر الذي يعمل في القطاع الخاص ان "اسعار العمال تضاعفت خلال اليومين الماضيين وهذا امر متوقع لكننا لم نتوقع عدم وجود البديل".

وفي هذا السياق، قال الاقتصادي ياسين الجفري ان "مغادرة مليون من العمالة الاجنبية للمملكة سيكون لها تاثير من حيث الخدمات وتراجع الاستهلاك".

اما الخبير الاقتصادي فواز العلمي فاعلن ان ترحيل العمالة المخالفة "قد يكون له اثر سلبي على المدى القصير، لكنه سيؤثر ايجابا على الاقتصاد الوطني في المديين المتوسط والبعيد".

وتابع العلمي الذي شغل منصب رئيس فريق مفاوضات انضمام السعودية الى منظمة التجارة العالمية سابقا ان "معظم العمالة المغادرة قد تكون فائضة عن حاجة السوق ولو كان السوق في حاجة اليها لكان عمل على تصحيح اوضاعها".

ويشير العلمي بذلك الى قطاعات معينة تنشط فيها العمالة المخالفة مثل ورش الميكانيك او المغاسل الشعبية او من يعبئون الاكياس في السوبر ماركت ووظائف اخرى مماثلة.

ويقول اقتصاديون ان ترحيل او مغادرة حوالى المليون عامل مخالف لن تؤثر في نمو الاقتصاد اجمالا لكنها تؤدي الى تباطؤ قطاع المقاولات بشكل اساسي.

لكنهم اكدوا ان هذا القطاع سيكون قادرا على النهوض فور تصحيح اوضاع الشركات المخالفة. ويشهد بعض مواقع البناء في احياء من الرياض شهدت تباطؤا في العمل، خلال اليومين الماضيين.

الى ذلك، ظهرت شكاوى في موقع تويتر حول غلاء اسعار المنتجات والسلع التجارية.

لكن مسؤولا في جمعية حماية المستهلك قال لفرانس برس "رصدنا ارتفاعات في اسعار بعض السلع الغذائية والخضروات والفواكه وخصوصا الطماطم بشكل جنوني، لكن هذا حدث خلال الفترة الماضية".

الا انه اكد "ارتفاع في اسعار بعض الخدمات لكنها موقتة" وتوقع "انخفاضها خلال ستة اشهر على ابعد تقدير".

وقد اقفلت بعض المحلات التجارية المخصصة للعمال الاحانب في المناطق الشعبية التي كانت تعج بالاسيويين خصوصا ابوابها في الرياض وجدة.

وكانت السلطات اعلنت ترحيل ومغادرة ما لا يقل عن 900 الف عامل غالبيتهم العظمى من دول جنوب شرق اسيا.

 

المصدر : ميدل ايست أونلاين
اقرأ ايضا: