نداء للحاكم و المحكوم : ضرورة الرؤية المستقبلية لماذا الآن ؟،
لماذا تصبح الرؤية المستقبلية لليمن ضرورة ملحّة في الوقت الراهن ؟ :
• لأننا نمرّ بمرحلة تحول سياسي و حضاري كبير، يؤثّر على الجنس البشري بأكمله، و تقود إلى تغيرات جذرية كبرى في جميع مجالات حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية، عند انتقالنا من حياة عصر الذل والظلم والفساد إلى حياة عصر الحرية والكرامة.
• و هذا يعني أن خبراتنا السابقة، و خبرات الآخرين، لم تعد تفيد في التعامل مع أوضاع اليوم، و مواجهة المشكلات المستجدة المترتبة على التحولات الكبرى التي نعيشها ..
• نحتاج التوصّل إلى منهج تفكير، يفيدنا في استنباط طبيعة الحياة القادمة في أعقاب ثورة الشباب في11 فبراير، و كيف أنها تختلف جذريا عن طبيعة الحياة التي عرفها اليمنيون والعالم في عصرنا التالي ، بل و تتناقض معها في أغلب الأحوال ..
• و بالاعتماد على مؤشّرات التغيير الكبرى و المتزايدة التأثير، و مع الاستفادة من طبيعة التحول الكبير السابق الذي مرّت به البشرية في انتقالها من عصر الجهل إلى عصر العلم . و مع فهمنا الأمين الصادق للواقع اليمني، دون مواربة أو تدليس، نستطيع أن نرسي إطار الرؤية المستقبلية الشاملة لليمن .
• و من هذه الرؤية المستقبلية، القائمة على المعرفة الواضحة لطبيعة حياة البشر في مجتمع المعلومات مثلاً، نستطيع أن نستنبط طبيعة التعليم الذي نستهدفه، و الذي يساعد على إعداد إنسان عصر المعلومات، المتوافق مع الحياة في مجتمع المعلومات .
• و ما نقوله عن التعليم، ينسحب أيضا على الأسرة، و الاقتصاد، و الإدارة، و الممارسة الديموقراطية، و الإعلام، و الثقافة، و الأخلاق و القيم السائدة . و سنجد أن التغيرات الكبيرة في جميع هذه المجالات تنبع من نفس المبادئ و الأسس التي تقوم عليها الرؤية المستقبلية .
• الرؤية المستقبلية الشاملة التي أتحدث عنها، تكون مفيدة في تحقيق التوافق بين الاستراتيجيات و الخطط و التطبيقات .. و تضمن للمكاسب أن تظل محتفظة بفائدتها، و لا تتناقض مع أوضاع مستجـدة، لم نعمل لها حسابا . هذا المنـهج في العمل هو الحـدّ الأدنى للجهـد المطلوب في إطار التغيرات الجذرية المتسارعة، و هو السبيل إلى أن تصبح جهود البناء متكاملة .