حرائر الاسكندرية بين الصبر والنصر على الطاغوت
لم يكن لاحد عنده مثقال ذرة من ايمان ويقين ليشك ان حرائر الاسكندرية لن ينتصروا على جلادهم ! كان عندنا جميعا يقين بانهن سيخرجن منتصرات على الظلم قريبا جدا بعز عزير او بذل ذليل ، فقد اذل الله الطاغوت القضائي الذي يأتمر بامر السيد الصهيوني وخرجن رافعات اشارات النصر ، اشارات رابعة في وضح النهار يكررن ما قلنه قبل اعتقالهن سنحيا كراما سنحيا اسودا سنحيا " فاما حياة تسر الصديق...... واما ممات يضير العدا" ، خرجن رافعات اشارات النصر والتحدي للانقلابيين وابتسامتهن تقول مؤكدة اننا سنستمر في نضالنا وثورتنا واعتصامنا وهتافنا" يسقط يسقط حكم العسكر" حتى رجوع الشرعية كاملة متمثلة بفخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي. كنت اظن ان اسطورة صمود الشعب المصري في تظاهره السلمي الذي وضع اسس لمفهوم جديد للتظاهر ليس فقط في مصر وحدها بل في العالم واني لاجزم ان التجربة المصرية سوف تدرس في ارقى جامعات الارض قريبا. كن اظن حقا بان هؤلاء عبيد البدلة العسكرية واشياعهم واصحاب المصالح التي تلتقي مع الطواغيت سوف يأخذون درسا قويا ورادعا لهم عن غيهم وظلمهم ولكن" واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم" فان هؤلاء جميعا لن يردعهم الا قرار من محكمة ثورية عادلة "بالاعدام" يصادق عليه مفتي شريف يخاف الله ولا تأخذه في الله لومة لائم، نعم انه فقط هذا الحكم الذي سيردع هؤلاء الطواغيت ومن صف في صفهم من اعلاميين وهم كثر، وقضاة ومحامين وهم اغلبية بين القضاة والمحامين، وملحدين وعلمانيين. صمود بنات 7 الصبح كان سيكون درسا لمن يوالون الظلم على الحق والعدل، بل صمود امهات وآباء بنات الاسكندرية كنت اظنه درسا صعبا وقاسيا ولكنه درسا مذكرا ونذيرا للقضاء المصري بانه يجب ان يعود عن غيه ويناصر الحق متمثلا في الشرعية التي ارتضاها الشعب المصري لنفسه.
وهنا لا بد ان نذكر حقا ونعطي الرجال حقهم، فان في المعتقلات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" صابرون محتسبون لله قد لا يذكرهم الاعلام وقد يكون قد نسيهم ، لكن قلوبهم متعقلة بالله مؤمنيين محتسبين يعرفون يقينا انهم على الحق وان الله ناصرهم ومخرجهم من زنازينهم ومعتقلاتهم قريبا" ويسألونك متى هو، قل عسى ان يكون قريبا". انهم رجال قادوا هذه الثورة بسلمية عجيبة وكان بامكانهم ان يحولوا مصر الى كتلة من لهب، ولكن ايمانهم بان الله تعالى يريد لهذه الامة الخير ،وان الله ما ارسل المصطفى صلى الله عليه وسلم الا رحمة للعالمين . فترفع هؤلاء الرجال وصبروا على الظلم وكتموا الغيظ في سبيل رفاهية الامة وكرامتها وعزتها وارتقائها للعلى باذن الله تعالى. انه لواجب علينا ان نتذكر الرجال من ولا نستطيع ان نحصيهم من كثرتهم في غياهب سجون الظالمين، فمنهم الدكتور محمد بديع الرجل الذي اشعل الثورة بكلماته الرائعة في رابعة العدوية وهو ينشدها ثورة سلمية بقوله" ثورتنا وسلميتنا اقوى من الرصاص واقوى من العسكر واقوى من من جبروتكم، انكم لن تستطيعوا ان تجبرونا على حمل السلاح لاننا نخاف الله ومسؤولون عن دماء المسلمين. الرجل الصادق الكبير المسن المريض محمد مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الاخوان المسلمين، الرجل الصابر المحتسب، المهندس خيرت الشاطر، الرجل الاسد الشجاع الوفي لامته ووطنه ورئيسه وجماعته، وحسن مالك، والشيخ الاسد الهمام ابو اسماعيل والمحامي عصام سلطان وابو العلى ماضي ، لن يسعني المداد والاحرف كلها ان استمر في سرد هذه الاسماء ولكنهم جميعا في مخيلتي ، اسأل الله ان يفك اسرهم واني على يقين بان الله ناصرهم جميعا. عشرات الالاف من الرجال بل من خيرة رجالات مصر في كل مجالات العلم والعلوم يغيبون في السجون والمعتقلات لا لشيء الا ان يقولوا ربنا الله، قد نكون نسيناهم لكن الله لن ينساهم وما نسيهم تعالى الله رب العالمين. ولكن انها محنة ستنقلب الى منحة الهية قريبا واني على ثقة بان النصر قد بات بين ليلة او ضحاها والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. فالله قد اعد لهذه الامة شيء عظيم جلل ولكن لا بد ان يهيء الرجال العظام للقيام به واستقباله حتى يؤتي ثماره ويستمر طويلا
الى يرث الله الارض ومن عليها.