آلاف المقاتلين من قبيلة «دهم» يحتشدون بعد انباء عن تحركات حوثية باتجاه الجوف
عقدت كبرى قبائل الجوف "قبيلة دهم" اجتماعًا حاشدًا أمس لتدارس التحركات الحوثية التي كشفت عنها مصادر قبلية في دهم ذكرت أن الحوثي يستعد لتحريك ترسانة عسكرية كبيرة عبر البقع والتوجه بها إلى محافظة الجوف.
وقال وجهاء ومشايخ قبائل دهم: إن هدف الحوثي من التقدم هو السيطرة على أراضيهم وضمها إلى إقطاعية تابعة لعبدالملك الحوثي, مؤكدين رفضهم القاطع لتلك التحركات.
ونقل مراسل مأرب برس في الجوف "أن قبيلة دهم بدأت في الاستعداد لحشد قواتها وأسلحتها المختلفة, إضافة إلى تجمع أفراد القبيلة لمواجهة تلك التحركات".
وأضاف المراسل: أن قرابة ألف مقاتل من قبيلة دهم وصلوا في أول يوم لدعوة قبيلة دهم؛ حيث تم توزيعهم على جبهات مختلفة في القبيلة, مؤكدًا أن الحشد من قبيلة دهم يظهر أنه حشد يعدُّ الأكبر والأقوى في تاريخ القبيلة، مؤكدين في ذات الوقت أنهم لا يريدون المواجهات المسلحة ولكن فرضت عليهم فرضًا.
وأظهر الجمع القبلي الكبير روحًا ومعنويات عالية لدى أبناء القبيلة خاصة بعد رسائل الحوثي المستفزة لهم. وإضافة إلى حشد الحوثي لقواته على تخوم قبيلة دهم.
وقال العديد من أبناء دهم الذين توافدوا إلى حدود قبيلة دهم في حديث لمراسل مأرب برس: "إنهم لم يأتوا إلى ذلك المكان إلا حماية للأرض والعرض".
مؤكدين "نحن لم نبغِ على الحوثي بل هو من أتى من صعدة وغير صعدة إلينا, نحن نفضل أن نقبر في أراضينا ولا أن يأتي الحوثي ليهين كرامتنا كما رأيناه فعل في كثير من القبائل التي دخل أراضيهم من قتل وهتك الأعراض ونهب الأموال وتقتيل الرجال".
ومضى مقاتلو قبيلة دهم بالحديث قائلين: "سنرد الحوثي الباغي المعتدي وعليه ألاَّ يفكر أبدًا أن بإمكانه السير في أراضينا, وليعلم أن باطن الأرض لنا خير من ظاهرها، ونحن على يقين بنصر الله، وأن الحوثي لا يساوي شيئًا أمام صمود قبائل دهم التي سبق وأن علَّمت الحوثي وكل الغزاة الكثير من الدروس، وسيعلم الحوثي من هي قبائل دهم".
إلى ذلك استنكرت قبائل دهم صمت الدولة المهيب إزاء انتهاكات الحوثي تجاه قبائل الجوف التي يحاول بالقوة السيطرة عليها بقوة الحديد والنار.
وعلمت مأرب برس نقلاً عن عدد من مشايخ دهم أن وجهاء القبيلة أجلوا صراعاتهم الداخلية ومشاكلهم القبلية، وأجمعوا على أن يجتمعوا بدون صلح قبلي بين الأطراف المتنازعة من أجل الحوثي الغازي.
وأكد مشايخ دهم "أن الحوثي ما كان ليتقدم في أي معركة إلا بالخديعة كما كان في حروبه الست التي خاضها مع النظام".
وقالت مصادر قبلية: إن الحوثي يمارس عمليات ترحيل وإجلاء واسعة للمواطنين من قرى مختلفة من مديرية البقع ومنطقة وادي أبو جبارة بعد مداهمته لهم.
كما فضل البعض الآخر النزوح قبل وصول الحوثيين إليه بسبب ما أسموه تصرفات الحوثي القمعية والإقصائية، كما عبر الوجهاء عن ألمهم لما رأوه من نزوح جماعي من قبل مئات الأسر التي دخل الحوثي مناطق تواجدها عنوة وبقوة السلاح.
وقال وجهاء القبيلة: "نحن لسنا مدعومين من أي جهة؛ فأسلحتنا وأفرادنا وقوتنا نجمعها من أبناء قبائل دهم والله معنا".
إلى ذلك وجه الحوثي عبر العديد من رسله إلى أنه "إذا لم يتم السماح له بالعبور عبر الطريق المؤدية إلى الجوف مركز المحافظة فإنه سيمر ولو بالقوة".
ورغم كل هذه التحركات إلا أن الحوثيين لم يكشفوا عن خط سيرهم بتلك القوة التي يسعون إلى تحريكها عبر الجوف "ولم يفصحوا هل الهدف هو تأمين الطريق أم الوصول إلى محافظة الجوف؟.
وعلى كل فإن كل قبائل الجوف ترفض تمامًا أن يتقدم بتلك الطريقة خطوة واحدة في أراضيها؛ وخاصة والحوثي يحشد قواته حاليًّا في أراضي البقع التابعة لصعدة التي يقع بها منفذ البقع الحدودي مع السعودية باتجاه نجران.
مأرب برس