سوريا ممزقة بين الجيوسياسية والديموغرافيا ( حديثٌ ليس لي )
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 29-01-2014 | 11 سنوات مضت
القراءات : (12287) قراءة
سوريا ممزقة بين الجيوسياسية والديموغرافيا ( حديثٌ ليس لي )
عباس عواد موسى
( أخي الكريم : أنقل لك من جديد , لترسم بنفسك مستقبلك الذي تريد ) . والتقرير المرفق نشرته صحيفة المفكرة الصربية والتي تُعنى بتخصيص حيز إعلامي كبير لداعمي النظام الذي تهنئه بغرس عدد من عملائه في صفوف قيادات الجيش الحر والمعارضة حتى الممولة من أنظمة خليجية تدعي أنها لا تطيقه . وحسب المفكرة : والنظام , سينتصر , لأن اللاعب الأكثر مهارة ليس في غير يده . وسواءً ألحقه هنا أو غرسه هناك , فالمال المتدفق ضده يأتيه عبره .. ويا لمهزلة الداعم .. تقول الصحيفة في نشرتها الإليكترونية .
بوصلة التحركات الدولية لحل الأزمة السورية تتجه لتكريس حكم الطائفة العلوية رغم أن البعض يرغب بتقليص نفوذها شيئاً ما لإشراك أقليات أخرى مع العملاء السّنّة المنبطحين على الدوام لأي نظام كان . وتقوية الأرمن في بنية الحكم القادمة من أهم الأولويات لكبح جماح الأوردوغانية المتصاعدة . ليتزامن ذلك مع دعم السيسي في مصر وتسييد الدولة الإيرانية العميقة بحسب الرؤية الأمريكية التي لم تغير نظرتها إلى بلدان الخليج على أنها دول كرتونية . فما دام السّنّة فيهم الجهاديون فإن الفرس وولاية الفقيه هم ذراع الأجنبي واليهود في المنطقة .
ليس مهماً أن تعيد سوريا إعمار نفسها في الأفق القريب . فالولايات المتحدة بحاجة إلى مزيد من الوقت الملتهب على الأرض السورية لمراقبة تنفيذ التيار الإسلامي السّنّي الغير جهادي إلا المقتصر جهاده على التنظيمات والفصائل التي ترعبها كداعش والنصرة وكتائب الشهيد عبدالله عزام كي لا تتمدد فتفرض ما جهد العالم قرناً من الزمان حتى لا يرى ذلك ممكن التحقق . وحتى هؤلاء الذين يستفردون بداعش حسب الخطة المرسومة لهم إنما حبذوا انضمام النصرة لهم لإعادة تركيبها كما يشتهي السيد الأمريكي رغم استحالة ذلك قطعياً . وعلى كل , فالمرحلة هي استقطابية , خروج عملاء بعد انكشافهم وانتقالهم للآخر للإستمرار بلعب الدور حتى يتسنى تركيب سلطة أخرى في سوريا هي محط خلافات بين القوى الكبرى .
إن إصرار داعش على وجوب استئصال العدو الرافضي المرتد جعلها محط أنظار الجميع رغم أن النصرة لا تختلف في ذلك مع داعش كما صرح قياديون منها لوسائل إعلامية غربية قبل أكثر من عام ونصف العام . ولكن السي آي إيه تغلغلت إلى عمق الوضع الجهادي فتحييد النصرة وإرهابها من داعش يعتبر نصراً يضاف إلى غرسها عيوناً في التيار السّنّي المعادي للجهاد والذي لديه القابلية لتدجينه تحت طاعة الحكم العلوي من جديد . ظهر ذلك جليّاً في أحقاده على داعش أكثر بكثير من معارضته الهشة للنظام نفسه .
سيناريو تجزئة سوريا إلى كانتونات لم ينتهِ كلياً , ولكنه لا يخدم بالشكل المطلوب مثلما يكون بانصياع السّنّة كما كان . ولكن إذا ما امتصت داعش الضربة من النظام والمعارضة العميلة المشتركة فإن الكانتونات ستفرض ذاتها بمشاركة إيرانية أوسع .
ومن يراقب ما سيجري من تطورات في بنى الحكم الخليجية الآيلة للإنهيار يستطيع وضع سيناريوهات الحل النهائي للأزمة السورية . فخروج مسمار واحد عن مسار الطريق قد يغير كل ما هو مُنتظَر .
المصدر : ألمفكرة الصربية
اقرأ ايضا: